ذكريات كثيرة تلح على ذهنك بمجرد أن تطأ قدماك إحدى عرباته التى تدب فيها الحياة عند انتصاب تلك العصا الحديدية الموجودة أعلى سطحه لتلمس خطوط التيار الكهربائى، لتجده يتمايل مع دقات قلبك يمينا ويسارا دون توقف، إنه "الترام" أبو سنجة الذى يتجاوز عمره المائة عام يسير وسط ضجيج أتوبيسات وعربات وسط المدينة مخترقا بذلك كل الحواجز الترابية فى الشوارع والميادين، وأيضا الحواجز الزمنية من خلال قضبان حديدية تعرف طريقها جيدا، حيث تعمل على خطوط المطرية وعبد العزيز فهمى والميرغنى وألماظة وشيراتون والنزهة منطلقة من محطة كوبرى الليمون فى ميدان رمسيس أشهر الميادين القاهرية.
ركاب الترام يشبهونه إلى حد كبير، فمعظمهم شهود على زمن جميل ولى وانتهى، من بينهم "طلعت محمد" الرجل الخمسينى الذى يعمل موظفاً بإحدى الشركات، حيث يجلس داخل إحدى العربات التى حطت رحالها منذ دقائق قليلة للقيام برحلة جديدة متأملا المارة جيئة وذهاباً لم تقطعها سوى إجابته على سؤال عن الحالة التى آلت إليها تلك الوسيلة التابعة لهيئة النقل العام، قائلا "لا تسر عدو ولا حبيب" فالعربات شبه متهالكة، ولم تطور منذ نشأتها، علاوة على تحويلها إلى سوق متنقلة للباعة الجائلين "للأسف الترام اللى كان بيغطى عدد كبير من سكان مصر بقى سبب للملل وقتل الوقت للركاب"، ويكمل "وكمان عربياته بقت مكسرة وكل من هب ودب يركب الترام ويبيع أى حاجة".
ساعات الانتظار القاتلة، ربما جعلت من هذه الوسيلة طريقة يقضى فيها المواطن البسيط عطلاته وإجازاته، هذا ما أكد محمد متولى الطالب الجامعى قائلا: "التأخير فى الغالب بيكون بسبب الأعطال الكتيرة الموجودة فى العربيات، يعنى مش من السائقين زى ما الناس بتقول"، ويضيف: "اعتدت على ركوب الترام منذ طفولتى، لأنه رخيص ومريح لكن مشاكله بقت أكتر".
أشرف عبد الحفيظ "كمسرى بأحد الخطوط" يعمل فى الهيئة منذ عشرين عاما يؤكد أن مشكلات الترام تتزايد كل يوم "مالوش قطع غيار فى مصر علشان كده أعطاله كثيرة يعنى الهيئة ملهاش أى ذنب، خصوصا أنه مفيش غير 10 قطارات فى المحطة وكمان مفيش حرم لمسار قطارات الترام".
من جانبه أكد فرج محمد "ناظر محطة الترام" لـ"اليوم السابع" أن التروماى سيظل وسيلة نقل بديلة عن زحام مترو وأتوبيسات النقل العام واستغلال عربات الميكروباص، لأنها تخدم قطاعا كبيرا من محدودى الدخل الذين يتجاوز عددهم الـ 15 مليونا، ولكن مشكلاته تتركز دائما فى عدم خضوعه للتطوير منذ نشأته، بسبب الإشغالات الكثيرة فى مساره.
بالصور..التروماى "أبو سنجة جنان" آخر ما تبقى من مواصلات الزمن الجميل
الأربعاء، 06 نوفمبر 2013 04:06 م
التروماى شاهد على العصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسكندراني( سويسرا )
يااااااااه يامصر
عدد الردود 0
بواسطة:
منصور
مصر ام الدنيا
احنا عايشين فى مصر ياحبيبى مش فى سويسرا وعجبى
عدد الردود 0
بواسطة:
منصور
مصر ام الدنيا
احنا عايشين فى مصر ياحبيبى مش فى سويسرا وعجبى