ننشغل كثيرا بتفاصيل الحياة اليومية عن معنى جميل من أهم معانى الحياة، نحتاج إليه كى لا تخلو حياتنا من السمو العاطفى والروحانى؛ وهو مشاعر الحب معتبرينه، من الكماليات والرفاهية التى لا نقدر على سداد فاتورتها فى ظل شدة الأزمات المالية والمادية فى الوقت المعاصر، وعندما يطلب أحد الشريكين من الآخر نفحات من الحب، يأتى الرد "هو أنا فاضى" أو "أنت باين عليك رايق"!!! ويأتى عيد الحب مرة كل عام ليعطى فرصة للأزواج بكثرة انشغالهم والزوجات بما يكدر بالهم من هموم ومشاكل كى يرتشفوا بعض من نفحات الحب بالتعبير المتبادل عن مشاعرهم كل بطريقته أو بالطريقة التى يراها أو تراها تلائم شريك الحياة.
فعيد الحب، هو عيد عالمى فى كل أرجاء الكرة الأرضية يحتفل به المحبون والعشاق بالمشاعر التى يكنها كل شريك للآخر، ويسمى يوم القديس، الفلانتين" ومن إحدى أجمل القصص التى حكت عن هذا القديس، ورسمت شخصيته كأحد القساوسة الذى رفض قانونًا لم يتم التصديق عليه رسميا، يقال إنه صدر عن الأمبراطور الروماني كلوديس الثانى؛ وهو قانون كان يمنع الرجال فى سن الشباب من الزواج، وافترضت هذه الروايات أن الإمبراطور قد قام بإصدار هذا القانون لزيادة عدد أفراد جيشه لأنه كان يعتقد أن الرجال المتزوجين لا يمكن أن يكونوا جنودًا أكفاء، وعلى الرغم من ذلك، كان فلانتين، بوصفه قسيسًا، يقوم بإتمام مراسم الزواج للشباب، وعندما اكتشف كلوديس ما كان "فلانتين" يقوم به فى الخفاء، أمر بإلقاء القبض عليه وأودعه السجن، وتناقلت الروايات أن الفلانتين قام بكتابة أول "بطاقة عيد حب" بنفسه فى الليلة التى سبقت تنفيذ حكم الإعدام فيه مخاطبًا فيها الفتاة - التى كان يشير إليها بأكثر من صفة - تارة كمحبوبته، وتارة كابنة سجانه التى منحها الشفاء وحصل على صداقتها، وقد أرسل "فلانتين" لها رسالة قصيرة وقعها قائلاً: "من المخلص لك فلانتين"، وهكذ ضحى القديس فلانتين بحياته فى العصر الرومانى كى يجمع بين الأحبة بالزواج فكان يوم وفاته يوم خلد فيه الاحتفال بعيد الحب.
ويأتى عيد الحب فى 14 فبراير من كل عام وله مظاهره الخاصة به من تقديم الهدايا من الورود والحلوى وكروت المعايدة، ولكن ما هى أجمل هدية يمكن أن يقدمها الحبيب فى هذا العيد...؟؟؟ أو السؤال بطريقة أخرى كيف تعبر عن حبك بهدية فى عيد الحب؟؟؟ فدعونا نجمل طرق التعبير فهى بالكلمات مقروءة أو مسموعة وبالأفعال، والتى يندرج تحتها إرسال الهدايا أو عمل مفاجئة يحبها المحبوب مهما كانت بسيطة، ولكن المهم أنها تمثل شيئا يحبه ويسعد به، وبالتالى عند تقديمها تعبر عن اهتمامك لما يحب المحبوب ومن ثم اهتمامك به.
فهل فكرت فى يوم، أن تبعث برسالة إلى من تحب كى تشكره على كل أفعاله الطيبة معك، وأنك مقدر لكل مجهود يبذله أو تبذله فى سبيل إرضاءك فاجعل كرت معايدة عيد الحب كارت شكر تعبر به عن امتنانك لوجود حبيبك فى حياتك... ولكن أولا اسأل نفسك هل أنت فعلا تقدر وتقدرين أفعال شريكك من الأفعال الروتينية مهما كانت فى نظرك بسيطة، مثل الطبيخ اليومى وترتيب المنزل، أو نزول الزوج للعمل وإحضاره بعض المشتريات، فهل تقدر تعب زوجتك فى الأعمال المنزلية وترتيب احتياجاتك؟ وهل تقدرين المجهود الذى يبذله زوجك فى العمل يوميا من أجل أسرتك؟؟؟ فدائما نحن نشكو مما نفقد ولا نقدر ما نحصل عليه.
فدعونا نتفق على أن هناك ارتباطا سيكولوجيا بين رغبة الشخص فى إسعاد الشريك وبين مدى حبه له، ومن مظاهر هذه الرغبة تقديم الهدايا فى المناسبات الخاصة، ولاسيما فى عيد الحب، أما إذا نسى الشريك ميعاد المناسبة أو انشغل فى هذا اليوم يعتقد الشخص أن شريكه فقد الاهتمام به، وبالتالى تناقص الحب، حتى لو كان صحيح أنه لا يوجود حب فى عدم وجود الاهتمام فهذا لا يحتم تأكيد أن الاهتمام جزء من الحب، وأن تذكر المحبين تبادل الهدايا فى المناسبات يكون إنتاج لحالة الحب وليس تعريف لحالة الحب، ولذلك فالاهتمام هو نتاج الحب وليس جزء من تعريف الحب.
فالخلط بين عدم كون المحب يتعامل بمحبة وبين كونه لا يحب شريكه خطأ شائع نقع فيه جميعا، بسبب إحباط من تصرف الشريك وعدم الاهتمام، وذلك بسبب النسيان والانشغال وليس بسبب تناقص الحب ولكن ينتج عنه شعور بعدم المحبة بسبب أنك شعرت بإحباط وتألمت من الإهمال، وبالتالى تشعر بتناقص شعورك بالحب من ناحية الشريك.
وعلى النقيض فالشخص الذى يتذكر مناسباتك الخاصة ويهاديك يمكن أن يكون هذا التصرف نابع عن ذوق وأدب وليس عن اهتمام بشخصك، فالنية لا تكتشف بالتصرفات الخارجية، والمشاعر أيضا لا تدرك بدقة عن طريق التصرفات الظاهرية، فيخطأ الناس فى قراءة مشاعر الاهتمام من عدمه من خلال التصرفات الخارجية.
فدعونا نقتنص فرصة المناسبات والأعياد لنعبر فيها عن مشاعرنا بطريقة تسعد من نحب ولنجعل الهدية مزيج من الكلمات المعبرة عن حبنا مع هدية تسعد شريكنا، ولنجعل الهدف من هدية عيد الحب هو استمرار حالة الرضا والمنفعة بين المحبين ولنختارها على هذا النحو، فلتهتم فى هذا اليوم بسعادة شريكك وتقدم له ما يسعده أى كان... فكثير من الشخصيات تسعد بالمفاجآت مهما كانت كبيرة أو صغيرة وشخصيات أخرى تسعدها تقديم هدية يحتاجها فى حياته اليومية ويحب أن يسأل عن ماذا يحتاج أكثر من اهتمامه بحالة المفاجأة، ويمكن أن تكون هدية المفاجأة أغلى وأقيم ولكن لا يحتاجها ولو قدمت له ما يحتاج سيسعد أكثر، فلنقدم فى عيد الحب هدية التعبير عن حبنا لشريكنا بالطريقة التى يحبها هو ولتكن آخر كلماتى معايدة لكل المحبين ومعايدة خاصة لمن أحب فأنت لى العيد وأنت لى كل الحب.
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: التعبير عن الحب أجمل هدية فى عيد الحب
الخميس، 14 فبراير 2013 10:53 م