أحلام دستور البسطاء على أبواب مجلس الشورى

السبت، 02 نوفمبر 2013 07:05 م
أحلام دستور البسطاء على أبواب مجلس الشورى مجلس الشورى أرشيفية
كتب حسن مجدى ورضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبواب مرتفعة وحراسة مشددة تحيط أسوار مجلس الشورى هى فقط ما يفصلهم عمن وصلوا بالسيارات الفاخرة لصياغة دستور مصر عقب موجه 30 يونيو الثورية، أمام سيارة أجرة أو فوق عربة فول، أو حتى بنصبة شاى متهالكة فى رحلة البحث عن لقمة عيش، تراصوا لسنوات وبجانبهم أحلامهم البسيطة تحاول فى كل مرة الوصول إلى أهل السلطة بالداخل دون جدوى، وأحلام أخرى تختفى بين ركام اليأس الذى صنعته سنوات من التهميش، أو تحاول البحث عن لقمة عيش بسيطة بعيداً عن أهل السياسة الذين يخوضون معارك لا قبل لهم بها فى الداخل.. فما هى تفاصيل هذه الأحلام الآن، وهى تقف على أسوار يتم بداخلها صناعة دستور للمرة الثانية فى عامين؟.. هل يحلمون بتوصيل كلمة للقابعين على بعد أمتار فى الجانب الآخر؟.. وهل يعرفونهم أو حتى يحاولون التعرف على ما يدور هناك من الأصل؟

"أجرة أجرة أجرة".. يرتفع صوت عم إبراهيم الأجش منادياً على زبائن سيارته البيجو، المستقرة أمام معامل تحاليل وزارة الصحة الملاصقة لأسوار مجلس الشورى، حيث يصاغ الدستور، قضى هنا عشرين عاماً لم يلتفت فيها إلى المبنى المجاور له سوى بعد الثورة فقط، لو أتيحت له الفرصة لصياغة الدستور سيكون هو الآتى: "اللى أعرفه عن الدستور أنه المفروض يكفل لينا حقوقنا والحياة الكريمة بعد ما بقى لينا سنتين فى النازل أكثر من الأول، وأهم قانون بيتكلموا عليه هو الحد الأدنى والأقصى للأجور اللى لازم يتنفذ بأسرع وقت".

يمر بالجوار عم محمد وجسده المنحنى لدفع عربة ترمس، قضى بها خمس سنوات حول أسوار مجلس الشورى، لم يحاول هو أيضاً فيها التعرف عن ما يدور بالداخل، أو من يحتل مقاعد هذا المكان، ويرجع هذا لفلسفة خاصة: "الحرب بتاعت الأماكن دى مش بتاعتنا وعمرنا ما هناخد منها حاجة.. معرفش دستور ولا غيره، أنا أمنيتى أموت مش مديون لحد وخلاص على كده، والباقى ده بتاعهم هما مش هنكسب منه حاجة".

"دى بلدهم هما يا باشا.. أحنا ولا نعرفهم ولا يعرفونا".. بعد تقديم طبق فول حار لأحد زبائنه، يجيب أحمد صاحب الأربعين عاماً، من فوق عربته المستقرة إلى جوار بوابة خمسة لمجلس الشورى منذ ثلاثة أعوام، ويتابع: "أنا ولا أعرف دستور أصلًا ولا أعرف المفروض يعمل إية بس اللى أعرفه أن الأسعار لازم يشوفوا فيها حل.. ودى أهم حاجة لازم تحصل فى البلد دلوقتى".

على الجانب المقابل لعربة أحمد، تقع أبواب مدرسة "القربية الإعدادية بنين"، محمود إبراهيم طالب الصف الثانى الإعدادى، أحد طلباها، ويقول: "السنة اللى فاتت شوفت سعد الكتاتنى.. والسنة ديه معرفش حد فى اللجنة غير عمرو موسى".

ورداً على سؤالا له "طيب كان نفسك تقول ليهم حاجة؟"، قال "وهو إحنا أصلا ينفع نوصل ليهم؟! ولو فرضنا إنى وصلت هقول ليهم إن لازم يبقى فى عدل بين الغنى والفقير.. وينظموا التعليم والكتب المدرسية، لأن دلوقتى النظام كله همجى وبيعتمد على الضرب وخلاص".

من الأطفال إلى أم السيدة صاحبة الاثنين والسبعين عاماً والأقدم هنا خلف نصبة شاى عمرها 22 عاماً، بدأت مع وفاة زوجها التى دفعتها للنزول إلى الشوارع بعد أن بلغ من العمر أرذله، بابتسامة لا تفارق وجهها قالت: "معرفش حاجة عن الدستور ولا اللى بيكتبوه، اللى أعرفه هو المكان اللى مبقاش زى زمان، هنا كانت كل حاجة نضيفة ومنظمة دلوقتى بقت الهرجلة هى أساس المكان".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة