خطواتها الواثقة إلى ميدان التحرير دبت بقوة وهى تدهس خوف أجبر مئات النساء مثلها على التزام المنازل فى صمت خوفاً من الانضمام لقائمة "المغتصبات" فى الميدان، ملامحها الصارمة لا تتلاءم مع مظهرها الذى يوحى بسنها الصغير، بجانب لافتتها قبضت أصابع يدها على سكين حرصت على إظهاره، واضحاً لكل من يفكر فى الاقتراب، مصممة على تنفيذ العهد الذى قطعته على نفسها لتحدى الخوف الذى أجبر الفتيات على التزام منازلهن بعد أن تمنين الموت على أرض الميدان.
لم يكن مشهد "رانيا رفعت" الفتاة صاحبة السكين، هو الأول من نوعه فهى مثل غيرها ممن انتشرت صورهن على مواقع التواصل الاجتماعى حاملات السلاح بقوة ممزوجة بتحد صلب، ولم يكن خروج "رانيا" بالسكين مجرد صدفة، فهى من اعتادت التجول فى شوارع وسط البلد "بشاكوش" ضخم حرصت على إبقائه خارج حقيبتها بنظرات متوعدة لكل من يحاول الاقتراب منها أو الهجوم عليها غدراً، لم تتركه لحظة واحدة خلال يومها المزدحم بمواعيد ومشاوير لا تنتهى يصاحبها بها"شاكوشها" الصغير لإبعاد الأيدى والنظرات التى تصطدم بالشاكوش لتسرع عائدة إلى أماكنها فى هدوء.
رانيا لم تخفض سلاحها حتى وهى تتحدث حول أسباب حمله كانت تقول بعنف "هيبقى لى الشرف فى قتل أول واحد يحاول يتحرش بيا"، القضية بالنسبة لها كانت أكبر من قضية تحرش جنسى، الأمر هو محاولة واضحة لإقصاء النساء من النزول إلى ميدان التحرير عقب أن فشلت جميع المحاولات الأمنية والإعلامية فى إحباط الشباب، وتشويه صورة الميدان، وتتابع،" دلوقتى عايزين يرجعوا نساء مصر اللى عملوا الثورة وحموا البلد إلى زمن الحريم فى "الحرملك"، وإحنا مش هنبقى حريم، نساء مصر هيدافعوا عن حقوقهم بالدم".
وتتساءل رانيا،" ليه الاغتصاب ظهر فى الميدان دلوقتى بس؟ إحنا عايشين سنتين فى الميدان من غير فرد شرطة واحد وكان الشباب بيحميه.. الموضوع فى خطة منظمة بتقول حافظوا على بناتكم واخرجوا من المشهد، عايزين يشيلوا السيدات اللى كونوا نص وقود الثورة من أى صورة".
تحويل المرأة إلى عبء على الشباب وإنهاء وجود السيدات بالميدان.. هو النتيجة الوحيدة التى كانت تراها رانيا مقصوده من أحداث الاغتصاب الأخيرة فى الميدان والحل بالنسبة لها هو أن تدافع المرأة عن وجودها بنفسها وتقول "القوة لا يقابلها إلا قوة وهفضل أكافح وأطالب بإسقاط حكم المرشد اللى جزء منه هو القضاء على أى وجود للمرأة".
"الست مش هتبقى "حرمه" هندافع عن نفسنا ومش هنسكت لهم" بحسم أنهت "رانيا" حديثها لـ"اليوم السابع"، قبل أن تعدل من وضع الشاكوش فى يدها وتهم باستكمال طريقها بأعين مهددة لكل رجل، وداعية لكل "بنت" بحمل الشاكوش والانطلاق بلا خوف.
اللى هيقرب هديله على دماغه..
"رانيا" رجعت الميدان بسكينة وشاكوش.. والجدع يقربلى
الخميس، 14 فبراير 2013 11:57 ص
رانيا فى الميدان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابومرعى
اللى تنزل الميدان