قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، اليوم الأربعاء، إن واشنطن لن تتخلى عن مساعيها من أجل التوصل لاتفاق سلام بالشرق الأوسط فى مواجهة تقييمات إسرائيلية وفلسطينية قاتمة للتقدم فى المحادثات.
وقال كيرى فى بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، حيث اجتمع مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس "كما هو الحال فى أى مفاوضات تكون هناك لحظات صعود ولحظات هبوط وتتراجع وتتقدم."
وتابع قائلا "لكن يمكننى أن أقول لكم إن الرئيس (الأمريكى باراك) أوباما، وأنا عقدنا العزم ولن يكف أى منا عن بذل الجهود سعيًا لإمكانية (تحقيق السلام)."
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قال فى اجتماع مع كيرى فى وقت سابق، اليوم، بالقدس، إن المفاوضات التى تهدف للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلى الفلسطينى قائم على أساس دولتين فشلت فى تحقيق أى تقدم حقيقى.
والصورة القاتمة التى رسمها رئيس الوزراء اليمينى مماثلة لتلك التى قدمها مسئولون فلسطينيون كبار ذكروا أن الخطة الإسرائيلية التى أعلنت الأسبوع الماضى لبناء 3500 منزل فى الضفة الغربية المحتلة، تمثل عقبة كبيرة فى طريق نجاح المفاوضات.
لكن كيرى قال فى بيت لحم، إن الولايات المتحدة أقرب حليف لإسرائيل مقتنعة "بأن الزعيمين الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو عازمان أيضًا على العمل من أجل هذا الهدف رغم الصعوبات."
وحدد كيرى الذى ساعدت جهوده الدبلوماسية فى إحياء محادثات الأرض مقابل السلام فى يوليو الماضى، بعد توقف دام ثلاث سنوات مهلة تسعة أشهر للتوصل إلى اتفاق بالرغم من الشكوك الواسعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولم تنشر تفاصيل تذكر عن جلسات التفاوض التى عقدت فى أوقات لم يعلن عنها وفى أماكن سرية، وفقًا للتعهدات بعدم تسريب أى معلومات.
لكن مسؤولين فلسطينيين عبروا عن الإحباط لعدم إحراز تقدم بخصوص قضايا جوهرية مثل حدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الأمنية ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الرئيس الفلسطينى فى كلمة أذيعت يوم الاثنين الماضى "بعد كل جولات المفاوضات لا يوجد شىء على الأرض."
وتركز الخلاف العلنى بين الجانبين على حملة إسرائيل، لبناء مزيد من المنازل للمستوطنين بالتزامن مع الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وأفرجت إسرائيل بالفعل عن نصف عدد الفلسطينيين الذين تعهدت بإطلاق سراحهم وعددهم 104 سجناء، بعدما أقنع كيرى عباس بالعودة إلى المفاوضات التى انسحب منها الفلسطينيون فى عام 2010، بسبب بناء مستوطنات يخشون أن تحرمهم من دولة تتوفر لها مقومات البقاء.
ورفض الفلسطينيون تأكيد إسرائيل بأنهم وافقوا فعليًا على غض البصر عن حملة الاستيطان فى الأراضى التى يسعون إلى إقامة دولتهم عليها مقابل الإفراج عن مزيد من السجناء، الذين قضوا فترات سجن طويلة لإدانتهم بقتل إسرائيليين.
وقال نتنياهو للصحفيين بينما كان يقف إلى جواره كيرى الذى بدا وجهه جامدًا "إننى قلق بشأن التقدم لأننى أرى أن الفلسطينيين يواصلون التحريض ويواصلون خلق أزمات مصطنعة ويحاولون الهروب من القرارات التاريخية التى هناك حاجة إليها لتحقيق سلام حقيقى."
وقال نتنياهو إنه يأمل أن تساعد مباحثات كيرى فى القدس ومع عباس فى "إعادة المفاوضات إلى مكان يمكننا عنده تحقيق السلام التاريخى الذى نسعى إليه."
وتعتبر معظم الدول المستوطنات التى أقامتها إسرائيل فى الضفة الغربية والقدس الشرقية غير مشروعة.
وتشير إسرائيل إلى صلات تاريخية وتوراتية مع الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث يعيش نحو نصف مليون إسرائيلى الآن، إلى جانب 2.5 مليون فلسطينى.
وفى تطور آخر، قال نتنياهو، إن وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان سيعود إلى الحكومة بعد تبرئته من تهم الفساد، اليوم الأربعاء.
ويتبنى ليبرمان اليمينى نهجًا متشددًا إزاء محادثات السلام التى قال إنها ليست لديها فرصة للنجاح.
وفى قطاع غزة قال سامى أبو زهرى، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن أى اتفاق يتوصل إليه عباس لن يكون ملزمًا للشعب الفلسطينى.
كيرى يجتمع مع عباس ونتنياهو بشأن عملية السلام المتعثرة
الأربعاء، 06 نوفمبر 2013 06:28 م