
قال واى إس تشى، رئيس الاتحاد الدولى الناشرين، إن استمرارية إقامة معارض الكتب تلعب دورًا للحفاظ على صناعتنا.
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها وزير الثقافة اللبنانى ضمن فعاليات افتتاح الدورة الثانية والثلاثين لمعرض الشارقة الدولى للكتاب فى الفترة من السادس وحتى السادس عشر من الشهر الجارى، وتحل جمهورية لبنان ضيف شرف الدورة الحالية.
منذ أن تم تنصيبى رئيسا للاتحاد الدولى للناشرين فى عام 2011، جبت العديد من البلدان وعقدت الكثير من الاجتماعات الدولية مع الناشرين فى جميع أنحاء العالم، وقد سرنى جداً ما وجدته هنا فى دولة الإمارات من تنامى فى جمعية الناشرين الإماراتيين خلال لقاءاتى المتعاقبة معهم، وآمل أن نواصل البناء على علاقتنا.
وأضاف لا يخفى على الكثير منكم بأننا نعيش فى خضم واحدة من أكثر الأوقات إثارة وصخب فى تاريخ النشر، فقد خلقت شبكة الإنترنت العديد من الفرص الجديدة للناشرين، إلى جانب بعض التهديدات، جعلت الكتب الإلكترونى والقراءة الإلكترونية غير مكلفة على نحو متزايد وأصبح المحتوى متاح وبشكل واسع لأكبر عدد من القراء من أى وقت مضى، فالتكنولوجيا الجديدة دفعت المؤلفين والناشرين لإعادة النظر تماما فى ماهية الكتاب.
وفى الوقت ذاته فإن التكنولوجيا جعلت القرصنة الرقمية أسهل من أى وقت مضى، وأدت إلى التحديات التى تواجه حقوق الطبع والنشر على الصعيدين الوطنى والدولى، وعلى الرغم من كل هذه التغييرات، ما زال النشر أكبر صناعة للمحتوى، رغم ما طغت عليها وفى الغالب شىء من صناعة السينما أو ضجيج صناعة الموسيقى.
وأضاف، فعندما أفكر فى مستقبل النشر، أجد بأن معارض الكتاب سوف تستمر فى لعب دورا هاما فى الحفاظ على ذلك المستقبل. فعلى مدى السنوات الاثنين والثلاثين الماضية، عمل معرض الشارقة الدولى للكتاب على تشجيع مختلف أفراد المجتمع ودور النشر والأدباء والمفكرين فى زيادة النهل من العلوم والقراءة والتحفيز على الكتابة وصناعة النشر من خلال شعاره الذى يرفعه "فى حب الكلمة المقروءة" وكان دوره ليس محليا فقط بل إقليميا ودوليا، فكل ما سبق يجعل من معارض الكتب عامل مهم فى خلق التفاعل البشرى، فلقاء الناس بعضها ببعض وتبادل الأفكار والرؤى والتطلعات يخلق بيئة صحية للتحاور وإبداء وجهات النظر.
واختتم كلمته قائلا: لذلك أنا أثنى على معرض الشارقة الدولى للكتاب على دعوته لنا جميعا كى نلتقى ببعض ونتعرف على بعض عن قرب، وأشيد بالمعرض لانفتاحه على العالم والرغبة فى المشاركة مع الآخرين والتعلم منهم، كما أعتقد أن هذا الانفتاح ساهم فى النمو الملحوظ للمعرض على مدى العقود الثلاثة الماضية، وإنه أمر لا يصدق حقا أن يتحقق لمثل هذا المعرض الذى لم يتجاوز عمره 32 عاما ليصبح واحد من أكبر أربعة معارض للكتاب فى العالم، ويستضيف الآن أكثر من 1010 دور نشر وعارض من أكثر من 53 بلدا.