عمال القطارات عيون ساهرة على أرواح الركاب.. والغفوة بكارثة

الجمعة، 15 نوفمبر 2013 02:14 م
عمال القطارات عيون ساهرة على أرواح الركاب.. والغفوة بكارثة عمال قطارات
كتبت إسراء حامد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيشون فى غرف صغيرة فى محيط قضبان القطار الذى يدور حوله عالمهم، فى ظروف شديدة القسوة وبمرتبات لا تذكر ولكنهم يكدحون بها ليل نهار، لا تغفل أعينهم للحظة عن القطار القادم ليوفروا وسيلة آمنة لركابه تعفيهم من المسألة عند وقوع الواقعة.

قصصهم المتشابهة يروى تفاصيلها خفير الشاكوش بمحطة قطارات مصر "أنور محمد" صاحب الـ55 عاما، والذى قضى نصف عمره بين المحولات الحديدية للقطار، والرحلات المتعاقبة كتعاقب الليل والنهار "شغلنا بيبدأ مع آذان الفجر وأول استراحة بتكون على الظهرية للغداء وشرب الشاى فى كشك جنب برج المراقبة".

يشرح طبيعة مهنته التى تجعله يقطع مسافة تتجاوز العشرة كيلومترات يوميا وهو يحمل فوق ظهره المعدات الثقيلة "أنا اللى بكتشف عيوب الخط وبراقب المسامير والفلنكات اللى مش مربوطة كويس وأربطها، وفى الشغلانة دى حياتنا دايما على كف عفريت لأن الوقوف على قضبان القطار بيعرضنا للخطر".

رغم طول الساعات التى يقضيها أنور فى عمله إلا أنها لا تؤمن له احتياجات أسرته اليومية والمكونة من خمسة أطفال كلهم فى مراحل التعليم المختلفة، "بقبض 800 جنيه أساسى و300 جنيه حوافز، والواحد خايف يموت من غير ما يطمن على العيال".

ويلتقط زميله محمد حسين "عامل التحويلة" أو "المحولجى" الجالس فى زاوية لا يتجاوز مساحتها عدة أمتار متحدثا عن متاعب عمله الذى يجبره على البقاء 16 ساعة متواصلة، متنقلاً بين غرفة لوحة الإشارات على السكة وغرفة "الباور" المختصة بتشغيل لوحة الكهرباء فى سبيل حفظ أرواح الركاب "أهم حاجة فى شغلانتى إنى أضمن سلامة الناس وحياتهم".

مشيرا إلى الحوادث المتكررة سلطت الضوء على مهنته بسبب دورها فى عملية فتح المزلقان وغلقه: "أنا بمهد الطريق من بدايته لنهايته، علشان القطر يمر بعد ما أخد الإشارات من البرج وبعدها يبتدى السواق يتحرك".

أصعب المواقف فى حياة "حسين" حين توفى زميله أمام عينيه ودهسه القطار أثناء أداء عمله "مشفتش النوم بعنيا بعد اليوم ده، أنا شلت زميلى وهو ميت ومن وقتها وأنا خايف أتجوز علشان ما جبش عيال يتعبوا بعدى".

أما على عفيفى، مهندس صيانة التكييفات بالقطارات صاحب الـ38 عام، فيقول "أنا بقعد هنا أكتر من البيت والحمد لله عيالى كلهم فى المدارس ومستورة معايا" ويكمل حديثه "بشتغل من الصبح لغاية بعد العصر فى ملاحظة أداء التكييفات فى عربيات الباور وعربيات النوم والعربيات الأسبانى والفرنساوى".

لم يكن الحال مختلفا كثيرا بالنسبة لمسئول صيانة الجرارات "عمرو المصرى": "بعد كل رحلتين أو تلاتة للقطر بعمل بصيانة ما هو لو القطر عطل يبقى أنا السبب دى أرواح ناس قبل ما تكون لقمة عيش".



















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة