"قطاع الآثار" يفند مزاعم ألمانية تشكك فى تاريخ هرم خوفو

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013 06:51 م
"قطاع الآثار" يفند مزاعم ألمانية تشكك فى تاريخ هرم خوفو هرم خوفو
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر قطاع الآثار المصرية بوزارة الدولة لشئون الآثار برئاسة الدكتور محمد عبد المقصود اليوم، الثلاثاء، رداً علمياً على محاولة بعض الهواة الألمان التشكيك فى تاريخ هرم الملك خوفو وعدم إرجاعه لعصر الدولة القديمة وصاحبه الملك خوفو بعد سرقة عينات من خرطوش الملك خوفو داخل الهرم الأكبر.

وفند القطاع بالأدلة العلمية المزاعم الألمانية التى تشكك فى تاريخ بناء هرم خوفو وأهمها الكشف الأثرى الحديث بإحدى المغارات بجبال العين السخنة بمعرفة عالم الآثار الفرنسى "تالية" العام الماضى 2012 والذى كشف به عدد كبير من البرديات والتى ترجع لعصر الملك خوفو مكتوب عليها عدد العمال، وكذا عدد المراكب التى تحمل الأحجار وعدد العمال الذين أنزلوا الأحجار لتشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وهذا الكشف عبارة عن يوميات لمهندس الهرم الأكبر وترتيبه للأعمال الإنشائية ووصف لطريقة نقل الأحجار وتشيدها وهو دليل دامغ وأكيد.

وأكد أن الهرم لم يكن مبنى مستقلا بذاته، ولكنه كان عنصراً من مجموعة معمارية مرتبطة به، ومنها "المعبد الجنائزى- الهرم الجانبى- حفرات المراكب– الطريق الصاعد- معبد الوادى"، وقد وصف المؤرخ الإغريقى هيرودوت الذى زار مصر فى القرن الخامس ق.م الطريق الصاعد للملك خوفو، الذى ذكر أن مدة إنشائه قد استغرقت عشرون عاما، وكانت جدران الطريق الصاعد منقوشة بمناظر ونقوش من عصر هذا الملك، وقد أعيد استخدام الكتل الحجرية لهذا الطريق فى أهرام ملوك الدولة الوسطى باللشت ودهشور وقد عثر على العديد من هذه الكتل تحمل اسم الملك خوفو.

وأشار القطاع إلى أن عالم الآثار "جورج ريزنز" عثر على مقبرة والدة الملك خوفو "حتب حرس" إلى الشرق من هرم خوفو مدفون بها كنوز هذه الملكة بجوار هرم ابنها وكنوزها حاليا معروضة بالمتحف المصرى بميدان التحرير.

وأضاف أن عالم الآثار فريناند ديبونو عثر على نقوش للملك خوفو بمنطقة وادى الحمامات، وهى أيضا معروضة حاليا بالمتحف المصرى إلى جانب العديد على النقوش الصخرية بوادى المغارة بسيناء لنفس الملك.

وبالنسبة للجرافيتى بالحجرات الخمسة داخل الهرم الأكبر، أوضح قطاع الآثار المصرية، أن عمال خوفو قاموا بكتابة هذا الجرافيتى بالحجرات الخمسة، ويذكر العام السابع عشر من حكم الملك خوفو وهو مكتوب بالمغرة الحمراء ومن عادة العمال المصريين القدماء كتابة مثل هذا الجرافيتى على العديد من الحجرات الداخلية للأهرام والمقابر التى يشيدونها وفى أماكن لا تكون ظاهرة وقد عثر على مثل هذا الجرافيتى وللملك خوفو وبنفس التاريخ وهو العام 17 عند فتح حفرة المركب الثانية حديثا فى 2011 وبنفس المداد الأحمر مما يؤكد على تبعية الهرم والمراكب للملك خوفو وإن محاولة تحليل هذا المداد لن تكون أكيدة علميا لمحاولة طمس حقيقة أن هرم خوفو الأكبر لا يرجع لعصر الدولة القديمة.

وأشار إلى أنه تم الكشف عن مقابر العمال بناه الاهرام جنوب شرق هضبة الجيزة عام 1990م، والتى تم الكشف بها عن العديد من اللوحات والتماثيل والتى تحمل ألقاب ووظائف هؤلاء العمال وكذا هياكلهم العظمية والتى توضح الأعمال الكثيرة فى رفع الأحجار.

وأكد أن البعثة الأمريكية برئاسة مارك لينر كشفت عن مدينة العمال أسفل مقابرهم والتى عثر بها على العديد من الأختام والتى ترجع لملوك الأسرة الرابعة، كما قامت البعثة الألمانية برئاسة الدكتور الألمانى رودلف كوبر بالكشف عن نص جرافيتى فى الصحراء الغربية بمنطقة الواحات الداخلة يوضح اسم الملك خوفو وابنه جدف رع يرسلون بعثه لجلب الأكاسيد والألوان.

ومن جانبه، شدد الدكتور محمد عبد المقصود رئيس القطاع على أن الهرم الأكبر سيظل شاهدا على عظمة المصريين القدماء ومصدر إلهام العديد من الكتاب والمغامرين وهواه التاريخ ليحيكوا حوله الأساطير والقصص الوهمية والتى تزيد على الرغم من فراغها العلمى من الهوس بالحضارة المصرية القديمة.

وقال إن الهرم الأكبر إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة والوحيدة التى ما زالت باقية للآن وقد شيده الملك خوفو "خنوم خوفوى" ثانى ملوك لأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة عام "25751-2135 ق.م"، ويتلخص الإعجاز المعمارى للهرم الأكبر فى إنه أكبر مبنى حجرى شيدته حضارة قديمة، كما إنه يواجه الاتجاهات الأربعة، إلى جانب أن زوايا ميل أضلاع الهرم الأكبر تكاد تكون واحدة وهو مشيد بحوالى 2.300.000 " أثنين مليون وثلاثمائة ألف كتلة من الحجر الجيرى تتراوح أوزانها ما بين 2 طن إلى عشرة أطنان.

وأضاف أن هرم خوفو هو الوحيد من بين اهرام مصر الذى يحوى حجرة الدفن فى جسم الهرم، والهرم الأكبر محط إعجاب وأنظار الكثير من العلماء ومعجزة بنائه يقف أمامها العقل وكيف شيده العامل المصرى القديم.

حيث يقول المؤرخ عبد اللطيف البغدادى الذى زار مصر عام 1200 م "وإذا رأى اللبيب هذه الآثار عذر العوام فى اعتقادهم عن الأوائل بأن أعمارهم كانت طويلة وجثثهم عظيمة، أوانه كانت لهم عصا إذا ضربوا بها الحجر سعى بين أيديهم".

وأكد أن تاريخ مصر القديمة له مصادر عده لتتبعه بدقة بعد أن فك شامبليون رموز اللغة المصرية القديمة من خلال حجر رشيد الشهير والمعروض حاليا فى المتحف البريطانى، ومن أهم هذه المصادر ما قام به العالم مانيتون رئيس كهنة هليوبليس فى القرن الثالث ق.م بعد أن كلفه الملك بطليموس الأول بكتابة تاريخ مصر مقسما الحقبة التاريخية منذ توحيد القطرين على يد مينا أول الفراعنة وحتى غزو الإسكندر الأكبر لمصر سنة 332 ق. م إلى واحد وثلاثين أسرة.

وأوضح أنه على الرغم من أن تاريخ مانيتون لم يصل إلينا إلا أن القائمة التى أعدها بأسماء الملوك وسنوات حكمهم احتفظ بها وأستخدمها كتاب التقاويم من المسيحيين الأوائل، إلى جانب ذلك فإن حدوث بعض الظواهر الفلكية فى تواريخ محددة قد مكنتنا من ربط التقويم القديم بالحديث.

وأشار إلى أن التاريخ المصرى القديم موثق قديما ومرتب تاريخيا منذ العصور الفرعونية من خلال ترتيب ملوك الأسرات من مانيتون ومن مصادر أخرى قديمة من العصر الفرعونى مثل قائمة تورين وحجر بالرمو وكذلك بعض القوائم المختارة مثل قائمة الكرنك وقائمة أبيدوس ومقبرة المهندس تجنرى بسقارة.

وذكر أن الهرم الأكبر نتاج تطور للعمارة المصرية القديمة بدءا من مصاطب مقابر الأسرتين الأولى والثانية مرورا بالهرم المدرج أول مبنى حجرى خالص فى التاريخ القديم ثم هرمى سنفرو بدهشور انتهاءً بهرم خوفو والذى وصل إلى درجة الكمال فى العمارة، ولا يوجد نقوش داخل الهرم الأكبر أو مناظر حيث لم تكن قد بدأت كتابة نصوص داخل الأهرام إلا بداية من عصر الأسرة الخامسة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة