محمد بركة

بيرم التونسى فى مصيدة أم كلثوم

السبت، 21 ديسمبر 2013 03:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت هى سيدة الغناء العربى، فإنه هرم الزجل وأمير شعر العامية بلا منازع! العلاقة بينهما لم تكن فقط «دويتو فنى»، بقدر ما كانا يشكلان حالة إنسانية حافلة بالمداعبات والقفشات والمقالب.

هنا طرف من المسكوت عنه فى العلاقة بين بيرم التونسى وأم كلثوم.

حدث ذات يوم بعد ظهور فيلم «سلاَمة» - الذى لعبت بطولته أم كلثوم أمام يحيى شاهين، وكتب له بيرم الحوار البدوى والأغانى - أن ذهب إلى نقابة الصحفيين فى المساء كعادته، وجلس مع أصدقائه الذين كان من بينهم رسام الكاريكاتير رخا والصحفى محمد على غريب، وفجأة لاحظوا انسحابه ليتحدث فى التليفون، ويعود إليهم وهو فى حالة انتشاء، كما لو كان قد أدى عملاً جليلاً. ثم تغيرت الصورة عندما عاد واجماً ذات ليلة، وظل جالساً فى صمت لا ينطق بحرف واحد، حتى لاحظ عليه رسام الكاريكاتير رخا هذا الوجوم فسأله: مالك متضايق يا بيرم؟ وهنا انفجر بيرم فى عصبية قائلاً: يا سيدى مقالب الست مش عايزة تنتهى.

وقال له رخا: مقالب الست مين.. مراتك؟! ورد بيرم فى تهكم: يا محترم هوه فيه ست بتعمل مقالب غيرها ؟! وبدأ بيرم يروى قصة المقلب الساخن الذى شربه، بينما كان يجلس معهم فى النقابة منذ أسبوعين، استدعاه عامل التليفون، ليرد على مكالمة لصوت نسائى رقيق، وجاء على الخط صوت سيدة تركية، لها نبرات حزينة لدرجة أننى أحسست فى أثناء كلامها أن الدموع تكاد تذرف من عينيها.

بدأت المكالمة بقولها: مش حضرتك بيرم التونسى الملحناتى بتاع أم كلثوم؟ لا يافندم أنا بيرم التونسى المؤلفاتى بتاع الست. أنا أكتب الأغانى، والمطربون يغنون والملحنون يعملون الموسيقى. آه فهمت. طيب يا أستاذ أنا واقعة فى عرضك وطولك. عندى مشكلة فظيعة بس توعدنى أن تساعدنى فيها وبدون ما تتضايق؟

وطلبت منه السيدة المصابة مساعدته فى التخفيف عن ابنتها بمرض عصبى وتعشق أغنية «غنى لى شوى شوى» ولأن الفتاة فى حالة خطرة، فلابد أن يغنى لها الآن. وأخذ بيرم يغنى للفتاة المريضة طوال أسبوعين بلا انقطاع إلى أن اكتشف أن هذه الأم لم تكن سوى أم كلثوم نفسها التى قامت أيضاً بتقليد الأم وابنتها، فقد أبدعت فى تقليد صوت الأم التركية الحزينة، وأيضاً صوت ابنتها المجنونة.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

لك الله يامصر

الزمن الجميل

عدد الردود 0

بواسطة:

جزائري يهشق شرقي .

.

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب دسوقى

تحيه من القلب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة