بجامعة الإسكندرية..

رسالة ماجستير تناقش تأثير فيسبوك على الثقافة ورأس المال الاجتماعى

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013 03:46 م
رسالة ماجستير تناقش تأثير فيسبوك على الثقافة ورأس المال الاجتماعى الباحثة داليا أحمد عاصم
كتبت نور الأجهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت قاعة الندوات بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، مناقشة رسالة ماجستير بعنوان" ثقافة الفضاء الافتراضى ورأس المال الاجتماعى.. دراسة استطلاعية لآليات التفاعل الاجتماعى على موقع فيسبوك" للباحثة داليا أحمد عاصم، وهى الدراسة الأولى من نوعها التى تدرس تأثير موقع "فيسبوك" على الثقافة والعلاقات الاجتماعية لمستخدميه.

وضمت لجنة المناقشة: الأستاذ الدكتور على عبد الرزاق جلبى، أستاذ علم الاجتماع، كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، (مشرفا ورئيسا)، والأستاذة الدكتورة سامية جابر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية (عضوا)، والأستاذ الدكتور مصطفى خلف، أستاذ علم الاجتماع، كلية الآداب بجامعة بنى سويف (عضوا)، والدكتور هانى خميس أحمد عبده، أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية (مشرفا).

وقد أكدت اللجنة أهمية الدراسة وتميزها فى اعتمادها على طرق وأساليب بحثية جديدة، تطبق لأول مرة والتى تضع الدراسة فى مصاف الدراسات العالمية فى علم الاجتماع، وثمنت اللجنة جهد الباحثة فى صياغة مفهوم جديد يلائم التحولات التكنولوجية والاجتماعية الحالية.
كما أشادت بتوازن قسمى الرسالة النظرى والميدانى وأهمية النتائج التى توصلت إليها، والتى تمهد الطريق أمام مزيد من الدراسات لمواقع التواصل الاجتماعى.

وتطرقت الدراسة لظاهرة شبكات التواصل الاجتماعى SNS's وتأثيرها على مختلف مناحى الحياة، وتحديدًا موقع فيسبوك باعتباره الموقع الذى يضم سبع سكان الأرض، ورصدت الدراسة تأثير الموقع على مفهوم الثقافة بمعناها الأنثروبولوجي، كما تطرقت لأثر فيسبوك على الإبداع والإنتاج الثقافى، والإعلام التقليدى، وتشكيل الوعى السياسى، وأساليب التنشئة الاجتماعية والعادات والتقاليد، والقيم والمعايير التى تحكم السلوكيات فى المجتمع. كما وضعت طريقة عملية مبتكرة لقياس رأس المال الاجتماعى على شبكات التواصل الاجتماعى من خلال تحليل آليات التفاعل بين المستخدمين مثل (Post-share-invite-Block-Like-Create) وأثرها على علاقاتهم الاجتماعية.

ولأول مرة، تقدم الدراسة إطارًا نظريًا لدراسة ثقافة الفضاء الافتراضى فى مصر، حيث بلورت مفهومًا علميًا جديدًا فى مجال العلوم الاجتماعية هو مفهوم "ثقافة الفضاء الافتراضي" Virtual Space Culture . وكشفت عن مفردات تلك الثقافة ومخاطرها وإيجابياتها، وتأثيراتها على رأس المال الاجتماعى بكل صوره، كما حاولت الدراسة وضع مقياس لرأس المال الاجتماعى الافتراضى.

وتنتمى هذه الدراسة إلى الدراسات الاستطلاعية Exploratory Type، وقد اعتمدت الدراسة على أسلوب دراسة الحالة. Case Study، تم اختيار مجموعاتGroups على موقع فيسبوك فى مجالات مختلفة؛ حيث تم وضع رابط الاستبيان الإلكترونى على الصفحات الخاصة بـ 16 مجموعة. واستعانت الدراسة بثلاث أدوات لجمع البيانات، هى:استشارة ذوى الخبرة: أجريت مقابلات إلكترونية مع صحافيين وكتاب متخصصين فى الثقافة الرقمية، والاستبيان الإلكترونى Electronic Questionnaires، وتضمن الاستبيان 64 سؤالا وتم وضعه موقع survey Monkey ووضع رابط إلكترونى له حيث يمكن للباحث تصفح الاستبيان أثناء استخدامه " فيسبوك". وأخيرا طبقت الملاحظة الإثنوجرافية الافتراضية Virtual Ethnography لتحليل وتفسير آليات التفاعل الاجتماعى على موقع فيسبوك.

استغرقت الدراسة الميدانية شهرين، وتم تطبيق 130 استبيانًا على أعضاء المجموعات المتشكلة عبر موقع فيسبوك فى الفترة ما بين مارس وإبريل 2013. وشملت العينة جنسيات عدد من الدول العربية والأجنبية ومنها: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والصين وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والسويد وتركيا فضلا عن مصر، وذلك وفقا لـبروتوكول الانترنت "Ip " الخاص بأفراد العينة.

وقالت الباحثة داليا أحمد عاصم، إن "عصر الشبكات يولد أنماطا جديدة من التفاعل، والممارسات الثقافية وأن ثقافة الفضاء الافتراضى هى ثقافة تحاول إعادة إنتاج نفسها من خلال التفاعل والتبادل، وهى تحوى تدفقات ثقافات عالمية متنوعة شكلت فى مجملها أبعاد هذا الفضاء الحضارية وصيغته البنائية. وأنها غيرت مفهوم "العزلة الاجتماعية". وسوف يختفى دور الدولة كمنظم ومنتج للثقافة أو هى من يصوغ الهوية الثقافية فى ظل ثقافة الفضاء الافتراضى التى ستخلق دياليكتيك يخلق بدوره ثقافات قومية متجانسة. أما عن مخاطر ثقافة الفضاء الافتراضي، فتمثلت فى السطحية، والنخبوية والتهميش و تلاشى المعلومات و حذف المحتوى وانتهاك الخصوصية".

وكان من أبرز النتائج التى توصلت إليها الدراسة : أن موقع Facebook ساهم فى تحسين رأس المال الاجتماعى بأنواعه لدة مستخدميه، إذ أن نصف العينة يتراوح عدد أصدقائهم من 300 إلى 600 صديق. وأن أكثر من نصف العينة يحرصون على وجود صفحات شخصية خاصة بهم Page لمزيد من التواصل مع الأصدقاء وتكوين علاقات جديدة، وأن 7 من كل 10 يرغبون فى تعميق علاقاتهم الاجتماعية والتشبيك مع مزيد من أعضاء فيسبوك.

أن 90.2% من العينة قد ساعدهم الموقع على التواصل والتشبيك مع زملاء الدراسة، أن أكثر من نصف العينة 53.5% من العينة يستخدمون" فيسبوك " للتعبير عن آرائهم السياسية ما يساهم فى تكوين نمط من أنماط الثقة والحرية، يدعم الثقافة السياسية للمستخدمين.

كما أكدت النتائج، أن ثمة انتقال رأس المال الاجتماعى الافتراضى إلى الواقع، حيث أقرت نسبة 52.7% من العينة بأن صداقاتهم الافتراضية تحول بعضها إلى واقعية وتتم بينهم مقابلات وجها لوجه. كما أن 44.9% من العينة لا يجدون فارقا بين تلك الصداقات الافتراضية وبين التى تحدث وجها لوجه، وأكدت نسبة 25.2% من العينة أن تلك العلاقات والصداقات الافتراضية أفضل.

تبين أن الغرض الرئيسى من الانضمام لموقع فيسبوك هو التواصل، والمثير أن 69,3 % من العينة يتواصلون مع أقاربهم من الدرجة الأولى وأفراد أسرهم، وهو ما يؤكد أن الفضاء الافتراضى يدعم رأس المال الاجتماعى العاصب أو الرابط Bonding

واتضح أن 68.2% من العينة يشعرون بأنه أصبح جزءا من روتين حياتهم اليومية، ما يعنى أنه أصبح يشكل أسلوب حياتهم وسلوكياتهم وممارساتهم، أى أنه أصبح ثقافة فى حد ذاته. يساهم فيسبوك فى الإنتاج الثقافى كأحد أشكال الممارسات الثقافية الناجمة عن ثقافة الفضاء الافتراضي، أكدت النتائج أن 82% يرون أن فيسبوك يساهم فى الإنتاج الثقافي، المتمثل فى أدب القصة، والشعر، وفن الكاريكاتير، والأفلام السينمائية، والإبداع الموسيقي. كما اتضح أن 55.1% يرى أن الموقع أصبح بديلا عن وسائل الإعلام التقليدية.
وتبين أن 93.9% ساهم فيسبوك فى تكوين توجهاتهم السياسية فى فترة الربيع العربي. أى أن حوالى 9 من كل 10 من أعضاء فيسبوك قد ساهم الموقع فى تشكيل وعيهم السياسي، كجزء من بناء الإدراك بالعالم الاجتماعى الواقعى. وأن القضايا الحقوقية حظيت بأعلى نسبة تطوعية فى الدفاع عنها من قبل مستخدمى فيسبوك بنسبة بلغت 74.5%، ثم القضايا الثقافية بنسبة 18.4%، فيما جاءت القضايا الدينية فى المرتبة الثالثة من اهتمام العينة بنسبة 7.1%.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر نبيل

موضوع بحث

ممكن التواصل مع الباحثة للاستفسار منها بخصوص البحث

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة