منذ 31 ديسمبر 2009 وأنا أنشر كل خميس (يوم لقاء الحرافيش) فى موقعى ما جمعته من تدريبات شيخى الجليل نجيب محفوظ أثناء تدريباته للمحاولة إلى العودة الكتابة بعد الاعتداء الأثيم، الذى نال عصب يده اليمنى بكل إجرام، ومما كتب أترك لتداعياتى العنان، وقد وصلت الآن إلى الصفحة 135، (من عدة مئات من الصفحات)، وكثيرا ما أناقشه فى الجارى بحذر شديد خوفا عليه من أن يتألم مما آل إليه حالنا، لكننى أكتشف أنه يعرف ما يجرى، وكثيرا ما نبهنا إليه، وحذرنا منه ما علينا.
فى الصفحة الأولى من هذه التدريبات كتب ما يلى فى وسط تدريبه بخط لا يكاد يقرأ ما يلى:
نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
لولا دفع الله الناس
نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
13/2/1995
فكتبت استلهاماتى من هذه الفقرة (مما قد يستغرق عدة أيام لو سمحت الظروف) مما أقتطف منه ما يلى:
".. وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ ". (البقرة 251)
".. وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً ". (الحج 40)
هكذا بلغنى أن تدافع الناس " ببعضهم البعض " بلغنى هو الذى يحول دون التعصب خاصة وأن الآية التى تكتمل (فى سورة الحج بالذات) تفيد بأن هذا التدافع هو الذى ينقذ كافة دور العبادة من الإزالة والتحطيم والإلغاء، بل هذا الدفع نفسه هو القادر أن يحافظ على كل دار يذكر فيها اسم الله كثيرا فى مواجهة محاولات الهدم والإلغاء، وهو هو – هذا التدافع- الذى يحول دون أن تفسد الأرض (البقرة).
يا ترى ماذا كان يلوح فى خلفية وعى الاستاذ حين حضره هذا الجزء من هذه الآية هكذا؟ الذى حلّ بوعيى أنا بفضل هذه الباء "ببعض" وليس اللام "لبعض" هو حراك الحوار بين الناس بشكل: فيه زخم، وقبول، ورفض، واحتواء، وصبر، وجلد، واستمرار: هذا الحراك الذى يتدافع فيه الناس معا تحت مظلة الرحمن هو الذى يمنع أن تهدم أى دار عبادة مادام اسم الله يذكر فيها كثيرا.
ثم رجعت إلى بعض ما تيسر لى من تفسيرات وقفت من أغلبها موقفا متحفظا (إلا أجزاء منتقاة) ليس لأنها خطأ أو اختزال أو تعسف كما بدت لى لأول وهله، ولكن لأننى استبعدت أن يكون أى منها قد حل هو أو ما يقاربه فى وعى الأستاذ أثناء تدريبه، فى حدود ما عرفته عنه ومنه، وأيضا لأنها أبعدتنى عن ما حضرنى من هذه الآيات الكريمة.
لإدراكى ذائقة خاصة فى استقبال "حروف الجر"، وبالذات كما جاءت فى القرآن الكريم، وقد ذكرت فى مواقع كثيرة، كيف أننى توقفت عند آية "يا أيتها النفس المطئنة، أدخلى "فى" عبادى، وادخلى جنتى" توقفت كثيرا عند حرف الجر "فى" عبادى، وليس "مع عبادى"، وقد أضاء لى هذا الحرف معان هكذا بلا حصر فيما هو تركيب النفس الإنسانية، وتشكيل الوعى الجماعى.( ليس تفسيرا علميا للقرآن لو سمحتم) أرجع الآن إلى هذه الآيات الطيبات، ونبدأ نبدأ بالنظر فى معانى لفظ "دفع" قبل أن نتوقف عند حرف الجر "الباء" فى النص، وكيف أنه دفع الناس بعضهم ببعض، وليس بعضهم لبعض: أغلب التفسيرات بدأت من الالتزام بمعنى ضيق للفظ: "دفع" "دفع الشىء إذا نحاه وأزاله بقوة": لكنى رجعت إلى الدفع بمعناه الأوسع، لأجد أن الدفع يشمل معان كثيرة أخرى، منها أن تدفع "بالتى هى أحسن، نحن أعلم بما يصفون" (المؤمنون 96)، وأيضا "وادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم" (فصلت 34)، وللتداعيات بقية هامة شديدة الارتباط بما نحن فيه الآن !!
فإلى الغد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
cherif
مجالات المنافسة
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/احمد
هل نلتمس العذر للشرطة