التحرش ظاهرة مجتمعية وقد يكون ظهورها بصورة كبيرة فى الآونة الأخيرة فى المجتمع المصرى مؤشر مجتمعى سيئ.
ويجيب "ساهر سراج الدين"، المحاضر بالنقابة العامة لمدربى التنمية البشرية، على أسئلة أهمها.. على من تقع مسئولية التحرش؟، على المتحرش فقط أم هل يكون المتحرش به أيضا شريكا؟، وهل الظروف الاجتماعية والمادية سببا فى التحرش؟، هل فقط المتحرش إنسان تحركه غرائزه؟، هل فقط المتحرش شخص يشعر باحتياج جنسى؟.
ويضيف: ترى المرأة التحرش فعلا حيوانيا همجيا يمتهن جسدها ومسامعها بألفاظ وأفعال لا تليق تسبب لها آثارا نفسية سلبية، قد تؤدى إلى انتكاسات نفسية وعداءات نحو الجنس الآخر، ولكن يختلف رد فعل المرأة تجاه التحرش فقد يكون تارة عنيفا مدافعا بقوة منهيا للتحرش بعنف، وقد يكون مستسلما خوفا من ما يسمى الفضيحة منصتا لجملة (إنت بنت بلاش فضايح)، وقد ترى أخرى أنه لا فائدة من اتخاذ أى إجراءات ضد المتحرش حيث لن يحميها المجتمع أو القانون الذى قد تكون عقوبة التحرش القانونية غير رادعة.
ويؤكد: قد يرى المتحرش أن المرأة تستحق لأنها هى التى ارتدت الملابس المثيرة بل قد يراها هى من تحرشت به وتثير غرائزه بالملابس والحركات والتصرفات المثيرة، متناسيا تمامًا أن الطبيعة الحيوانية لا تعطيه العذر الكافى لامتهان الآخرين ومتناسيا أيضا ما وصانا به الدين الحنيف من غض البصر سواء للرجل أو للمرأة، وأيضا نسى أن التحرش لم يتوقف على الفتاة التى ارتدت الملابس المثيرة من وجه نظر البعض بل امتد أيضا إلى الفتيات اللاتى يرتدين الملابس الفضفاضة.. إذن فلا فرق عند المتحرش إطلاقا بين محتشمة أو غير محتشمة.
ويكمل "سراج الدين": ثقافة لوم الضحية هى ثقافة انهزامية ولابد لنا أن نساعد المرأة ولا نلومها على فعل هى لم تفعله فيجب أن لا تشعر أنها وحيدة ومنبوذة نتيجة هذا التصرف، كما أن للحوار العائلى دور هام فى معالجة هذه الحوادث والتقليل من الآثار السلبية الناتجة عنها ومن جهة أخرى لابد للدولة من العمل على إنشاء مراكز شباب مجهزة للإكثار من النشاطات التى تتميز بتفريغ طاقة الشباب نحو عمل جيد وإيجابى.
ولا يخفى علينا أن للقضاء على البطالة دور هام فى القضاء على أوقات الفراغ لدى الشباب التى قد تستغل فى أفعال ضارة ليس فقط للشاب بل أيضا للمجتمع ككل.. فالفراغ سلاح ذو حدين كما أن زيادة وعى الشباب هام جدا فيجب أن يدرك الجميع أن التحرش مشكلة مجتمع لا فرد.. ويجب أن يتكاتف الجميع فى العمل على حلها.
ساهر سراج الدين خبير التنمية البشرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة