مقطع غنائى تعكس كلماته رغبة رجل فى إذلال حبيبته بماضيها، والذى استمر طوال مدة الأغنية بسرد تفاصيله مع لحن شعبى وفيديو كليب أظهر نظرات الاحتقار لها، وآخر لمجموعة من الشباب الذين اجتمعوا على السخرية من "الستات" بعبارات لا تخلو من تلميحات مهينة، هو ما وصلت إليه الأغنية المصرية التى اتخذت لوناً جديداً فى تناول المرأة كمقهورة أحياناً أو "مكسورة العين"، ولا قيمة لها سوى بوجود الرجل أحياناً أخرى.
يظهر ذلك فى الأغانى الجديدة التى لم تقتصر على المهرجانات الشعبية التى يمكن التعامل معها باعتبارها تعكس ثقافة وسط شعبى مازال مؤمناً بالتقليل من قيمة المرأة، ولكنها تجاوزت النطاق الشعبى حتى وصلت لأغانى "السوبر ستار" التى تناولت المرأة بصورة بعيدة عن الواقع الذى خاضت المرأة المصرية حروباً لا حصر لها لتغييره بداية من المطالبة بحقها فى التعليم، والخروج للعمل، وحتى المطالبة بحقوقها فى الدستور والحياة السياسية، حتى انتهى بها الحال "خاضعة" لإرادة الرجل وتحكماته فى "كلام الأغانى".
"يابت يا خايبة أعصابك سايبة" فى إحدى المهرجانات، و"انتى شمال ولا ليكى لزوم" فى مهرجان آخر من المهرجانات التى تناولت المرأة بصورة عكست تعامل المجتمع مع المرأة بشكل عام، كان آخرها أغنية تحمل اسم "كاسر عينيكى"، والتى لا يكف طوالها فتحى حمدى أحدث مطربى الفيديو كليب عن إذلال حبيبته بماضيها قائلاً "خدت كل اللى انا عايزه وسيبت اللى انا مش عايزه وحاجات ما اقدرش أحكيها".
لم يقتصر الأمر على الأغانى والمهرجانات الشعبية التى تحولت إلى مجال خصب لتناول المرأة بشتى الصور، ولكنه وصل إلى أغانى السوبر ستار التى ظهرت مؤخراً، وهو ما يعلق عليه المنتج الغنائى وأحد أشهر صناع الأغنية محسن جابر، بعبارة "الفوضى الغنائية التى تعكس فوضى المجتمع".
وعن "الفوضى الغنائية" على حد تعبيره قال "جابر": انخفاض مستوى الأغانى، وخاصة الأغانى الشعبية، انعكاس لما يعيشه المجتمع من فوضى، وذلك لأن الأغانى تعكس الواقع، وهو ما يدل على ما وصل إليه الواقع من انحطاط، وهى فى الحقيقية المصطلحات والكلمات التى يتناولها المجتمع فى سياق حياته بشكل يومى نتيجة للأحداث الساخنة التى تركت وراءها مجتمعاً عشوائياً فجاً.
أما عن "إهانة المرأة" فى الأغانى، وتحديداً فى أغانى السوبر ستار، يقول "جابر": "الأغنية عموماً فكرة تتأثر بثقافة معينة، وهكذا جاءت أغنية "سى السيد" مثلا لتامر حسنى التى تعبر عن ثقافة الرجل الشرقى كثقافة موجودة بقوة فى العلاقات المصرية، والتى تفضل بقاء المرأة فى المنزل وليس مقصودا منها إهانة المرأة.
رأى آخر هو ما عكسته الدكتورة عزة كامل، الناشطة النسوية التى انتقضت ما وصل إليه، حال الأغنية المصرية فى تناولها للمرأة، وقالت "كامل": "مثل هذه الأغانى التى تحولت إلى خط غنائى واضح تعبر عن تهميش المجتمع للمرأة والتقليل منها، كما أن تناول المرأة بهذه الطريقة يعيدنا إلى الوراء فى الوقت الذى تحاول فيه المرأة المصرية الحصول على حقوقها فى المجتمع والعمل والحياة السياسية".
كما أرجعت "كامل" هذا الشكل من الغناء إلى ما وصفته بالإحباط السياسى الذى يصب على المرأة مثلما اعتاد الرجل الشرقى فى وقت إحباطه أن يعكس غضبه وفشله على المرأة، وهو الدور الذى يقوم به المجتمع بالكامل من خلال الفن الذى ترى أنه يعانى من أزمة بشكل عام.
"كاسر عينيكى" و"انتى شمال".. حين تكون الأغنية وسيلة إهانة المرأة
الأربعاء، 13 نوفمبر 2013 12:14 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed El-mahy
أحب بقي أقول للناس