تقلبات الشرق الأوسط تدفع بمصر و روسيا للتقارب من جديد.. الروس يستغلون تخبط واشنطن إزاء مصر.. والقاهرة تثبت لأمريكا أن قرارها أصبح بيدها بعد 30 يونيو

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013 01:04 م
تقلبات الشرق الأوسط تدفع بمصر و روسيا للتقارب من جديد.. الروس يستغلون تخبط واشنطن إزاء مصر.. والقاهرة تثبت لأمريكا أن قرارها أصبح بيدها بعد 30 يونيو وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن الإعلان عن زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين لمصر خلال الأيام المقبلة، مجرد إشارة إلى زيارة رسمية لمسئولين من موسكو للقاهرة، فالإعلان فى حد ذاته ومع ما سبق من أحداث وتقارير تحدثت عن صفقات عسكرية وزيارة مرتقبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر يحمل الكثير من الدلالات.

فيبدو أن بوتين، الضابط السابق بالمخابرات الروسية، يستغل جيدًا تطورات الأحداث لصالحه، يحاول أن يستفيد من التوتر بين مصر والولايات المتحدة على خلفية قرار الأخيرة تعليق جزء من مساعدتها للقاهرة، ليجد من جديد موطئ قدم لبلاده فى قلب العالم العربى، والقاهرة بدورها تحاول أن تؤكد لواشنطن والعالم، أن ماضى الاستسلام للغرب قد ولَّى، وأن مصر بعد ثورة 30 يونيو صاحبة قرارها، ولا تخضع لأى ضغوط بشكل أو بآخر.

أنباء التقارب المصرى الروسى بدأت فى الأسبوعين الماضيين مع تسريبات صحفية تشير إلى أن بوتين سيزور القاهرة قريبا. فذكرت صحيفة صنداى تايمز البريطانية، أن بوتين يخطط لزيارة محتملة لمصر ليستفيد من العلاقات المتوترة بين واشنطن والقاهرة وربما ليضمن وصول بلاده إلى الموانئ المصرية على البحر المتوسط، على حد قول الصحيفة.

وأضافت تايمز، أن بوتين يسعى لاستئناف العلاقات العسكرية مع مصر فى ضوء الفراغ الناجم عن قرار واشنطن تعليق المعونة والتدريبات العسكرية مع مصر، إلى جانب أن روسيا تخشى من احتمال أن يتعرض ميناء طرطوس السورى الذى يمثل مركز وصولها حاليا على البحر المتوسط للخطر فى جال سقوط نظام بشار الأسد.

بعدها كشف موقع ديبكا الإسرائيلى، القريب من أوساط المخابرات فى تل أبيب أن رئيس المخابرات الروسى الجنرال فاتشيسلوف كوندرشوف، زار القاهرة سعيا لاستعادة الحوار الاستراتيجى بين موسكو والقاهرة بعد قطيعة دامت أربعة عقود، وناقش الاحتياجات العسكرية لمصر فى حالة اتخاذ واشنطن موقف أشد صرامة إزائها.

واستمر توارد التسريبات الصحيفة و كان الرد عليها بإعلان زيارة كل من وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين سيرجى لافروف وسيرجى شويجو لمصر ولقائمهم فى اجتماع "2+2" مع وزيرى الخارجية والدفاع نبيل فهمى والفريق أول عبد الفتاح السيسى فى الثالث عشر من نوفمبر الجارى.

ما يثير الفضول والتكهنات هو جدل الزيارة، حسبما أعلنته الخارجية الروسية.. حيث ستستمر ثلاثة أيام، وهى فترة ليست بقصيرة، كما أن الوفد الروسى سيضم على وجه التحديد النائب الأول لمدير الدائرة الاتحادية الروسية للتعاون العسكرى التقنى "أندرو بويتسوف" وممثلى شركة الأسلحة الروسية "روسوبورن إكسبورت"، لكن ظل البيان متحفظا بشأن الإشارة إلى اتفاقيات محتملة أو تعاون فى المجال العسكرى، واكتفى بالحديث الدبلوماسى عن أن هدف الزيارة هو تعزيز التعاون الروسى المصرى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية التقنية وغيرها.

ولن يمر وقت طويل قبل أن تتجلى الحقائق، وتتضح الأمور لنعرف نتيجة كل هذا الزخم، ويبقى من المؤكد أن مصر وروسيا على وشك أن يبدآ صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات بينهما فى ظل مرحلة اختلطت فيها جميع الأوراق، وانقلبت فيها المصالح بشكل لم يتوقعه أحد.

ويظل هناك سؤالا متعلقا بالموقف الأمريكى من هذا التقارب، أو بالأحرى إعادة التقارب بين مصر وروسيا، فالرئيس باراك أوباما يواجه عاصفة إقليمية لا يستطيع أن يتكيف معها على ما يبدو، وأغضب حلفاء أمريكا فى المنطقة، واحدة تلو الأخرى، سواء بسبب سياسته إزاء مصر أو سوريا أو إيران.. فهل يترك أوباما مصر تذهب مهددًا مصالح بلاده فى قناة السويس وغيرها..

لم تكن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لمصر الأسبوع الماضى بعيدة عن هذه الأجواء، والرسالة التى حملها كيرى كانت إيجابية تحوى إشارات مهادنة مع الحكومة الحالية فى مصر.. حاول أن يقلل من أهمية قرار تعليق جزء المساعدات العسكرية عن مصر بالقول إن هذا التعليق لن يكون دائما، وبالإشادة بطريق مصر نحو الديمقراطية.. لكن ربما لم يرض هذا القيادة المصرية، وأرادت أن تؤكد للأمريكيين أن زمن الإذعان للبيت الأبيض قد انتهى، بعدما أصبح الشعب قادر على فرض إرادته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة