"عالم المعرفة" تصدر ترجمة عربية لـ"السعادة موجز تاريخى" لسعيد توفيق

السبت، 02 نوفمبر 2013 03:11 ص
"عالم المعرفة" تصدر ترجمة عربية لـ"السعادة موجز تاريخى" لسعيد توفيق غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثًا ضمن سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب – الكويت، كتاب السعادة "موجز تاريخى"، من تأليف نيكولاس وايت، ومن ترجمة سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.

ويتتبع الكتاب معنى السعادة فى كتابات الفلاسفة الذين انشغلوا بها منذ عصر الفلاسفة القدماء الذين يركز عليهم المؤلف بشكل واضح، وهو يبرز بوضوح مدى ما هنالك من تضارب فى المواقف والآراء حول الأهداف والرغبات التى تتعلق بالسعادة: هل السعادة هى اللذة؟ أم حالة من الانسجام بين الأهداف والرغبات؟ هل هى تكمن فى فضيلة التأمل العقلى التى هى أكمل فضائل النفس الإنسانية (كما يقول أرسطو)؟ أم أنها تكمن فى حالة السكينة الروحية (كما ذهب الرواقيون)؟ أم هى شىء غير ذلك كله؟ إن المؤلف يتتبع هذه النظريات وغيرها بإيجاز بدءًا من أفلاطون وأرسطو والأبيقوريين والرواقيين، حتى الفلاسفة النفعيين فى العصر الحديث، بل إنه يعرج على نيتشه الذى يقف على مشارف الفكر المعاصر، وهو يشير بشكل عابر إلى من جاء بعده من المعاصرين، ولا شك فى أن سبب ذلك أن الكتاب يُعنى فى المقام الأول بنظريات السعادة، كما تجلت فى عصرها الذهبى لدى القدماء والمحدثين، وبهذا الاعتبار فإننا ينبغى ألا نتعامل مع هذا الكتاب باعتباره كتابًا جامعًا لمختلف المواقف الفلسفية من معنى السعادة حتى فى الأزمنة التى يركز عليها، كما أننا لا يمكننا أيضًا أن نُغفل ما فيه من قيمة حينما يثير لدينا الشك فى اقتناعاتنا التقليدية التى نؤمن بها فيما يتعلق بمفهوم السعادة، ولاشك فى أن هذا التشكيك فى مواقفنا من السعادة له قدر كبير من الأهمية، لأنه يسهم بذلك فى تعليمنا التخلص من مواقفنا الدوغماطيقية (الإيقانية) الراسخة، وتلك إحدى المهمات الكبرى للتفكير الفلسفى.

وينتهى المؤلف من خلال بحثه الموجز هذا فى التاريخ الفلسفى لمعنى السعادة، إلى أنه لا وجود لمعنى عام يمكن أن نسترشد به فى كل موقف، وأننا يمكن أن نحيا السعادة ونتصرف بما يكفل لنا تحقيقها من دون أن نكون موجهين بمفهوم عام للسعادة ينطبق على كل حالة أو موقف، وبهذا الاعتبار فإن هذا الكتاب فيه منفعة كبيرة للمشتغلين بالبحث عن معنى السعادة من الدارسين للفلسفة وغيرهم من عموم الطامحين إلى المعرفة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة