وقال مسعود أمر الله آل على المدير الفنى لـ"مهرجان دبى السينمائى الدولى": "إن هذه القائمة الأولى من الأفلام المشاركة فى مسابقة المهر العربى للأفلام الروائية الطويلة، تضع المتابع والمهتم بالسينما العربية أمام بانوراما حقيقية لأهم إنتاجات هذه السينما، بما يتيح التعرّف على تيارات واتجاهات ورؤى جديدة، هى من الغنى بحيث تعمل على اكتشاف أجيال من السينمائيين العرب الجدّد، ومواصلة هذا الاكتشاف مع أسماء سينمائية كبيرة، هناك ترقب وفضول كبيران للتعرّف على جديدها".
وأضاف: "تعكس الأفلام الروائية الطويلة التى تمّ اختيارها، هذا العام، للتنافس على جوائز "المهر العربى" طيفاً واسعاً من القضايا التى تهمّ المواطن العربى، فى اللحظة الراهنة، وبالتالى فإنها أفلام تقاربها إبداعياً، وترصد الثابت والمتحول فى الحياة العربية".
من جهته، قال عرفان رشيد، مدير البرامج العربية فى مهرجان دبى السينمائى الدولى: "إن أبطال البرنامج العربى فى الدورة العاشرة للمهرجان، هم المواطنون العرب، وما طرأ على أحوالهم من متغيرات متلاحقة فى بلدانهم، فهم ليسوا فقط وقود ذلك التغيير، وإنما المحرك الرئيسى للأحداث، فقد دخلوا فى مواجهة حاسمة مع الماضى حتى يتمكنوا من صياغة شكل مستقبلهم. إن الأفلام العربية لهذا العام، سواء كانت لمخرجين صاعدين أو مخضرمين، تطرح العديد من الأسئلة التى تحتاج إلى إجابات واضحة وسريعة، لتتكشف الحقيقة وليس سواها."
تتنوّع الأفلام التى يعرضها برنامج "المهر العربى" بين قضايا الترابط العائلى، الذى يُعتبر عنصراً اجتماعياً مؤثراً فى الثقافة العربية، ورصداً عميقاً للاضطرابات السياسية التى تشهدها المنطقة، إضافة إلى مشاكل اجتماعية مزمنة من واقع المجتمع العربى.
يحضر المخرج السورى محمد ملص، من خلال فيلمه الجديد "سلّم إلى دمشق"، الذى جرى تصويره أثناء الصراع الدائر على الأراضى السورية. يستخدم الفيلم طريقة التقمّص المثيرة للجدل، لاستكشاف العلاقة بين الماضى والحاضر فى سوريا، وذلك من خلال "غالية"، تلك الفتاة التى تعيش فى جسد "زينة"، التى غرقت يوم مولدها. تأتى غالية إلى دمشق لدراسة التمثيل، وتجد مأوىً لها فى سكن جماعى يقطنه شباب سوريين جاءوا من مختلف المناطق السورية، فيزدهر الحبّ، لكن ما يجرى خارج البيت ينتهك عزلتهم تدريجياً.
وتعود المخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس، بفيلم "مى فى الصيف"، الذى يتطرّق لحياة الأمريكى من أصول عربية، عندما يعود إلى موطنه الأصلى. تتمركز أحداث الفيلم حول "مى" التى تعود إلى منزل العائلة فى أحد ضواحى العاصمة الأردنية عمّان، لإتمام مراسم زواجها، لكن بعد عودتها وانضمامها إلى أختها، ووالديها المنفصلين منذ زمن، تبدأ "مى"- بعد كل ما شهدته من تضارب ثقافى وعائلى- فى طرح سؤالها المفصلى عن الخطوة الكبيرة التى ستُقدم عليها.
من المغرب، يشارك المخرج جيلالى فرحاتى بفيلم "سرير الأسرار"، الذى تدور أحداثه حول شابة تعود إلى الماضى، عندما تتعرّف على جثة المرأة التى كانت أمها. عاشت الفتاة فى "المنزل الكبير" مع أمها زاهية، وكان المنزل مدرسة داخلية، وتحوّل إلى بيت دعارة أدارته زاهية بيد من حديد، كما كانت تدير الحى كله. عُرفت الفتاة الصغيرة بابنة زاهية "الساقطة". تكتشف المرأة هويتها الحقيقية من الجيران، وذلك فى اليوم نفسه الذى تختار أمها أن تخبرها كل شىء.
أما المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى؛ فيعود مجدداً بفيلم "فلسطين ستيريو" الذى يقدّم من خلاله قصة الأخوين "سامى" و"ميلاد"، اللذين تحيط بهما الكوميديا السوداء، بعد أن دمّرت إحدى غارات المقاتلات الإسرائيلية منزلهما، فيقرران الهجرة من الضفة الغربية إلى كندا، إلا أن عليهما جمع ما يكفى من مال لتحقيق هذا الهدف، فيقومان بتأجير مكبرات صوت مستعينين بسيارة إسعاف مقصوفة، يتنقلان بها بين الأعراس والانتخابات والمناسبات السياسية.
ومن الجزائر يشارك المخرج عمور حكار بفيلمه الروائى الثانى "الدليل"، الذى يقدّم معاينة خاصة لما يحفل به المجتمع من عقد اجتماعية على اتصال بذكوريته، إذ يمضى بتعقّب سائق التاكسى "على"، المستعد لأن يخسر كل شىء مقابل ألا تُمسّ رجولته، وينكشف أمر عقمه، وإن أدّى ذلك إلى أن تعتقله الشرطة، أو أن تطّلقه زوجته.
تواصل المخرجة ليلى مراكشى نجاحاتها، بعد فيلم "ماروك"، وتعود هذا العام بفيلمها الروائى الثانى "روك القصبة"، بطولة كوكبة من نجوم السينما العربية، يأتى فى مقدمتهم النجم العالمى عمر الشريف، والمغربيتان مرجانة علوى ولبنى الزبال، واللبنانية نادين لبكى، والفلسطينية هيام عباس. تدور أحداث الفيلم على مدى ثلاثة أيام، فى مدنية طنجة المغربية، خلال التحضيرات لدفن الأب "مولاى حسن"، الذى يلعب دوره عمر الشريف. وبينما تكون بناته مشغولات بترتيبات العزاء والتعايش مع مصابهنّ الأليم، تبدأ أسرار عائلية فى البروز على السطح.
أما فيلم "وينن" فقد اجتمع على إخراجه سبعة مخرجين لبنانيين هم طارق قرقماز، وزينة مكى، وجاد بيروتى، وكريستال اغنيادس، وسليم الهبر، وماريا عبدالكريم، وناجى بشارة. يتناول الفيلم قضية المخطوفين أثناء الحرب الأهلية اللبنانية عبر قصص ست نساء، وانتظارهن للمخطوفين، واعتصامهن لتسليط الضوء على قضيتهن. الفيلم حافل بنجوم السينما اللبنانية: كارمن لبّس، جوليان فرحات، تقلا شمعون، كارول عبود، إيلى مترى، ندى أبو فرحات.
ويشارك المخرج المغربى هشام العسرى، بفيلمه الروائى الثانى "هم الكلاب"، الذى يروى مصير شخصية اسمه "مجهول"، اعتقل عام 1981 إبان ما عُرف بـ"انتفاضة الخبز"، التى كانت تطالب بالتغيير والإصلاح فى المملكة المغربية، ولم يُطلق سراحه إلا عام 2011، ليواجه واقعاً جديداً، تغيّر فيه الكثير اجتماعياً وتقنياً، وبالتأكيد فإن عليه أن يعيد اتصاله بالعالم من جديد. سيعثر طاقم تصوير تليفزيونى على "مجهول"، ويرافقونه فى رحلة بحثه عن عائلته وسعيه لإعادة بناء حياته من جديد، الحياة التى انتزع منها وقد صار يفصله عنها أكثر من ثلاثين سنة، طارحاً الأسئلة الجوهرية عن مكان المواطن العربى فى العالم الحديث.
ويقدّم المخرج اللبنانى محمود حجيج فى فيلمه "طالع نازل" قصة سبعة أشخاص يقومون بزيارة طبيبهم النّفسانى، فى محاولة لتقييم أحداث السّنة الفائتة. داخل المصعد، كما فى عيادة الطبيب النّفسانى، يواجهون مشاكلهم، محاولين تحديد أولويّاتهم. من المرضى إلى سكّان المبنى، قصص مختلفة ترويها أرواح وحيدة فتتشابك لكى تظهر وتنجلى كل منها أخيرًا. جميعهم يكافحون ليعثروا على ما يشبه الاستقرار فى بلد غير مستقرّ.
يذكر أن الدورة العاشرة لـ"مهرجان دبى السينمائى الدولى" 6-14 ديسمبر ستعلن نتائج المسابقات خلال الحفل الختامى للمهرجان.




