ثلاثة رؤساء، وثورتان، وآلاف الاحتجاجات السلمية والمسلحة.. هذا جزء من ما تمر به مصر منذ 25 يناير 2011.. كل شىء تغير على أرض المحروسة وبقى السؤال.. بماذا يهتم المصريون الآن؟. ما هى المواضيع والأشخاص الذين يبحثون عنهم، وعن أخبارهم كل يوم؟. وفقا لنشرة مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الصادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مارس من هذا العام، بلغ عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر 33.3 مليون مستخدم، تقع معظم عمليات بحثهم على موقع جوجل الذى يعد الموقع الأكبر فى العالم وفقا لتحاليل خدمة "أليكسا"، وهنا قررنا نحن البحث خلف بحث المصريين، بتتبع الكلمات الأولى التى تظهر فى مربع بحث جوجل مع إدخال كل حرف من حروف اللغة العربية، وتحديد نتائجه فى محاولة مجردة لمعرفة، بماذا نهتم؟، وعن ماذا نبحث؟.
خلال بحثنا عن بحث المصريين، قمنا باستبعاد المواقع الكبيرة على اعتبار أنها لن تعطى مؤشرا عن اهتمام بشىء معين مثل مواقع الأخبار والشبكات الاجتماعية وغيرها، وركزنا البحث خلف الأشخاص والكلمات، وحتى الأشياء والأماكن، واستخدمنا متصفح كروم، يتم استخدامه للمرة الأولى، ثم متصفح إكسبلورار، يتم استخدامه أيضا للمرة الأولى، حتى لا تتأثر نتائج البحث بأبحاثنا السابقة على المتصفحات القديمة، كما تواصلنا مع شركة جوجل لمعرفة كيف تظهر كلمات البحث الأولى بمجرد كتابة حرف واحد فى مربع البحث.
المفارقة الأكبر أن بحث المصريين بدا بعيدا بشكل ملحوظ عن السياسة التى تعج بها الحياة المصرية الآن، نبدأ بحرف الألف، والذى جاءت نتائج بحثه الأولى عن "ألعاب" والثانى أكثر تحديدا عن "ألعاب بنات".
مقدم البرامج الساخر "باسم يوسف"،و "برنامج رامز عنخ آمون" كانا بطلى حرف الباء، أما حرف الـ"ت" فبدا المصريون مهتمين بالبحث عن "ترجمة"، و"تنسيق" فى إشارة إلى تنسيق الثانوية العامة، ومن بعدهم "تفسير الأحلام" ثم "تحميل الألعاب" و"تسلم الأيادى".
حرف الثورة الـ"ث" كان له حضور، ولكن يبدو أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بحثوا كثيرا خلال الأسابيع الأخيرة عن كلمة "ثورة ديه ولا انقلاب" حيث تأتى الآن كنتيجة بحث أولى للحرف، ومن بعدها الكاتب "ثروت الخرباوى"، و"ثيمات" وهى أشكال لنظام عمل الكمبيوتر أو الهاتف.
حرف الـ"ج" سيطرت على معظمه الـ"جرائد" من بعد "جوجل" ولكن "جامعة القاهرة" كان لها الحضور الوحيد فى نتائج البحث الأولى عن الحرف، أما حرف الـ"ح" فجاء "حظك اليوم" فى مقدمة الاهتمام، وبعده "حروف مزخرفة"، ومن بعدهم مسلسل "حكاية حياة" وفى المركز الربع "حسن البنا".
حرف الـ"خ" جاءت نتيجته الأولى للبحث عن "خلفيات"، و"خريطة مصر"، ثم "خيرت الشاطر".
حرف الـ"د" جاء بإشارة إيجابية ففى النتيجة الأولى بحث المصريون عن "دعم مصر"، قبل أن يعودوا للبحث عن بعض الترفيه فى "دردشة"، ثم الاتجاه إلى الله بثلاث نتائج بحث هى "دعاء الاستخارة"، و"دعاء السفر"، و"دعاء فك الكرب" على الترتيب.
فى حرف الـ"ذ" جاء فى البداية مسلسل "ذات"، وبعده تعبير "ذات مومنت" التعبير الأمريكى الذى شاع استخدامه على الشبكات الاجتماعية باللغة العربية للتعبير عن لحظة هامة، ثم عودة للزمن الجميل وبقاء أغنية الأطفال "ذهب الليل" كنتيجة ثالثة فى البحث.
حرف الـ"ر" جاء فيه على الترتيب "رامز عنخ آمون" و"رقص"، و"رسائل"، أما حرف الـ"ز" فجاءت لعبة "زوما" وبعدها "زخرفة الأسماء"، حرف الـ"س" جاء اقتصادى على الترتيب "سعر الذهب"، و"سعر الدولار"، ثم أغنية النجم عمرو دياب "سبت فراغ كبير".
حرف الـ"ش" احتل صدارته بأكثر من شكل الـ"شات" فى مرة "شات" وأخرى "شات الحب" وثالثة "شات مصري"، أما حرف الـ"ص" فجاء به "صفوت حجازة"، و"صلاة الاستخارة"، وبرنامج "صبايا".
حرف الـ"ض" كان قادرا على جمع كل متناقضات ما نعيشه فى مصر، نتيجته الأولى وأكثر ما يبحث المصريون عنه هو الـ"ضحك"، ثم على التوالى "ضد الانقلاب"، و"ضد الإخوان"، وأخيرا "ضرس العقل".
الـ"ط" رغم أنه كان من الممكن أن يصبح حرف الطعام، إلى أن المصريين بحثوا أكثر عن طريقة إعداد الطعام، فجاءت النتيجة الأولى "طريقة عمل الكريب"، ثم "طريقة عمل الكيك"، ثم "طريقة عمل البيتزا"، و"طريقة عمل الكنافة".
حرف الـ"ظ" احتل الفنانون أركانه، وجاءت النتيجة الأولى الممثل التونسى "ظافر العابدين"، وبعدهم فيلم "ظاظا"، وفيلم "ظرف طارق"، وفى عرف الـ"ع" كانت "عروض النت" فى المقدمة" وبعدها "عمل إيميل"، و"عمرو دياب".
"غ" نتيجتها الأولى "غلاسة"، ثم "غرف نوم"، و"غرف أطفال"، والـ"ف"، "فيلم قلب الأسد"، و"فوتوشوب"، و"فيديو"، أما الـ"ق" فمازال نفس الفيلم يسيطر ولكن بعد إزالة كلمة فيلم ليصبح البحث عن "قلب الأسد"، وبعدها "قرآن، و"قصص"، و"قصص حب".
فى حرف الكاف، تأتى النتيجة الأولى لـ"كارتون"، و"كورة"، و"كلام فى الحب"، و"ل"، "لحن"، و"لعبة"، و"م" أتى على الترتيب "محمد حسان"، و"محمد منير"، قبل "محمد مرسى"، وأخيرا أغنية "مش هروح".
حرف النون احتل صدارته الـ"نكت"، و"نتيجة الثانوية العامة"، وبعده حرف الـ"ه"، "هشام الجخ"، و"هيفاء وهبى"، ثم حرف الـ"و"، "وزارة التربية والتعليم"، و"وزارة التعليم العالى"، و"وظائف خالية، وأخيرا حرف الـ"ى"، "يسرا" و"يسرى فوده".
مسئولو شركة جوجل، شرحوا فكرة "الإكمال التلقائى" فى تصريحات خاصة لليوم السابع حيث أكدوا أن خاصية الإكمال التلقائى تقوم بتوقع وعرض طلبات البحث للاختيار منها.
وتمثل طلبات البحث التى يتم عرضها، انعكاسا لطلبات البحث المتكررة لمستخدمى الإنترنت بوجه عام، هذا بالإضافة إلى إظهار مقترحات تتعلق بالعمليات البحثية المشابهة التى قام المستخدم بها من قبل، وجميع التوقعات التى تظهر فى القائمة تم إدخالها من قبل أحد مستخدمى Google من قبل.
وأضافوا أنه فى بعض عمليات البحث يقوم محرك البحث Google بإظهار التوقعات بناء على الكلمات الأخيرة من العملية البحثية، حيث يتم عرض قائمة مصغرة، تحتوى على توقعات تعتمد على الكلمة الأخيرة من العملية البحثية، وعلى الرغم من أن جميع التوقعات هى عبارة عن طلبات بحث تمت من مستخدمى محرك البحث، فإن التركيبة البحثية ككل يمكن أن تكون الأولى من نوعها.
عايز تعرف المصريين بيفكروا فى إيه؟! إللى "يجوجل" ما يتوهشى
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 12:16 ص