البساطة هو عنوانهم، والتواضع والوحدة هو سمتهم التى يعرفها عنهم الجميع، هم المصريون، يفكرون دائما فى كيفية وحدتهم والعمل على استمرارها، ومن منظور بسيط فكر عم جمال إبراهيم عبد العزيز، بائع الأحزمة على أحد أرصفة شارع طلعت حرب، فى جمع الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط فى كوب مياه.
ويحكى عم جمال ويقول، نقف هنا منذ 30 عاما فى الشارع، ونعرف معالمه، لا يوجد بالشارع غير المحلات التى تبيع المياه المعلبة والتى يصعب على غالبية زوار الشارع شرائها، ومع ثورة 25 يناير، شعرنا بأن قيمة الوحدة قد تنفصل بسبب المندسين الذين يقومون بنشر الشائعات بين الإخوة المصريين من المسلمين والأقباط، والذى ترتب عليه مشكلات كثيرة مثل ظهور الكراهية بين بعض الأسر المصرية نتيجة شائعة وليست حقيقة، لهذا فكرت مع صديقى سيد، الذى يعمل فى أحد المحلات المجاورة من عمل سبيل، نطلق عليه سبيل المصريين لا يفرق بين مسلم ومسيحى الجميع يشرب منه، يروى عطش من لا يستطيع شراء زجاجات المياه المعلبة سواء من الباعة فى المحلات أو الزبائن.
ويضيف "حرارة الطقس جعلت الفكرة الخاصة بنا تنجح، نقوم على رعاية السبيل نملأه مياه نظيفة ونحضر له قوالب الثلج، ولا نجعله فاضى لحظة واحدة دائما ممتلئا بالمياه الباردة، وفى شهر رمضان نقوم أيضا برعايته لإخواننا الأقباط حتى يروى عطشهم، وفى المساء للجميع.
وحتى نعطيه الطابع المصرى زينا السبيل بما يهم المصريين، وهو علم مصر الذى عرف الجميع قيمته، والآيات القرآنية التى يحفظها غالبية المسلمين، وبابا نويل رمز عيد الميلاد المجيد.
هم رموز يحبها كل الشعب المصرى، نحن نتقاسم الأرض والبيت والمياه، وعلينا مراعاة بعضنا فى جميع الأحوال، ومن يستطيع توفير كوب مياه لعطشان عليه لا يسأله أنت مسلم أم لا، التفرقة التى أصبح بعضنا يتعامل بها علينا من إخفائها نهائى من على أرضنا، لا فرق بين مسلم ومسيحى، الجميع مصريين.
ويشير "جمال" إلى علمه بأن وضع السبيل فى الطريق غير قانونى، ولكنه يريد أن نتعامل بروح الإنسانية وروح المودة والرحمة التى وصانا بقى رسولنا الكريم "هو مش فى حاجة اسمها روح القانون تعالوا نتعامل احنا كمان بروح الإنسانية مع بعضنا"
ميه ساقعة وكوباية.. سبيل المصريين لوحدة الهلال مع الصليب
السبت، 02 نوفمبر 2013 04:15 م