لا يوجد فى هيئتها البسيطة ومشيتها العادية ما يدفع للدهشة أو التعجب من المارة حولها، ملابس مناسبة للخروج صباحاً حذاء مسطح وخطوات صارمة، هكذا اعتادت "إسراء على" اجتياز رحلتها اليومية من المنزل إلى محطة المترو بشارع "الفريد" بعزبة النخل، لم تكن الساعة تعدت الثالثة ظهراً عندما توجهت "إسراء" إلى المحطة، خطوات سريعة وأخرى متباطئة حاولت بها "إسراء" تفادى من تأكدت من كونه متحرشاً يعرف ما يفعله، فى ذهنها توقعت أن يلقى بعبارة بذيئة أو ضربة سريعة حاولت تفاديها جرياً ولكنها لم تتوقع أن يتجاوز الأمر المعاكسة أو التحرش ويلقى عليها مادة كاوية كانت السبب فى حرق جسمها وتشوهها لمجرد كونها فتاة مصرية قررت النزول من بيتها ظهراً.
"لم أعد أرغب فى النزول، أشعر بالخوف من مواجهة الشارع والمجتمع، ولا أعرف تفسيراً واحداً لما حدث" هكذا وصفت "إسراء على عبد الرسول"، مشاعرها قبل أن تسرد الواقعة تفصيلياً لـ"اليوم السابع" قائلة: "شعرت بشخص يتعقبنى حاولت أن أبطئ من سيرى لتجنبه حتى واجهته بغضب "فى حاجة؟!"، توقعت أنه سيحاول التحرش أو إلقاء عبارة بذيئة فأسرعت نحو سلم المترو قبل أن يستوقفنى، قائلاً "أبقى أمسحى بنطلونك"، فى البداية لم أشعر بأى وجع أو آثار على ملابسى، حتى مرت ربع ساعة شعرت بعدها بألم حاد فى جلدى وشعور بالحرق والإغماء حتى تمالكت نفسى واتصلت بأقاربى وتوجهت لأول مكان مغلق لأرى ما حدث، وكانت المفاجأة فى مشهد الحروق السوداء على ساقى بالكامل مع وجع لا يمكن وصفه وذهبت على الفور للطبيب".
مجموعة من الإصابات التى صنفها الطبيب بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، وغرغرينا على الجلد ستحتاج لعملية جراحية بعد عدة أشهر من العلاج.. هذه هى آثار المادة الكاوية المخلوطة بعناية فى "سرنجة" أو زجاجة ترش على الفتاة كالإسبراى دون أن تحدث خرقاً فى الملابس كما وصفها الطبيب الذى وقف مندهشا أمام الحالة، وكما أثبتتها إسراء فى محضر إثبات الحالة فى قسم الشرطة، والتى تجبرها على ملازمة منزلها الآن بحروق وتشوهات بالساقين قد تحتاج لعملية تجميل بعد فترة طويلة من العلاج.
بينما أكد دكتور أحمد الجويلى الطبيب الصيدلى وخبير علم الأدوية أن توصيف المادة كيميائيا ليس محدد بدقة، مضيفا أنه لا توجد مادة كيميائية بهذه المواصفات يمكن أن تخترق الملابس وتصل إلى الجلد مباشرة، وأن هذه الحادثة هى الأولى من نوعها بالنسبة له، مرجحا أن تكون المادة خليط من مواد كميائية غير معروفة المصدر وتحتاج إلى تحليلها ودراستها للتعرف على ماهية هذه المواد.
الغريب فى الأمر أن حادثة "إسراء" لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة كما أكد "مايكل نزيه" مؤسس حركة "ثورة البنات" التى تختص برصد حالات التحرش بمختلف أنواعها، وأكد "مايكل" أن حادثة "إسراء" تحولت إلى ظاهرة بدأت فى الانتشار بعد أن رصدت الحركة حالات أخرى من نفس النوع فى المنيا والإسكندرية وهى الحالات التى وصفها "مايكل" قائلاً: الأمر تطور من التحرش إلى حالة عنف شرسة من المجتمع على المرأة التى تتعرض حالياً لنوع جديد من الهجوم لمجرد كونها فتاة مصرية، وما حدث لإسراء وغيرها عنف ممنهج هدفه الإيذاء الجسدى والنفسى للمرأة، وأرجع "مايكل" هذه الظاهرة لغياب قانون يجرم التحرش بشكل واضح.
رأى آخر تبنته الدكتورة "عزة كامل" الناشطة النسوية، التى أعربت عن صدمتها من حوادث العنف التى تتعرض لها المرأة فى مصر، الأمر لم يعد قاصراً على رفض المرأة أو إقصائها، بل وصل إلى حد العنف الصريح والإيذاء الجسدى الواضح بحرق الفتاة بمادة كاوية دون أسباب واضحة، وهو ما أرجعته كامل لما وصفته بالعجز السياسى والمجتمعى الذى يصب على المرأة فى النهاية"، متابعة، وكأنما قرر المجتمع أن يصب بفشله وعجزه على المرأة التى تلجأ الثقافة الذكورية غالباً لاعتبارها مادة خصبة لإخراج الطاقات السلبية بمجرد الشعور بالإحباط أو العجز"، كما أكدت "كامل" أن ما حدث لا يمكن وصفه بالحالة الفردية واتجهت لاعتباره "ظاهرة" جديدة تتوقع انتشارها طالما لم تستقر الأوضاع السياسية فى المجتمع الذى تتوقع أن يستمر فى إيذاء المرأة وانتهاك حقوقها وآدميتها طوال فترة التخبط التى تمر بها مصر.
من التحرش إلى العنف الممنهج..
"إسراء" تعرضت للحرق فى الشارع لمجرد أنها "بنت من مصر"
الإثنين، 25 نوفمبر 2013 02:04 ص
إسراء المجنى عليها
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صبحى صالح
كنا بنى ادميين
عدد الردود 0
بواسطة:
رضا السحار
لا لديمقراطية الفوضى
عدد الردود 0
بواسطة:
أماني
لا يوجد في مجتمعنا أي قوانين تحمي المرأة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم سعيد
اعدام فوري لهؤلاء الكلاب الضاله
اقل شيئ هو تشويه وجهه و قطع يده او اعدامه