وأوضح جلال أمين، خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بدار الشروق بالزمالك لتوقيع كتابه الجديد "محنة الدنيا والدين"، أن ما حدث من الإخوان كان أكبر دليل على النفاق، وادعاء التدين، قائلا "الدين ليس الحياة كلها بل هو جزء منها"، مشيرا إلى أن الإنسان ما هو إلا جسد وعاطفة وعقل، ولهذا الإنسان الذى له تلك التكوينات احتياجات كثيرة "الدين" غير قادر على أن يلبيها جميعا، مدللا بما قاله والده المفكر الراحل أحمد أمين، فى مقدمة كتابه "هارون الرشيد": " طلبت منى دار الهلال أن أكتب كتابا عن هارون الرشيد ففرحت لأننى أحب هذا الرجل فهو يشبهنى فى نظرتى للدنيا فقد كان يسافر للحج مشيا زيادة فى الخشوع إلى الله والتقرب إليه، كما كان أيضا يحب الموسيقى وليالى الغناء" موضحا أن ذلك يدل على صدق "هارون الرشيد مع ذاته، فهو لا يخشى أن ينتقده أحد فى أى أمر يفعله لأنه يفعله بدون رياء.
وأضاف "أمين"، معلقا على تجربة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى فى السياسة وفى حكم مصر، إن الإسلامى الحقيقى أول ما يفكر فيه عندما يصل إلى الحكم هو كيف يجد حلا لمشكلة المجتمع الاستهلاكى؟ لأن هذا هو من مبادئ الإسلام، بينما الإخوان كانوا بما اتضح من أسلوب حكمهم وأفعالهم يزيدون من حدة هذه المشكلة.
وعن الديمقراطية وتطبيقها فى مصر قال "أمين"؛ إن الديمقراطية أكذوبة ولكن بدرجات متفاوتة، والوصول إلى الديمقراطية الصادقة شبه محال، كما أن الحديث عن الديمقراطية قبل إلغاء استخدام الفكر الطائفى فى الدعاية للانتخابات السياسية هزار لأنها لن تكون موجودة، لأن هذا النوع من الدعاية يصنع "غسيل مخ" للمواطن العادى، ولكى نصل إلى برلمان صالح لابد من إلغاء استخدام الدين والأفكار الطائفية فى الدعية الانتخابية القادمة.
ومن جانبه، أشار الناقد أسامة عرابى إلى أن الدكتور جلال أمين، يشدد فى كتابه "محنة الدنيا والدين، على أن النظرة للدين باعتباره المورد الوحيد لكل منابع الحياة نظرة ضيقة وغبية، لأن الأديان جميعا تؤكد غير ذلك وتشير إلى أن هناك احتياجات ورغبات متروكة لاجتهاد الإنسان لإشباعها والتغلب عليها.
ويضيف "عرابى" إن "أمين" يعترف داخل كتابه بأن ثورة 25 يناير ساعدت بشكل مباشر فى تعرية مساوئ المجتمع المصرى، وكشفت ما به من ازدواجية، فبقيام ثورة يناير، وجد فرصة لفتح هذا الملف وإلقاء الضوء على هذه المشاكل لأنها باتت واضحة وأكثر تعمقا.






















