مجلة أمريكية: قناة السويس تظل ذات أهمية كبيرة لا مثيل لها لواشنطن.. وتضمن استمرار أهمية مصر للولايات المتحدة والمنطقة.. وكثير من النقاش الدائر حاليا حول المساعدات العسكرية لمصر يعتمد عليها

الإثنين، 09 ديسمبر 2013 03:30 م
مجلة أمريكية: قناة السويس تظل ذات أهمية كبيرة لا مثيل لها لواشنطن.. وتضمن استمرار أهمية مصر للولايات المتحدة والمنطقة.. وكثير من النقاش الدائر حاليا حول المساعدات العسكرية لمصر يعتمد عليها قناة السويس
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية، إن قناة السويس برغم كل التغييرات التى طرأت على الصعيد الإقليمى والاقتصاد العالمى، تظل ذات أهمية كبيرة لا مثيل لها للولايات المتحدة، لتدحض بذلك آراء بعض المراقبين الذين ذهبوا إلى القول، بأن القناة لم تعد على سابق أهميتها ومكانتها ويمكن الاستغناء عنها، ومن ثم قطع المساعدات الأمريكية لمصر دون خوف على مصالح واشنطن فى المنطقة.

وفى التقرير، الذى كتبه ستيفين كوك، الخبير فى الشأن المصرى بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، قالت المجلة، إنه بعد ما يقرب من 150 عامًا على الانتهاء من حفرها، فإن قناة السويس لا تزال مصدر الرهبة، فى ظل الكلاشيهات التى كتبت عنها وتصفها بأنها رابط حيوى بين أوروبا وأسيا، وهامة استراتيجية وإحدى عجائب البشر، غير أن العالم تطور منذ الانتهاء من عام 1869، ونظرًا للتطورات الأخيرة فى السياسة والاقتصاد والأمن، فإن البعض ينظر إليها على أنها مجرد بقايا، لكن فى الحقيقية أن هذا الممر المائى يضمن استمرار أهمية مصر للولايات المتحدة والمنطقة.

ويقول كوك، إنه بالنسبة لبعض المراقبين، فإن ثلاث سنوات فى هذا الفصل المضطرب من التاريخ المصرى، جعلت أهمية مصر للولايات المتحدة تتضاءل على ما يبدو، مع تغير موازين القوى فى المنطقة وانقلاب الكثير من الحقائق المقبولة عن الشرق الأوسط بسبب الاضطرابات، لكن ما إذا كانت مصر لا تزال تتمتع بالحيوية، أمر يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كانت قناة السويس من بقايا الماضى أم أنها مكانا ساخنا دائما فى السياسة الدولية، وأى طرح يذهب إلى أن القناة تخسر أهميتها السياسية أو الاقتصادية، يجب أن يتعامل مع نظرة أطول لمكان القناة فى التاريخ المصرى، وفهم أعمق لكيفية تشكيلها علاقات مصر مع العالم.

وتحدث كوك، فى المقال عن تاريخ قناة السويس، منذ أن كانت مشروعًا بين الخديوى إسماعيل والفرنسى ديلسبس، وحتى نجاح مصر فى استعادتها من السيطرة الأجنبية وتأميمها عام 1956، وقال إن تأميم القناة من أجل توفير تمويل بناء السد العالى كان الفصل الأخير فى كفاح المصريين الطويل من أجل التحرر، وتعززت مركزية القناة لنهج القومية فى مصر بعد نجاح المصريين فى حرب أكتوبر 1973 واستعادة القناة، وقال "لكن حتى مع ما تمثله القناة للقومية المصرية، فإن الولايات المتحدة تميل لأن تنظر إليها بشكل مشابه للقوى الاستعمارية فى الماضى، فالرؤساء الأمريكيون والمخططون الاستراتيجيون طالما اعتبروا القناة وسيلة لغاية أخرى، وعنصر حاسم فى التجارة العالمية وممر حيوى للسفن الحربية الأمريكية بين البحر المتوسط والخليج العربى، والمسألة لم تعد تتعلق بالسيطرة، فسيطرة مصر على القناة مقبولة عالميًا، إلا أنه مع إثارة الجدل حول المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بعد الثالث من يوليو، وفى ظل الإرهاب فى سيناء، فإن المحللين بدأوا يتشككون فى مدى تأمين القناة ومدى أهميتها".

وتشير فورين أفيرز، إلى أن الزيادة الأخيرة فى الهجمات على القوات الأمنية والمؤسسات فى شمال سيناء، كشفت إمكانية استهداف قناة السويس، ورغم الإجراءات المشددة التى قامت بها قوات الجيش سواء البحرية أو الجوية أو الدفاع الجوى أجهزة الأمن الداخلية لتأمين الطريق ومنشآتها ضد أى احتمال للتعرض للهجوم، فلا يوجد ضمانات، ورغم عدم القدرة على مواجهة المشكلات فى سيناء، فإن المسئولين فى مصر والولايات المتحدة يعتبرون أن قيام الإرهابيين بتعطيل العمل فى القناة "احتمال ضعيف".

وتمضى الصحيفة فى القول، بأن كثير من النقاش الدائر حاليًا حول المساعدات العسكرية لمصر يعتمد على القناة، فلو جعلت التغييرات فى السياسة الإقليمية والاقتصاد العالمى والمصالح الاستراتيجية الأمريكية، القناة أقل أهمية عما كانت عليه من قبل، فإن تداعيات تعليق المساعدات للجيش المصرى ستكون متواضعة (بالنسبة لأمريكا)، لأن أى خسارة فى الدخول إلى القناة حينئذ لن تعتبر كبيرة، وهو ما سيمل مشكلة أساسية فى الشرق الأوسط فى العقد الأخير، وهى تحقيق التوافق بين رغبة واشنطن فى دعم الديمقراطية فى مصر ومصالحها الأمنية قصيرة المدى، ومن بينها ضمان الدخول إلى القناة دون قيود، وحينئذ سيكون المسئولون الأمريكيون أكثر استعدادًا لقطع المساعدات العسكرية لإجبار القيادة المصرية على اتخاذ خطوات هامة نحو التغيير الديمقراطى.

لكن كوك يستطرد قائلا "إن هذا السيناريو لا يطابق الواقع، فرغم كل التغييرات فى الشرق الأوسط وتعهد أوباما بالتوجه إلى أسيا والأهمية المتزايدة للأفكار والمعرفة أكثر من البضائع المحملة فى حاويات من حيث التأثير فى الاقتصاد العالمى، إلا ان القناة لا تزال لها أهميتها، فقبل تأثيرات الانكماش الاقتصادى العالمى، على سبيل المثال، عبرت 21 ألفًا و415 سفينة القناة عام 2008، ورغم انخفاض حركة المرور فى الآونة الأخيرة إلى ان حوالى 17 ألف سفينة يعبرونها سنويًا، إلا أن القناة تمثل 8% من التجارة البحرية العالمية، وفى عام 2012 وفرت 5.12 مليار دولار لمصر ".

وتظل قناة السويس بالنسبة للبحرية الأمريكية الطريق الأكثر كفاءة وفعالية واقتصادًا لتلبية المطالب، لاسيما فى وقت التخفيض الكبير فى الميزانية، وحتى يحين وقت تعيد فيه الولايات المتحدة تفكيرها فى علاقتها بأوروبا وشرق البحر المتوسط وأفريقيا والخليج العربى وجنوب أسيا، ستظل قناة السويس ثمينة بشكل لا مثيل له لضباط البحرية والسياسيين الأمريكيين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة