"بدأت أشتغل وأنا عندى عشر سنين".. بلسان ثقيل ولهجة سكندرية يتحدث الشيخ "طارق" عن دخوله عالم سباكة المعادن، ورفضه السير على درب أبيه الذى امتهن مهنة "كمسرى الترام" ويقول: "من أول يوم دخلت الترام جالى دوار، وفى أول يوم دخلت مسبك المعادن حسيت بأن ده مكانى، كان عندى عشر سنين والنهارده عندى 45 سنة ولسه فيها، أتنقلت بين ورش ترعة المحمودية لورش منطقة اللبان، وربيت 3 بنات وولد".
يتذكر حينما رأى الصورة للمرة الأولى: "استغربت وأنا شايف نفسى وأنا بصب والصورة طالعة كأنها فى سينما كده، وطلبت نسخة، وأهلى لما شافوا الصورة حسوا قد أيه شغلانتى صعبة"، يبتسم قبل أن يتابع "كأنهم أول مرة يشوفوها، وكسبت دعا والدتى اللى قالتلى "ربنا يفتحها فى وشك".
صورة الشيخ "طارق" الذى يقضى حياته فى واحدة من أكثر المهن صعوبة وخطورة، حصلت على المركز الأول فى مسابقةPeople & Planet 2013 فى أستراليا، والجائزة البرونزية من صالون PSA الدولى بالولايات المتحدة، وتقدير الاتحاد الدولى للتصوير الفوتوغرافى "فياب" فى إسبانيا عن مسابقة العمال والمهن السابعة والعشرين، وفى مقدونيا حصدت جائزة "IAAP" الشرفية من المعرض الدولى الثانى لفن التصوير فى الشارع 2013، ثم مصر والميدالية الذهبية من مسابقة " Egyptipc Contes"، وتكريم PSA من معرض القاهرة الدولى لفن التصوير الفوتوغرافى، وأخيراً أفضل خمسين من فئة الإضاءة المنخفضة فى معرض عالم سونى.
بينما يقول المصور "نادر سعد الله": "أنا متعود لما الصورة تكسب، أكرم الناس اللى ربنا كرمنى بيهم فى الصورة، الشيخ طارق أول حالة تصر على رفض الفلوس، وقبلها على مضض بعد إصرار منى، ولما مسك الظرف وحس أن فيه فلوس كتير، قالى دول كتير يا أستاذ، فقولت ليه يا عم هو أنا بدفع حاجة من جيبى، هى صورتك جابت فلوس كتير فده رزق بعته ليك ربنا".


