سليمان شفيق

ماريز تادرس بين الوطن والكنيسة

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013 03:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن خرج الأقباط من الكنيسة للوطن، ولدت نخبة جديدة، سياسية مثل د. عماد جاد، د. مينا مجدى، بيشوى تمرى، وآخرين، ومن العمرانية 2010 وحتى 30 يونيو تقدمت هذه النخبة بالعرق والدم والدموع وانتقلت من ماسبيرو إلى التحرير، ولكن لم تقدم النخب الوطنية القبطية سياسيا وعلميا مثلما قدمت د. ماريز تادرس أستاذة للتنمية السياسية والإنسانية فى معهد دراسات التنمية IDS بجامعة سوكس البريطانية، وقد عملت قبل ذلك أستاذا مساعدا للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، تمرست بعد تخرجها من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة فى العمل الصحفى بالأهرام ويكلى، مما جعلها تعيش وسط الناس، فأدركت الأهم، وحملت تلك الآلام إلى أكسفورد، وحصلت منها على الدكتوراة فى 2004، ولم تكتف الباحثة المهمومة بهموم الوطن والأقباط باللقب العلمى، بل أصدرت العديد من الكتب والمنشورات العلمية والأوراق البحثية، التى جسدت رؤية ورسالة المثقف العضوى التى تحدث عنها المفكر الإيطالى «جرامشى»، ومن أهمها كتابها عن «الإخوان المسلمين»، ثم كتابها الأخير عن «الأقباط فى مفترق الطرق». يقع هذا الكتاب فى 282 صفحة ويصدر باللغة الإنجليزية عن دار النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويحتوى على مقدمة وأثنى عشر باباً، وتتناول دراسة عن أقباط مصر ورصد للحوادث الطائفية ما بين عامى 2008 و2011، وعلاقة الكنيسة بالدولة، ودور الأقباط غير المتوقع فى ثورة 25 يناير 2011، ورصد لأحداث الأحد الدامى فى 9 أكتوبر 2011 بما يعرف بأحداث ماسبيرو، ثم عرض لحالة الأقباط تحت حكم المتأسلمين، وأخيراً الطائفية ودورها أثناء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. نحن أمام كتاب لمصر لا للأقباط، لباحثة مناضلة، مزجت العلم بالدم، وقدمت لنا كتابا يطل من بين سطوره عيون الشهداء، يخرج بهموم المواطنين الأقباط من الكتابات الحقوقية إلى الدراسات الأكاديمية، لتؤسس لنا ماريز مدرسة جديدة يتضافر فيها العلم بالوطنية، المنهجية بالرؤية الموضوعية، تخرج ماريز بالأقباط إلى آفاق الوطن والعالم. نحن أمام عالمة مصرية قبطية تذكرنا بمجد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، حينما كان الأعلم هو الأقدس، ماريز حفيدة كليمندس وأرجينوس، سليلة هيباتيا، وهكذا تجسد لنا ماريز قيادة علمية ووطنية وقبطية جديدة تأتينا من أعماق الجرح وأحلام العلماء المناضلين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة