بالصور.. "معديات الموت" بالمنيا تهدد حياة 32 ألف مواطن.. 8 قرى تحلم بـ"كوبرى" على ترعة الإبراهيمية ومعدية آمنة بالنيل.. الأهالى: المسئولون خذلونا و"السواد" لا يفارقنا بسبب حوادث الغرق المتكررة

الأحد، 10 نوفمبر 2013 06:00 م
بالصور.. "معديات الموت" بالمنيا  تهدد حياة 32 ألف مواطن.. 8 قرى تحلم بـ"كوبرى" على ترعة الإبراهيمية ومعدية آمنة بالنيل.. الأهالى: المسئولون خذلونا و"السواد" لا يفارقنا بسبب حوادث الغرق المتكررة معديات متهالكة لنقل المواطنين
المنيا- حسن عبد الغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حلم إنشاء كوبرى على ترعة الإبراهيمية ظل يراود أكثر من 20 ألف نسمة موزعين على 8 قرى مجاورة على بعد 5 كيلومترات من محافظة المنيا، مع كل محافظ جديد يتولى المحافظة وزاد هذا الحلم بعد قيام ثورة 25 يناير مع رحيل نظام مبارك، الذى تعثرت فيه المشروعات وغابت فيه الخدمات عن الفقراء والبسطاء، وبتولى نظام جديد شعر المواطنون من أهالى تلك القرى بالأمل، إلا أن الإخوان أيضًا خذلوهم ولم يستجيبوا لهم.


وبجوار هذا الحلم تظل المعدية الصغيرة التى يقودها طالب بالصف الثالث الإعدادى هى وسيلة النقل الوحيدة، التى تربط الشرق بالغرب فى هذه القرى قارب صغير يسبح فى مياه ترعة الإبراهيمية كتب عليه "وبشر الصابرين"، يسير فى مياه ترعة الإبراهيمية لمسافة طويلة ينقل أهالى القرى من الشرق إلى الغرب يقوده طفل صغير فى مرحلة التعليم الأساسى، وتحديدًا فى الصف الثالث الإعدادى يدعى أحمد على طالب من أسرة فقيرة بقرية بنى مهدى يرتدى جلبابه فى الصباح الباكر، ويذهب بجانب والده للعمل على المركب من أجل لقمة العيش.

يقول أحمد: "نحن أسرة متفائلة نساعد بعضنا البعض فأنا أذهب إلى المدرسة فى الصباح ويتولى والدى قيادة المركب وعندما أعود أطالب والدى بأن يعود إلى المنزل ويأخذ قسطًا من الراحة وأتولى أنا قيادة ذلك المركب فهو مصدر رزقنا وعمل عليه منذ سنوات طويلة بعد أن فشلت كل محاولات أهالى القرية فى إنشاء كوبرى يربط قريتنا والقرى المجاورة بالطريق السريع مصر أسوان".

وأضاف أحمد، أنه سعيد بعمله ويتمنى أن يكون جميع الطلاب مثله فى مساعدة أسرهم حتى يشعروا بلذة العيش.


هذا المركب من الجانب الغربى للقرية يقع على الطريق الزراعى، وفى الجانب الشرقى فى نهاية تلك القرى مركب آخر يغوص فى مياه النيل لمسافات طويلة أيضًا أمام قرية العوام يستقله المواطنين فى رحلة محفوفة بالمخاطر والتى يطلق عليها معديه الموت، فهى عبارة عن مركب صغير يسع لتحميل 40 شخصًا إلا أنها الطريقة الوحيدة لنقل الأهالى من 15 قرية إلى مدينه المنيا الجديدة والمنطقة الصناعية والمقابر فى المظاهرة القبلية، حيث أصبح اللون الأسود هو الرداء الرسمى لأهالى القرية والقرى المجاورة بسبب حوادث الغرق المتكررة أثناء نقل المواطنين أو الموتى إلى المدافن، يقول محمد إسماعيل (57 سنة) المراكبى، أنه يعمل فى البحر منذ 30 سنة، وأصعب اللحظات عليه عندما يسقط أحد الأشخاص فى المياه ولا يتمكن من إنقاذه.


بينما أكد ياسر عبد الوهاب من أبناء القرية، أن المسئولين تكرموا على القرية بلنش مائى رحمه بالمواطنين، إلا أنه لم يستمر أكثر من شهر واختلف الموظفون على الإيرادات فتم سحبه، مشيرًا إلى أن جميع المحافظين الذين تعاقبوا على المحافظة وعدهم بمعدية كبيرة إلا أن وعود المحافظين كانت عبارة عن تضميد جراح فقط، لافتًا أن المعدية الموجودة بالقرية صنعها الأهالى على نفقتهم الخاصة، ورغم صغر حجمها يتزاحم عيها الأهالى فى الصباح الباكر، من أجل الذهاب إلى العمل وقد يضطرون إلى استخدام قوارب الصيد، مما يمثل خطرًا على أرواحهم، وأوضح الأهالى أنه لا يوجد منزل بالقرية ليس به شهيد لهذه المعدية.

بدوره أوضح محمد محسن (61 سنة) وممدوح أحمد (48 سنة)، أنهم طالبوا بالمعدية الكبيرة منذ زمن بعيد ولا أحد يستجيب، مشيرين إلى أنهم تقدموا بطلبات كثيرة بضرورة توفير معدية آمنة للأهالى الذين يتوافدون على هذه المعدية من كل مكان، والذين يزيد عددهم عن 32 ألف شخص ينتمون إلى عدد كبير من القرى المتلاحمة والتى لا تستطيع الاستغناء عن المعدية كوسيلة للنقل السريع لنقل موتاهم، حيث إنها أقل سعرًا من السيارات وتوفر الوقت.

أما جمال وياسر وعاطف وحمادة من شباب تلك القرى، فأوضحوا أنهم يسعون بكل ما يملكون من اجل إنشاء كوبرى على ترعة الإبراهيمية، إلا أن أحدًا لم يسمع لهم، وأضافوا أنهم طرقوا أبواب جميع المسئولين الحاليين والسابقين إلا أن الجميع يكتفى بالوعود دون التنفيذ، دون استجابة حقيقية لما نعانيه.

وأوضحوا أن القرية فقدت الكثير من أبنائها بسبب المعديات النيلة وعلى فترات ترتدى تلك القرى السواد، بسبب حوادث المعديات، مطالبين حكومة الدكتور الببلاوى أن تعمل لصالح هؤلاء الفقراء والفلاحين من أبناء مصر، مستنكرين دور أعضاء مجلس الشعب المتخاذل والمتحجج بضعف ميزانية الدولة.


وحول دور المحافظة قالوا: " كل ما استطاعت المحافظة تقديمه لنا هو عمل مطبات صناعية على الطريق السريع بعد حدوث الكثير من الحوادث أثناء تخطى الطريق للوصول للمركب".

















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة