بجنيه بقشيش وضحكة حلوة.. تكتشف أسرار حياة "سايس" حديقة الحيوان

السبت، 07 ديسمبر 2013 05:22 ص
بجنيه بقشيش وضحكة حلوة.. تكتشف أسرار حياة "سايس" حديقة الحيوان حديقة الحيوان
كتب حسن مجدى ومحمد فهيم - تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرات وإشارات يرسلونها واضحة أحيانا ومختفية فى أحيان أخرى ليفكوا بها شفرة الحواجز بين عالمى الإنسان والحيوان، خلف الأسوار العتيقة لحديقة الحيوان بالجيزة يستقر عالمهم البسيط الذى يتناوبون عليه فى أجيال تسلم لبعضها عهدة "السايس"، عهدة يتوقف عندها عالم التدريب والخدع وحتى العلم فى العلاقة بين الإنسان والحيوان، كل شىء فى عالمها يحكمه تقبل الطبيعة والاختلاف وشرط "الحب من أول أكلة"، مع عشرات الأسرار المختفية وراء ملابسهم البالية ولهجتهم البسيطة الراضية بجنيه بقشيش ولقب "السايس".

لافته خشبية تعلن عن بيت الدببة ومن أسفلها تحوم الحيوانات الضخمة فى أقفاصها الواسعة، تتناسى وحشيتها وهى تداعب "عم إبراهيم" بأيديها الضخمة بينما يبدأ هو شرح علاقة السايس بحيواناته "علاقتنا بتبدأ بالمعاملة الطيبة، من أول أكلة بقدمها للحيوان وأبدأ أقرب منه بيبان هنبقى أصحاب ولا لأ، أنا عمرى ما أتعلمت أدرب حيوانات، ولا الحيوانات ديه تعتبر مدربة، ولا ينفع تبقى حيوانات سيرك، لكن فى النهاية بنتقبل بعض وبتوصل علاقتنا أن بمجرد ما بنده على الاسم اللى أديته للدب بيستجيب ليه".

"الريس" هو اللقب الذى يعلو لقب "السايس"، ويشرحه عم "صبرى" ريس بيت الزواحف الذى يقف كل يوم على بعد خطوة واحدة من عضة مميتة لكوبرا مصرية أو سم ليس له دواء من ثعابين "الحريشة"، ويقول: "مفيش حد بيجى الجنينة ويبدأ سايس، فى الأول ممكن تبقى جناينى أو يشتغل أى حاجة، ولما بتقرب من الحيوانات أكثر تبقى سايس وكل واحد على قد قدراته وفهمه لأسرار الناس اللى قبله، لحد ما ريس بيطلع معاش وبيسلم العهدة لحد من السياس".

ويتابع: "عالم الحيوانات مليان صداقة وعلاقات مميزة بين الحيوان والسايس، لكن فى بيت الزواحف مفيش ده، بالكثير التمساح يعرف صوتك، لكن عمره ما يصاحبك، وده اللى استهوانى للشغل معاهم لأن كله معتمد على الفكر، كل يوم بتقف وسط بيت صغير مليان تعابين عشان تنضف ليهم، وخطوة واحدة غلط ممكن تضيع حياتك".

يتعالى زئير الأسود وهى تحاول الهجوم على يديه التى تخترق سياج قفصها الحديدى وتتركه فى لحظة الهجوم الأخيرة، نظرات شرسة خلف العمدان الحديدية المنتصبة يقابلها العم "أحمد كاسى" بنظرات واثقة تعلن عن أقدم حارس لبيت الأسود.

"هنا مفيش مجال للغلط.. الغلطة بفورة".. يلخص الرجل الذى ينهى عقده الرابع عصارة ثلاثة وعشرين عاما قضاهم بجانب أسود لا تعترف بقصص الصداقة، وتستبدلها بعلاقة من نوع آخر يشرحها قائلا "الأسد هو الملك دية حياته، عشان يبطل شراسة لازم يتكسر ودية مش شغلانتنا، لكن بعد سنين طويلة بتبقى فى علاقة مش مفهومة تخلينى أعرف أمتى أقرب وأمتى أبعد، وأمتى ألعب معاه على طريقته وشراسته".

يشير إلى أسد من فصيلة، الأسد الأبيض، ويتابع "ده حسين فهمى، أشهر أسود الجنينة بسبب لونه وعينيه اللى ادوله لقب حسين فهمى، وجنبه ياسر أقدم أسود الجنينة" أما المرتبات فيقول عنها مثل باقى السياس "ديه حاجة خاصة وطالما الحياة ماشية بنقول الحمد لله".

تجاعيد وجه عم "فتحى" البشوش رسمتها سنوات قضاها بين ضحكات الأطفال متنقلا من الزرافة إلى الأسود إلى النمور ثم الدببة، قبل أن يصل إلى فرس النهر ويقضى معه خمسة عشر عاما حتى الآن، ولكن أغرب علاقة بين الحيوانات وسياسها هى "الزرافة لأن طولها ونظرها الحاد بيخليها تشوف السايس بتاعها أول ما يقرب من باب الجنينة وتستعد لاستقباله".

"كريمة، ونورة، وعايدة، ووائل".. يعدد أسماء أفراس النهر المتراصة أمامه بأفواه ضخمة تفتح لاستقبال الطعام مع أسم كل منهم، ويقول "فرس النهر مش آكل لحوم لكن حيوان شرس جدا، ولو مسك إنسان يموته فورا وبعدين يسيبه ما ياكلوش، عشان كده مهما بقينا أصحاب وقربت منه مقدرش أدى ليه الأمان كامل، فى الآخر طبيعته ممكن تغلبه وأنا لازم أحترمها وأبقى مستعد ليها".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة