أعربت المديرة العامة لمنظمة التربية والعلوم والثقافة عن أسفها حيال القرار بفقدان الولايات المتحدة حقها فى التصويت باليونسكو، رغم أنها كانت أهم الدول التى شاركت فى صياغة طموحات المنظمة منذ عام 1945.
وبعثت بوكوفا برسالة إلى العالم باللغة الإنجليزية أكدت فيها على أن اليونسكو آسفة على خسارة الولايات المتحدة حقها فى التصويت، مشيرة إلى أن عمل اليونسكو للتخفيف من حدة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة، وتقاسم هذا العمل مع الشعب الأمريكى.
وأشارت بوكوفا فى رسالتها أيضا إلى أن اليونسكو عملت على تعزيز محو الأمية وجودة التعليم باعتباره السبيل إلى محاربة الجهل والتعصب بمساعدة الشعب الأمريكى، كما عملت اليونسكو أيضا على صون التراث الثقافى، ومواجهة التطرف والعنصرية والتمييز وتمكين الفتيات من العمل بمشاركة أمريكا.
وأكدت أنه على الرغم من حجب أمريكا تمويلها لليونسكو منذ عام 2011 إلا أن الشراكة مازالت مستمرة بين اليونسكو وأمريكا، ولكن اليونسكو الآن فى حاجة لدعم كثير من الدول التى تمر بمراحل انتقالية، وتحتاج إلى صون تراثها الثقافى.
ولفتت بوكوفا إلى أن اليونسكو تعاونت مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى شراكة لتعليم الفتيات والمرأة فى عام 2011، وبالتعاون مع مبعوثة التعليم صمويل بيصار فى المعهد الدولى الجديد للسلام، الذ تم إنشاؤه فى جامعة روتجرز مشاركة مع سفير النوايا الحسنة فورست ويتيكر.
كما وفرت أمريكا لليونسكو كرسى فى المجتمع الأكاديمى الأمريكية وكرسى اليونسكو لتوفير منح تعليمية ومعرفة القراءة والكتابة والتعلم فى جامعة ولاية بنسلفانيا، وكرسى اليونسكو جديدة فى جامعة جنوب كاليفورنيا، كما تفاعلنا مع هيئة المسح الجيولوجى بالولايات المتحدة، ومع الجيش الأمريكى سلاح المهندسين، مع الجمعيات المهنية الولايات المتحدة، للنهوض بالعلم والبحوث من أجل الإدارة المستدامة للموارد المائية وللعلوم الجيولوجية، كما احتفلنا باليوم العالمى لحرية الصحافة فى واشنطن العاصمة فى عام 2011، مع الصندوق الوطنى للديمقراطية، وغيرها الكثير من الأمثلة التى تؤكد سبل التعاون بين أمريكا واليونسكو.
وتذكرت بوكوفا ما قاله راسيل تران، الرئيس السابق لوكالة حماية البيئة ومؤسس الصندوق العالمى لحماية الحياة البرية، والذى ساهم كثيرا فى عقد اتفاقيات الحفاظ على التراث العالمى "فى هذا الوقت من التاريخ، أنه كما فى يوجد هجوم فى المجتمع البشرى من قبل القوى التى تنكر وجود التراث المشترك، لكن يوجد لدينا الإحساس بالانتماء للمجتمع، وأنا مقتنع بأن التراث العالمى يحمل تصورا يعكس إيجابية المجتمع البشرى ومستقبل البشرية"، مؤكدة أن اليونسكو أيضا يحمل مثل هذه الرؤية للمجتمع البشرى ضد قوى التطرف، ضد أصوات التعصب، وليست مؤسسة للحفاظ على التراث فقط.
وأكدت بوكوفا أن المهمة اليونسكو لم تنته بعد وستمضى قدما فى الوقوف من أجل بناء القرن الـ21 ليكون أكثر عدلا وسلاما وإنصافا من القرن الماضى- اليونسكو يحتاج إلى رؤية وقيادة من جميع أعضائها، لهذا السبب تأسف اليونسكو لفقدان الولايات المتحدة حقها فى التصويت، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالتمويل، ولكن الأمر يتعلق أكثر بتحقيق من أجل تحقيق عالمية هذه المنظمة، لدعم الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق نظام المتعدد الأطراف الفعال وعالم أكثر سلاما وأكثر عدلا.