"محمد على" من شارع الفن إلى بوابة المزورين.. وكلمة السر "زنكوغراف"

السبت، 09 نوفمبر 2013 07:19 م
"محمد على" من شارع الفن إلى بوابة المزورين.. وكلمة السر "زنكوغراف" لافتات مزورة
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ماضى ليس ببعيد، كان من يريد أن يتعاقد مع إحدى الفرق الموسيقية يذهب إلى أهل الفن فى شارعهم "شارع محمد على"، والآن يفد إليه من يرغب فى تزوير ختم أو كارنيه، بعد أن رحل عنه الفنانون وحل محلهم النصابون! وكلمة السر هى "الزنكوغراف".

مهنة الزنكوغراف دخلت مصر عن طريق الأرمن وتعلمها منهم المصريون.. بهذه الكلمات يفتح "حازم محمد المهدى" بوابة عالم "الزنكوغراف" أو "مهنة اللافتات والأختام"، متابعا محاضرته عن المهنة التى ورثها عن والده "تتكون من شقين زنك أى معدن الزنك وغراف، أى التصوير ومعناها نقل الكتابة على الزنك، ويتم ذلك عن طريق التصوير على الشمس وهى الطريقة البدائية التى لا يزال يستخدمها بعض العاملين فى المهنة".

بخبرة 25 عاما يستكمل صاحب "زنكوغراف ومطبعة القاهرة الحديثة" شرح أسرار المهنة "الحفر على المعادن يتم عن طريق الأحماض، لكن استنشاق بخارها يؤدى لأمراض خطيرة للعاملين، تخيل المادة اللى بتأكل المعدن الصلب ممكن تعمل إيه فى رئة البنى آدم؟! ورغم استبدال الأحماض بماكينات تقوم بنفس الوظيفة بفضل التطور العلمى إلا أن القليل فى مصر من يمتلك تلك الآلات".

خطورة المهنة تكمن فى قدرتها على تصنيع أختام يمكن أن تعتمد أى شهادة أو ورقة رسمية فى مصر وبالتزوير يمكن لأى شخص أن يتحول إلى دكتور أو صاحب شركة أو حتى وكيل نيابة!.

وهذا ما يحدث بشكل يومى كما يؤكد "حازم": "كل يوم بيمر علينا حالات تزوير، وشارع محمد على بقى بوابة التزوير فى مصر لأى فاسد وكتير اتقبض عليهم بس نادرا ما حد بيأخذ حكم".

"حازم" يشير إلى الخطوات التى يجب أن يتبعها أصحاب الورش "قبل تسليم ختم الجهات الرسمية لأى شخص لابد أن يقدم تفويضا من هذه الجهة باسمه، وبعدها نسلم التفويض لإدارة التزيف والتزوير التابعة لمباحث الأموال العامة للتأكد من صحة التفويض، ثم تعطينا الأمر بالتنفيذ أو عدمه، فيما عدا ختم النسر فالجهة الوحيدة المفترض بها تنفيذه هى مصلحة صك العملة مع إننا نعرف نعمله بسهولة".

ويروى صاحب ورشة الزنكوغراف نماذج للحالات التى تمر عليه: "فيه ناس مبتبقاش عارفه، وفيه ناس بتدخل بشخصية الراجل المهم، وفيه اللى بتورط فى الموضوع، وأنا فاكر مرة بنت حد بعتها تزور استيكر بيتحط على كراتين فراخ، وبفترض دايما حسن النية لكن مبنفذش الختم".

وللأختام الشخصية طريقة أخرى، فالبعض يتبع نفس الخطوات والبعض الآخر يتساهل فى المسألة رغم أنها لا تقل خطورة عن أختام الجهات الرسمية، فتحى جاد، صاحب مكتبة "زنكوغراف" يقول إنه ينفذ الختم الشخصى عن طريق البطاقة، حتى وإن كان هناك شخص يفوض شخص نيابة عنه، معتبرا أنها ضمانة كافية: "هيجيب البطاقة منين، وحتى لو بيزور الختم فملهوش لازمة لأن لازم الختم يرفق بتوقيع الشخص صاحبه، وتبدأ أسعار الأختام من 10 جنيهات وتصل إلى 50 جنيها".

إلا أن هذه الأسعار لا تنطبق على الختم المزور الذى يكون له تسعيرة آخرى كما يشير "إ.م" أحد صبيان صاحب ورشة زنكوغراف بالشارع ذو التراث الفنى سابقا والسمعة المشبوهه حاليا، مؤكدا: "كله بيشتغل فى المضروب وكله بيكبر دماغه، واحنا مجرد صبيان عند صاحب المحل لو رفضنا طلب زبون معهوش تفويض صاحب المحل هيمشينا، وكل الأختام المزورة بتتعمل هنا بما فيها ختم النسر اللى بيتعمل فى ثوانى"، مبررا عمله فى تزوير الأختام: "اليومية مش بتكفى حاجة هنأكل عيالنا منين، الحكومة تروح تحاسب أصحاب الورش اللى كروشهم مليانة".




























مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة