أقام المكتب الإعلامى التابع للسفارة المصرية بالعاصمة الصينية بكين، مؤتمرا صحفيا لوفد الدبلوماسية الشعبية المصرى الذى يزور الصين حاليا، مع مختلف ممثلى وسائل الإعلام والصحف الصينية وشبكتى الإذاعة والتليفزيون المركزى الصينيتين، وذلك لشرح مختلف تطورات الأوضاع الحالية داخل مصر والإجراءات الجارية لخارطة الطريق والتحول السياسى الديمقراطى وإعادة الاستقرار.
وخلال المؤتمر الذى أدارته المستشارة الإعلامية هدى فؤاد قام الخبيران والباحثان، محمد فايز فرحات رئيس برنامج الدراسات الآسيوية ورئيس تحرير دراسات إستراتيجية والخبير بوحدة العلاقات الدولية، وأحمد عبد الله زايد، أستاذ علم الاجتماع فى كلية الآداب جامعة القاهرة، بتوضيح حقيقة الأوضاع الحالية فى مصر والإجابة على كافة التساؤلات والاستفسارات التى قدمت من قبل الإعلاميين الصينيين.
وشدد كل من محمد فرحات وأحمد زايد، أهمية تحرى وتوجيه الخطاب الأمثل للدول الصديقة كالصين من طلب مساعدات إمكانات مادية وما إلى ذلك إلى البحث عن شراكة وتعاون والاستفادة من التجربة التنموية فى مجملها، وإيجاد ما أطلق عليه "خريطة طريق" للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، عبر دراسة مشروعات بطريقة علمية سليمة قابلة للتنفيذ على الأرض فى مصر وأن تعكف الحكومة المصرية على مد الخبراء والمستثمرين برؤية شاملة لفرص التنمية والتسهيلات المادية والضريبية والاجتماعية لتنفيذها على أرض الوقع تحقيقا لما يمكن وصفه بـ"الانتقال النهضوى".
وطالب فرحات وزايد أن يكون لدى مصر رؤية تحقق التوازن بين مخططات التنمية والتحول الديمقراطى والتنمية الاقتصادية على التوازى، موضحين أنه من هنا تأتى أهمية الصين فى التعاون والمساعدة لاكتساب الخبرات وتطبيق النماذج والتجارب التنموية الصينية الناجحة فى مصر طبقا للخصائص والظروف بما يتلاءم مع الحالة المصرية، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالنماذج الصينية فى مكافحة الفقر والفساد، وتبنى المشروعات الصغيرة والمكملة، والتوازن بين الريف والحضر، وتشجيع التعاون بين القطاع العام والخاص لخدمة التنمية الاقتصادية والخطة العامة للدولة.
كما أشار الخبيران المصريان إلى الإصلاحات الأخيرة التى أقرها الحزب الشيوعى الصينى والتى يمكن لمصر الاستفادة من بعض مفرداتها كالإصلاحات الزراعية وإعادة النظر للريف من منظور تطويرى ينهض بمشروعات التنمية الزراعية ويحقق إيجابيات كبيرة للمزارعين، وهو الأمر الذى حاولت مصر تطبيقه عقب ثورة 52، لكنها الآن تحتاج إلى التعاون مع الصين بشأنه، وأيضا الوصول إلى المناطق الأقل خدمات وفقرا بحيث أن يشملها التطوير بلا فارق بين الريف والحضر، وإعادة تنظيم دخل المواطنين بما يتناسب مع التحديات الاقتصادية ومكافحة الفساد، وهى كلها إصلاحات تطرقت لها الصين مؤخرا وتتماشى مع المبادى التى طلب بها الشعب المصرى فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
وأشارا إلى أن المثير للإعجاب والاحترام فى دولة الصين، هو انه بالرغم من وصولها إلى مكانة دولية مرموقة على المستويات الاجتماعية والسياسية كأهم وأكبر الدول الصاعدة والنامية وثانى أكبر اقتصاد فى العالم، إلا أن قادة الصين والحزب الشيوعى ما زال يبحث عن إصلاحات لمستقبل أفضل للمواطنين الصينيين ومكانة الدولة عالميا وتنميتها وانفتاحها على العالم، وهو المثال والقدوة التى يجب أن يحتذى به فى عالمنا العربى خاصة بمصر وأن الإصلاحات والتنمية المجتمعية والاقتصادية والسياسية مستمرة لا تتوقف مهما بلغت الدولة من مكانة مرموقة ومتقدمة.
وخلال الحوار المتبادل قدم الخبيران، صورة واقعية مفصلة عن تطورات الأوضاع الجارية فى مصر والأحداث السياسية وشرحا تجربة التحول الديمقراطى الحالية لتنفيذ خارطة الطريق واستكمال الاستحقاقات الدستورية وصولا للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، كما تطرقا لتجربة الإخوان المسلمين والمخطط الإخوانى للسيطرة على المجريات عبر الأكاذيب وانتهال سياسة العنف والترهيب واستغلال الدين فى الوصول إلى مخططاتهم، وهو الأمر الذى تم مواجهته بوعى وإرادة شعبية عارمة أدت إلى سقوط المخطط الإخوانى وعزل الرئيس محمد مرسى المتهم حاليا فى قضايا جنائية.
كما تطرق النقاش أيضا إلى سبل مواجهة المغالطات والأكاذيب التى تروجها بعض وسائل الإعلام العالمية عن الواقع المصرى الحالى، وما اتخذته الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية من إجراءات تتصل بالاستجابة للمطالب والإرادة الشعبية وقدرة المجتمع بشكل عام على مواجهة العنف والإرهاب واستيعاب جميع فئات المجتمع خلال المرحلة الانتقالية لتحقيق الديمقراطية والاستقرار دون إقصاء لأى طرف باستثناء من تورط فى أعمال العنف والإرهاب والذى سيخضع لعدالة القانون والقضاء المصرى النزيه.
وتقوم مصر حاليا باتصالات وزيارات متبادلة مكثفة على الصعيدين الإقليمى والدولى على مستوى وزير الخارجية والمساعدين والسفارات والقنصليات المصرية بالخارج ووفود الدبلوماسية الشعبية وذلك بهدف شرح حقيقة الأوضاع على الأرض ونقل الصورة الكاملة والصحيحة للعالم الخارجى فيما يتعلق بالتأكيد على إرادة الشعب المصرى التى تجلت فى ثورة 30 يونيو والتى تعد تصحيحا لمسار ثورة الـ25 من يناير، وانحياز القوات المسلحة المصرية لإرادة الشعب المصرى عقب خروج ملايين المصريين للمطالبة بتصحيح المسار.
يذكر أن وفد الدبلوماسية الشعبية من الخبراء والأكاديميين المصريين يقوم حاليا بزيارة للصين فى إطار الجهود المصرية لنقل الواقع المصرى الحالى خارجيا، وإيمانا بأهمية دور الدول الصديقة فى دعم المرحلة الحالية التى تمر بها مصر، ودفع العلاقات الثنائية مع دول العالم خاصة الدول الصديقة كالصين وروسيا وغيرها، حيث حضر الوفد المصرى فى الصين عددا من الندوات والمحاضرات بالجامعات الصينية، وعقد عدة لقاءات مع نظرائهم الصينيين من الأساتذة والأكاديميين والدارسين والباحثين فى الشأن المصرى ومنطقة الشرق الأوسط.
لشرح تطورات الأوضاع داخل مصر..
وفد الدبلوماسية الشعبية يلتقى مع ممثلى وسائل الإعلام الصينية ببكين
الجمعة، 15 نوفمبر 2013 01:52 م
أحمد عبد الله زايد أستاذ علم الاجتماع فى كلية الآداب جامعة القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة