إسماعيل.. الحكومة رفضت تديله كشك من عشرين سنة فبقى "دجال"

الخميس، 28 نوفمبر 2013 04:19 ص
إسماعيل.. الحكومة رفضت تديله كشك من عشرين سنة فبقى "دجال" صورة أرشيفية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحمل جسده بصعوبة مع أربعين عاما من الدجل مستندا على قدم واحدة تجاور قدمه المعاقة، يرفض الاتكاء على عصا بينما يمتلك عقل خدع الأصحاء، عقل اتكأ عليه أمام تهميش مجتمع قرر الثورة عليه بالدجل، بملامحه الشعبية اقترب من صفوة الأصحاء والتف حولهم ناشرا ألعابه فوق أحلامهم العالية، يمد لهم حبال الوهم فيلتقطون أطرافها ويبدأ جذبهم نحو شباكه التى كبرت مع سنوات عمره دون أن يلاحظ بجوارها أطفالا يكبرون معه، لم يلحظها حتى التفت حوله وحولهم ليخرج للعالم معلنا نفسه "الدجال التائب".

جسد هزيل وملابس بسيطة يختفى خلفهم "إسماعيل محمود"، الذى كان من قبل أحد أبطال مصر فى تنس الطاولة للمعاقين، ومثلها فى بطولة إفريقيا مثلما يؤكد بلهجة سكندرية قبل أن يشرح "أنا مسكت ملايين وركبت آخر العربيات وسيبت كل ده بمزاجى" يعود إلى سرد القصة من البداية وهو يقبض على ورقة تحمل طلب كشك، ذهب به لأروقة المحافظة بحثا عن لقمة حلال قبل عشرين عاما، فأوصد المسئولين الأبواب أمامه بالضبة والمفتاح، يعتدل ويقول "وقتها قررت أثور على كل الفاسدين، وعمرى ما نصبت على حد فقير أو محتاج، أو جاب فلوسه بعرق جبينه، كنت بختار الغنى الطماع، وأجيب آخره وبعدين أقوله أنا كسبت وأنت المفروض تسقف للعبة الحلوة".


4 أعوام قضاها الرجل الأربعينى خلف قضبان السجن، لم تكن أيا منها عقابا على الدجل.. "كانوا على وصولات حد من عملائى مضانى عليهم بالعافية بعد ما نصبت عليه، لكن الدجل لسه ما اتحاكمتش عليه"، يقولها ببساطة دون أن يخشى من عقاب، ويشرح ببساطه أكثر لماذا لن يأتى هذا العقاب رغم اعترافاته "العميل بتاعى كان لازم يبقى صاحب كرسى، يعنى عنده مال الدنيا يتاخد منه ولا أنه يشتكى ويقول أنا رحت لدجال، عشان كده أنا معترف أنى كنت دجال، لكن محدش عاقبنى ولا هيعاقبنى".

"تقدر تقول كنت ذى روبين هود كده" بكلمات واثقة وابتسامة يعرف نفسه، ويتابع: "كنت باخد من الغنى وادى للفقير، وكنت بحاول أثبت لنفسى أنى قادر أتغلب على ناس شايفنى أقل منهم، لكن فى لحظة حسيت أن الدجل كارثة بتاكل مصر، والوهم بيجرى وراه الفقير قبل الغنى، ولو أنا ما خدعتش الفقير غيرى هيخدعه، ومن بعدها مريت بتجربة السجن، وشوفت أولادى بيكبرو، وحسيت أنى عايز اسيب ليهم حاجة حلوة يفتكرونى بيها، حاجة يفتخروا بيها، وقررت أن الحاجة دية تبقى ثورة على الدجل والخرافات حتى لو هضحى فيها بنفسى، وتبرعت بكل الفلوس الحرام بعدها".


خدعة توليد الأموال عن طريق "الزئبق الأحمر" هى اللعبة التى كفلت "لإسماعيل" الحصول على الملايين مقابل بيع وهم إحضار المليارات، يشرحها قائلا: "بعد مجموعة من الخدع اللى بتأكد للى قدامك إنك صاحب كرامة، بتبدأ تأصل ليه أسطورة توليد الأموال من خلال الزئبق الأحمر، أسطورة بيسمعها عن فكرة أن الفلوس ممكن الجن يضاعفها زى ما تكون بتتولد، بتوضحها ليه أكثر وتأصلها فى وقت يكون هو اقتنع أنك متواصل مع الجن بشكل ما، وتوعده بتحويل ملايينه لمليارات، وبيقع الزبون وابدأ أنا أشد رجليه".

يفرد ورقة ويبدأ فى لعبة تقنعك أنه ساحر بالفعل، ويطرح سؤال "اقتنعت؟!.. أكيد اقتنعت وحسيت أنى متواصل بالجن" ثم يبدأ فى تعريفك على أصل الخدعة، وبعدها يفرد ورقة أخرى احتفظ بها منذ عشرين عاما لطلب كشك "كل حلمى دلوقتى فى كشك أربى منه أولادى بالحلال، وأنى أحرر المجتمع من عبودية الأوهام، وأفوقه لحقوق ملايين المعاقين اللى محدش حاسس بيهم ولا بتهميشهم، ولو فضلوا كده هيطلع منهم مليون دجال".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة