صدر عن المركز القومى للترجمة حديثا النسخة العربية من كتاب (تناقضات المؤرخين - دراسة التاريخ فى زماننا) من تأليف بيتر تشارلز هوفر ومن ترجمة وتقديم قاسم عبده قاسم.
ويقول المؤلف إن التاريخ مستحيل من وجهة نظره وهو يقصد باستحالة التاريخ هى أننا لا يمكن أن نعود بالتاريخ للوراء، لكى نشاهد ما حدث مرة أخرى وهذا حقيقى إلى درجة كبيرة ولكن الطريقة التى تم بها تناول الكتاب تثير الدهشة وتدعو للتأمل، لأن الماضى بالفعل لا يمكن استعادته.
ويضيف المؤلف أن البحث التاريخى يحاول استرداد أقرب صورة لجزء من هذا الماضى، مستعينا بمنهج ووسائل البحث العلمى التى يعمل بها المؤرخون والباحثون لكى يحاولوا رسم أقرب صورة للماضى.
ويشبه الدكتور قاسم عبده قاسم، مترجم الكتاب، التاريخ بالنهر الذى يجرى من منبعه إلى مصبه حاملًا معه كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من الحياة البشرية فى هذا الكون منذ بداية الوجود الإنسانى حتى اليوم.
ويضيف "معنى هذا أننا لا نستطيع بأى حال من الأحوال أن ندرس التاريخ البشرى كله مرة واحدة تحت أى ظرف من الظروف، ومهما كانت أعداد المؤرخين الذين يقومون بهذه الدراسة المفترضة، ذلك لأن دراسة التاريخ أشبه بدراسة المياه التى يحملها النهر".
وعلى مدار 347 صفحة، تتناول فصول هذا الكتاب التى تصل إلى تسعة، عددا من القضايا أراد بها المؤلف الوصول إلى فلسفة تاريخ زماننا، حيث يتساءل فى مقدمة الكتاب، هل من الحماقة أن نبحث فى التاريخ ونكتبه؟، حيث إنه لا توجد حقائق راسخة فى التاريخ، بل يمكن القول دون مبالغة أن الحقائق حتى أشدها وضوحا نسبية فى المقام الأول، وهى معرضة للتصحيح كلما تقدم البحث التاريخى، وحين الكشف عن سجلات ووثائق لم تكن ظهرت بعد حين كتب المؤرخ - أياً كان - تدوينته التاريخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة