فى مثل هذا اليوم 17 ديسمبر2010، أضرم الشاب التونسى، محمد البو عزيزى النار فى جسده، للتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها فى حق الشرطية فادية حمدى، التى صفعته أمام الملأ، وقالت له: (بالفرنسية): Degage أى "إرحل"، بعد مصادرة السلطات البلدية فى مدينة سيدى بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه، لكسب رزقه، فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس، وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة، أقيم تمثال تذكارى تخليداً له فى العاصمة الفرنسية باريس.
أشعل البو عزيزى ابن الـ27 عاماً، النار فى جسده، وتوفى بعدها بـ18 يوما، لتشتعل المنطقة كلها طلبًا للحرية والكرامة، فاندلعت ثورة الياسمين فى تونس، والتى أثمرت عن هروب الرئيس التونسى السابق فى زين العابدين بن على فى14 يناير عام 2011، إلى المملكة العربية السعودية، فى هذه الأثناء كانت صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، قد وجهت دعوة للمصريين للنزول إلى التظاهر فى ميدان التحرير، يوم 25 يناير من نفس العام، للمطالبة بإصلاحات حكومية وتعديلات دستورية، تحت شعار "عيش حرية كرامة إنسانية".
وبالفعل نزل المصريون إلى ميدان التحرير فى 25 يناير، وما هى إلا أيام قليلة، حتى تحولت المظاهرات المطالبة بالإصلاح، إلى ثورة شعبية جارفة فى جميع ميادين مصر، أثمرت بعد 18 يوما عن تنحى الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك.
واستمر مسلسل التظاهرات فى بلدان الربيع العربى، نجحت بعضها فى الإطاحة برؤوس الأنظمة الحاكمة فى بلدان مثل اليمن وليبيا، بينما أخفقت فى بلدان أخرى مثل سوريا.
ثلاث سنوات مرت على إحراق بو عزيزى جسده، شهدت إضرام 50 مواطناً عربيا على الأقل، النار فى أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة تقليدا لاحتجاج البو عزيزى، وهو ما يثير التساؤل على الدوام، هل أدت هذه الثورات إلى تغيير حقيقى وملموس، فى حياة المواطن العربى، أم زادته آلاماً على آلامه، وأعباءً فوق الأعباء؟!
اليوم.. الذكرى الثالثة لإشعال "مفجر الثورات" التونسى النار فى جسده
الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 02:21 ص