كشفت مجلة فورين بوليسى الأمريكية، عن تفاصيل الخطة التى قدمتها الحكومة السورية، إلى مفتشى الأسلحة الكيميائية التابعين للأمم المتحدة، بشأن نقل المواد الكيميائية للخارج لتدميرها، ووفقا لوثائق سرية أطلعت عليها المجلة، فإن الخطة شملت طلبات بتجهيز 120 من قوات الأمن السورية وعشرات الشاحنات المدرعة والثقيلة، وشبكة اتصالات متطورة تربط دمشق بالبحر المتوسط.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن هذه الطلبات التى انطوت على معدات مدنية وعسكرية، أثارت عبارات التنبيه من قبل الدبلوماسيين الغربيين، وقال دبلوماسى مجلس الأمن: "دعنا نقول إننا سوف نبحث هذه القائمة من الطلبات بشىء من الشك والريبة، لاسيما تلك المعدات التى يمكن توظيفها فى برنامج عسكرى".
وتشير المجلة إلى أن الخطة السورية تتطلب أيضا تجهيز ما لا يقل عن ثمانى مجموعات تتضمن كل واحدة ما يزيد عن 35 جنديا، لتأمين الطريق بين دمشق ومدينة اللاذقية الساحلية، والتى سيتم شحن الأسلحة الكيميائية منها إلى الخارج لتدميرها، وترجح المجلة أن يتم تدمير هذه الأسلحة فى "ألبانيا" التى تخلصت من مخزونها الخاص من الأسلحة الكيميائية عام 2007، ووفقا لاثنين من دبلوماسى مجلس الأمن فإن الولايات المتحدة تقترب من اتفاق مع الحكومة الألبانية لتدمير المواد الكيميائية السورية وغاز الأعصاب.
ووفقا للاقتراح الأمريكى الذى لم يناقش على الملأ فإن الولايات المتحدة سوف تزود الحكومة الألبانية بمختبرات متحركة قادرة على تدمير غاز الأعصاب، من خلال عملية تعرف باسم "التحلل"، تقوم أساسا على استخدام الماء والكواشف الكاوية، مثل هيدروكسيد الصوديوم، وتقول فورين بوليسى إن الخطة السورية، وضعت الولايات المتحدة والقوى الأجنبية فى معضلة، لأنها إذا لبت الطلب فربما تخاطر بتجهيز النظام الذى سعوا للإطاحة به بمعدات يمكن استخدامها فيما بعد عسكريا، وإذا رفضوا فإنهم قد يعيقون بذلك قدرة الحكومة السورية على النقل الآمن للأسلحة الكيميائية خارج البلاد.
ووفقا لخطة حكومة الرئيس بشار الأسد، فإنه يتوجب للمسئولين السوريين إنشاء مقر مركزى للاتصالات فى دمشق مع سلسلة من البؤر على طول طريق البحر بين حمص وطرطوس، وحتى الميناء الرئيسى فى اللاذقية، وقد طلبت السلطات السورية 40 مدرعة مؤمنة لنقل المواد الكيميائية ومعدات تأمين تتضمن 10 سيارات إسعاف و10 سيارات مطافئ، وخزانات مياة 10 آلاف لتر، لتنقل جنبا إلى جنب مع الشاحنات التى ستنقل الأسلحة الكيميائية لاستخدامها فى حال حدوث أى تلوث كيميائى. كما تتطلب بناء مساكن لموظفى الأمن السورى بما فى ذلك 32 غرفة، نوم مجهزة وثمانية مطابخ مشتركة.
فورين بوليسى: الأسد أربك الأمريكيين بطلب تجهيز قواته بشاحنات مدرعة
الأربعاء، 06 نوفمبر 2013 11:08 ص