الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: شجاعة طفلة فى مواجهة الإرهاب

الجمعة، 22 نوفمبر 2013 04:12 م
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: شجاعة طفلة فى مواجهة الإرهاب الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ملالا" فتاة باكستانية تبلغ من العمر ستة عشر ربيعا, نشأت فى بيت يهيمن عليه العلم والمعرفة, مما ساعد فى تكوين شخصية تتمتع بالحكمة والحزم والعقل المتفتح الواعى الذى يفوق سنها بمراحل كثيرة, كل أملها أن يكون لها دور فى الحياة، وأن تحقق شيئا ذو قيمة، وألا ينتهى دورها كمعظم الفتيات فى باكستان فى الزواج والإنجاب.

بدأت قصتها عندما أعلنت حركة طالبان بيانا بوقف تعليم الفتيات، بل وإصدار فتوى تحرم التعليم, كانت "ملالا" فى الحادية عشر من عمرها، وكانت واعية بمدى التهديد الذى يمكن أن ينهى حلمها, والدها كان يمتلك مدرسة، وعندما طلب منه الإعلام أن يرشح أحد الطلبة للكتابة عن معاناتهم خلال حكم طالبان, اختار الأب ابنته "ملالا" التى أعربت عن خوفها على مستقبل بلدها وأملها فى الاستمرار فى التعليم, وكانت تكتب فى تلك الفترة باسم مستعار، لكنها لم تخش أن تعلن عن حقها فى التعليم، بل وظهرت فى التلفاز وأعلنته صراحة، ولم يخطر فى بالها أو بال أحد أن تستهدف هذه الفتاة الصغيرة من حركة طالبان!!!

فى عام 2012 تعرضت الحافلة التى تقل "ملالا" من المدرسة للهجوم من قبل أنصار طالبان، وأطلقوا الرصاص على الفتاة التى أصيبت بطلقات نارية كادت أن تودى بحياتها، ونقلت إلى المستشفى فى حالة خطرة بين الحياة والموت، ودخلت فى غيبوبة وتدهورت حالتها الصحية، وتطلبت تدخلا جراحيا فوريا حتى لا تتعرض للإصابة بالشلل, ونقلت إلى إحدى مستشفيات بريطانيا، لاستكمال علاجها، وأجريت لها العديد من الجراحات، وتجاوبت مع العلاج , وبعد أن تعافت أكملت حياتها بشكل طبيعى، لكن فى بريطانيا، حيث أصبحت حياتها مهددة فى باكستان.

أصدرت كتابا اسمه "أنا ملالا " تروى فيه قصتها وتجربتها، وتصفها بأنها رأت أسوء ما فى البشر، وأفضل ما فيهم من صفات, وبفضل إصرارها ونضالها نجحت فى تسليط الضوء على 60 مليون طفل محروم من التعليم على مستوى العالم, بل وقالت إن من أطلقوا عليها النيران يندمون أشد الندم، لأن صوتها أصبح مسموعا ليس فى باكستان فقط، لكن على مستوى العالم كله, وأنها استفزتهم بشجاعتها الطفولية وفضحت ما خاف الكثيرين من البوح به , وتصميمها على الدفاع عن حق الفتيات الصغيرات فى تحقيق أحلامهن, بل وشجعت الكثيرين حول العالم ليضموا صوتهم لصوتها لتشجيع تعليم الأطفال فى البلدان الفقيرة المحرومة من أبسط حقوقها والتى تمزقها الخلافات، ويخنقها الجهل والفقر, وقد رشحت ملالا لجائزة نوبل للسلام, ومنحها البرلمان الأوروبى جائزة سخاروف لحقوق الإنسان, ووصف أوباما أسلوب الفتاة بالرائع والملهم.

وأصبحت ملالا تجسيد حى للجراءة والبطولة والشجاعة والإصرار, وغيرت رصاصة حياة الفتاة إلى الأبد, أما هى فتصف نفسها بأنها مجرد فتاة كانت تتمنى الحصول على بيئة آمنة تحصل فيها على أبسط حقوقها كإنسانة.











مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة