أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن آثار شمال سيناء التى تضم آثارًا مصرية قديمة ومسيحية، ومنها طريق العائلة المقدسة بسيناء، وآثارًا إسلامية مهددة، بسبب التأثيرات البيئية المختلفة بالمنطقة طبقاً لأحدث دراسة هندسية وبيئية قام بها المهندس سعد الله سليمان أبو المجد المهندس بقطاع المشروعات بوزارة الدولة لشئون الآثار لحماية قلعة الطينة وبقية آثار شمال سيناء.
وأضاف "د. ريحان"، أن معظم المبانى الأثرية بشمال سيناء ومنها الطريق الشهير التى عبرت خلاله العائلة المقدسة قادمة من القدس وعائدة إليها بنيت بالحجر الجيرى والرملى، لتوفرهما بالمنطقة لطبيعة التركيب الجيولوجى بها وبمرور الوقت تعرضت هذه الآثار إلى عوامل تلف قوية كالعوامل البيئية والجيوبيئية، التى تمثلت فى ظاهرة الكثبان الرملية التى كونت تلالا سببت ضغوطا رأسية وجانبية على الآثار علاوة على التربة الطينة فى السهل الساحلى وما تحمله من أملاح مع وجود المستنقعات والبحيرات وقربها من البحر، مما تسبب فى عدم اتزان للأثر كما أحدثت الرياح الشديدة الحاملة للرمال فى تآكل الأحجار كما أحدث ارتفاع درجة الحرارة شروخاً فى الآثار، نتيجة عمليات التمدد والانكماش، وكذلك الرطوبة النسبية وتأثيرها على الملاط والمون والأمطار وتسببها فى حدوث تقشر وظهور طبقات ملحية على أسطح الجدران كما مثلت السيول قوة ديناميكية عملت على انهيار بعض العناصر الإنشائية كالحوائط.
وتابع "د. ريحان": "أن العوامل الجيوبيئية ومنها الزلازل قد أثرت على طريق العائلة المقدسة وآثار شمال سيناء والتى تعتبر من أخطر عوامل التلف الميكانيكى، نظرا لتولد قوى أفقية مفاجئة تؤثر بشكل كبير على المبانى الأثرية مع عدم تصميم هذه المبانى لمقاومة الزلازل وتقع شمال سيناء ضمن التقسيم الزلزالى الضعيف 4.5 درجة بمقياس ريختر، وكذلك تأثير نوعية التربة أسفل المبانى الأثرية خصوصاً التربة الطينية ومع وجود معادن قابلة للانتفاخ مثل معدن الكاولينيت والمونتمورلونيت التى تغير من خواصها الميكانيكية وشكلها عند ملامستها المياه بشتى أنواعها، مما يؤدى لحدوث انتفاخ وتقلص لحجمها عند فقدها للمياه وبهاتين الحالتين تتولد فى التربة إجهادات عالية، مما يعمل على حدوث خلل للمبنى الأثرى فينتج الشروخ والتصدعات وكذلك التربة المتماسكة الجافة من الطمى القابل للانتفاش عند التعرض للماء".
ويؤكد "د. ريحان" أهمية إحياء وحماية وترميم وتطوير الطريق الذى سلكته العائلة المقدسة بسيناء، ويبدأ من القدس، عسقلان، غزة، رافيا (رفح)، رينوكورورا (العريش)، بيتلون (الشيخ زويد)، أوستراسينى (الفلوسيات)، كاسيوم (القلس)، بيلوزيوم (الفرما)، وقد كشف فى محطات هذه الرحلة عن آثار رومانية ومسيحية هامة، حيث كشف العالم الفرنسى كليدا بالشيخ زويد عام 1923 عن فسيفساء رائعة من العصر الرومانى معروضة بمتحف الإسماعيلية وأشار مؤرخى العرب ومنهم أبو المكارم إلى وجود دير وكنيسة كبرى بالعريش فى القرن 12م، وكشف كليدا عام 1914 عن دير كبير وكنائس بيزنطية بناها الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى بطريق العائلة المقدسة بمنطقة الفلوسيات لا تزال بقاياها حتى الآن، وأشار مؤرخو العرب ومنهم المقدسى لوجود دير بمنطقة القلس، وكشفت منطقة آثار شمال سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1985عن كنيسة ومعمودية بالفرما بطريق العائلة المقدسة كما كشفت عام 1988 عن مجموعة كنائس بمنطقة تل مخزن بالفرما منها كنيسة كبرى على الطراز البازيلكى، كما كشفت منطقة شمال سيناء للآثار المصرية عن كنيسة كبرى بالفرما.
أخبار متعلقة
خبير آثار: شجرة العائلة المقدسة بالمطرية من بقايا حدائق كليوباترا
خبير آثار: وجود كنيسة بقلعة إسلامية وجامع بدير فى سيناء دليل تسامح
بالصور.. خبير آثار يطالب بتوثيق التراث السيناوى
بالصور..خبير آثار:طرق العائلة المقدسة بسيناء مهددة بسبب تأثيرات بيئية
الإثنين، 30 ديسمبر 2013 01:39 ص
طريق العائلة المقدسة بسيناء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة