أصبح اغتيال شخصيات عامة، ومسئولين أمنيين، أمرا مألوفا فى ليبيا، حيث كانت البداية تعدى بعض العناصر المتطرفة على سفير الولايات المتحدة فى ليبيا، وسحله واغتياله، ليعلن بشكل صريح عن بداية ظهور التطرف السياسى فى ليبيا باسم المغلفة بالدفاع عن الدين، حيث كان اعتداء عليه ردا _من وجه نظر المعتدين _ على الفيلم المسيء للرسول محمد، لتتوالى حوادث العنف الطائفى فى ليبيا، سواء بالاعتداء على رموز الدولة أو خروج بلد الربيع العربى عن حيز الاستقرار.
منذ وقت قريب اختطف رئيس الحكومة الليبية على زيدان لعدة ساعات فى طرابلس، من جماعات مسلحة مجهولة الهوية، ليطلق سراحه بعدها بعدة ساعات، وقتها خرج زيدان متهما مجموعة سياسية من المؤتمر الوطنى تهدف للإطاحة بالحكومة، وإجباره على الاستقالة، والذى جاء عقب خمسة أيام من عملية اعتقال قوة أمريكية لنزيه الرقيعى المعروف باسم "أبو أنس الليبى"، القيادى المفترض فى تنظيم القاعدة، والذى أكدت الولايات المتحدة أنها اعتقلته فى طرابلس منذ عدة أيام ونقلته خارج ليبيا، وقتها أكد حسن أبو هنية، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، فى مداخلة مع قناة العربية من عمان، أن حادث اليوم، هو رد الجماعات المسلحة على عملية اعتقال، أبو أنس الليبى، مما يشير إلى النفوذ الكبير الذى وصلت له الجماعات المسلحة، وتنظيم القاعدة داخل ليبيا.
لم تتوقف حوادث التعدى على رموز الدولة الليبية، حيث اغتيل نائب النائب العام لمنطقة الجبل الأخضر محمد خليفة النعاس، فى مدينة درنة بانفجار عبوة ناسفة ألصقت أسفل سيارته، وقالت مديرة مكتب الإعلام فى مستشفى الجلاء فادية البرغثى إن «المستشفى استقبل ثلاث جثث لأفراد من الجيش والأمن ليل الجمعة وفجر السبت».
وتوجه أصابع الاتهام دوما إلى أفراد ميليشيات محلية التى تحاول الحكومة الليبية السيطرة عليها ولو أنها تعتمد على عناصرها من أجل فرض النظام، وذلك بهدف إسقاط الحكومة الليبية التى لا تعتبرها تمثل الثورة الليبية _على حد تصريحاتهم الإعلامية.
كما أصبحت تعانى العاصمة الليبية من حوادث الاشتباكات المسلحة، التى يسقط ضحيتها مئات المدنيين، حيث من أيام اندلعت مؤخرا اشتباكات بين ميليشيات متنافسة فى منطقة سوق الجمعة شرقى العاصمة، حسبما نقلت الوكالة عن مصدر ميليشياوى قريب من الحكومة الليبية، وتعتبر منطقة سوق الجمعة مركزا لمعارضة نظام العقيد القذافى.
وفى حادث منفصل، تظاهر العشرات فى مدينة بنغازى شرقى ليبيا، مساء الاثنين للاحتجاج على موجة اغتيالات شهدتها المدينة والتدهور العام فى الحالة الأمنية فيها، وأشعل المتظاهرون النار فى الإطارات فى عدة أماكن فى المدينة وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء على زيدان وبحل البرلمان، فيما أفادت وكالات الأنباء عن قيام إحدى الحركات المطالبة بالحكم الذاتى للقسم الشرقى من ليبيا، الأحد الماضى، بالإعلان عن تشكيل "حكومة ظل" فى الشرق، وهى خطوة من المؤكد أن تؤدى إلى تدهور العلاقات مع الحكومة المركزية التى رفضت الإعلان حال صدوره.
وحسب موقع "البى بى سى"، أوضح مسئول أمنى فى درنة أن مدعيا عاما يسمى محمد خليفة النعاس قتل عندما انفجرت عبوة تحت السيارة التى كان يستقلها، وقال مسئول أمنى آخر إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على دورية أمنية فى منطقة تجارية ببنغازى، ما أدى إلى مقتل شرطيين، كما تظاهر مئات من الليبيين فى العاصمة طرابلس وغيرها من المدن احتجاجا على قرار تمديد العمل بالمؤتمر الوطنى العام الذى يدير شئون البلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافى.
ليبيا واشتعال فتيل الاقتتال الداخلى.. تحول ثالث بلاد الربيع العربى إلى بؤرة إرهاب واغتيالات المدنيين واستهداف رءوس الدولة.. ومقتل مدع عام بـ"درنة" فى انفجار سيارته.. وتشكيل "حكومة ظل" ببنغازى
الأحد، 10 نوفمبر 2013 04:43 م