"الإيكونوميست": تنافس محموم بين الهند والصين على التواجد فى أفريقيا

السبت، 09 نوفمبر 2013 11:01 م
"الإيكونوميست": تنافس محموم بين الهند والصين على التواجد فى أفريقيا رئيس وزراء الصين "لى كه تشيانغ"
الأناضول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية، أن تنافسًا محمومًا يدور بين الصين والهند على التواجد فى قارة أفريقيا والاستفادة من الموارد الطبيعية، والفوز بعقود تنفيذ مشروعات البنيية التحتية العملاقة هناك.

وقالت المجلة فى تقرير حديث لها، إن منطقة شرق وجنوب أفريقيا تستضيف أعدادًا غفيرة من الناس من شبه القارة الهندية، وبشكل رئيسى من الهند، حيث إن معظم موزعى سلع شركة سامسونج فى كينيا هم الهنود.
وقد توافد الهنود إلى أفريقيا للعمل فى مجال السكك الحديدية، وللتجارة فى أوائل القرن الـ20، وكانت الروبية هى العملة الرئيسية فى شرق أفريقيا، كما أمضى السياسى البارز والزعيم الروحى للهند خلال حركة استقلال الهند المهاتما غاندى عقدين فى جنوب أفريقيا كما أيد جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند المستقلة، الحركات القومية الأفريقية فى خمسينات القرن الماضى.

وتقول المجلة فى تقريرها، إنه حتى عام 1999، تجاوزت تجارة الهند مع أفريقيا الصين.

وقد وصل الصينيون إلى أفريقيا بشكل جماعى منذ مطلع هذا القرن، وينظر إليهم باعتبارهم المستثمرين المسيطرين، لكن الهنود يعبرون المحيط فى موجات جديدة والبعض يأتى بمفرده يعمل لصالح أو مع السكان المحليين، أو يديرهم، فمثلا مدن مثل دار السلام لديها جاليات من المغتربين الهنود تشهد نموًا سريعًا.

ويتوافد الهنود إلى القارة السمراء مدفوعين بالشركات الهندية العملاقة الخاصة مثل بهارتى وإيسار وتاتا، وبدلا من التركيز على تجارة السلع، تستثمر الشركات الهندية بشكل متزايد فى القارة، حيث اشترت شركة "بهارتى إيرتل" شبكة الهاتف المحمول على نطاق أفريقيا فى عام 2010 مقابل 10.7 مليار دولار.

كما تتوافد الشركات الحكومية الهندية بجوار الخاصة للعمل فى أفريقيا، فقد اشترت شركة النفط والغاز الطبيعى بالهند، أكبر شركة تعمل فى مجال التنقيب عن النفط، حصة 10٪ فى حقل غاز قبالة ساحل موزمبيق مقابل 2.6 مليار دولار فى أغسطس الماضى. وقالت الشركة إن الحقل لديه "القدرة لأن يصبح أحد أكبر حقول الغاز فى العالم".

وفى شهر يونيو الماضى، أنفقت الشركات الهندية 2.5 مليار دولار على حصة فى حقل نفط موزمبيق، حيث تحرص الهند على ضمان الحصول على إمدادات الوقود والمواد الخام اللازمة لتلبية احتياجات اقتصادها سريع النمو.

وفى مجال الزراعة، استثمر الهنود أكثر من مليار دولار فى مزارع فى إثيوبيا، فشركة "كاروتورى جلوبال" الهندية من بنجالور، أكبر منتج لزهور الزينة فى العالم، وتوظف 5 آلاف شخص فى مزرعة للورد على ضفاف بحيرة نيفاشا فى كينيا، ترسل أكثر من مليون زهرة يوميًا إلى أوروبا، بفضل سهول وصول منتجاتها من أفريقيا وخاصة بفضل اتفاقيات التجارة المواتية مع الاتحاد الأوروبى.

ويقول التقرير، إن نيجيريا تبدو مقصدًا للمستثمرين الوافدين حيث يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، والأكبر فى أفريقيا حتى الآن من حيث تزايد الطلب على السلع الاستهلاكية، وتوجد فى نفس المنطقة الزمنية لأوروبا، وهو أمر مفيد لشركات الكول سنتر الهندية.

وتدخل شركات الطاقة الهندية فى مناقصات للحصول على حص فى شبكة الكهرباء فى نيجيريا التى يجرى خصخصتها مقابل مليارات الدولارات، كما أن شركات الأدوية الهندية هى أكبر مورد للمستحضرات الطبية فى نيجيريا، حيث تحقق نموًا فى الإيرادات بنسبة 35٪ سنويًا.

ويذكر أن معظم الشركات الهندية تأتى إلى أفريقيا بمحض إرادتها، ولكن يمكن أن تعتمد بشكل متزايد على الثقل السياسى والدبلوماسى لحكومة بلادها، حيث يتعاظم دور البحرية الهندية فى الجهود الدولية للقضاء على القرصنة فى المحيط الهندى، كما تحظى بدعم الولايات المتحدة وليس أقلها لمواجهة النفوذ الصينى فى المياه الأسيوية.

ويرمى التقرير إلى أن الهند تحاول استنساخ النموذج الصينى للاستثمار، من حيث توفير تمويل التجارة، وفتح الكثير من السفارات وعقد محادثات متكررة مع القادة الأفارقة ومؤتمرات القمة الإقليمية والمحادثات الودية حول فضائل "التعاون".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة