الخوف. . ما أقسى هذا الشعور على النفس! حيث يلعب الخوف فى حياة الإنسان الدور الأساسى فى هدم كل ماله له صلة بالحياة، فهو يحرم الإنسان من أى متعة ويسلبه الراحة والسكينة، وربما يصيب حياته بالشلل التام.
إنه سلاح فتاك يداهم الكثيرين حتى فى مضاجعهم، ويمضى الخائف فى دروب مظلمة داخل ذاته، فهو يشعر بالخوف لأتفه الأسباب، وتكون فى معظمها بلا سبب منطقى وتثير الضحك!
الخوف والقلق ينتاب الكثير من الناس، فهم يتأثرون بكل مايجرى من أحداث دون تعقل أو تدبر، شىء إما يدور بداخلهم ويسيطر عليهم، حتى إنهم يفقدون الثقة فى أنفسهم، فإذا تعرضوا لأى أزمة أو مشكلة، لا يبحثون عن حلول، لكنهم يستسلمون لواقع المشكلة، دون إيجاد طريق للخلاص، فتشل عقولهم عن التفكير، وتنعكس مخاوفهم على سلوكياتهم، مما يسبب لهم الضيق والحزن والأسى.
ويأتى الخوف من المجهول فى عقول هؤلاء، وتسيطر عليهم فكرة إن المستقبل مظلم، ولن يأتى الغد إلا بمزيد من الأزمات، ويتناسوا بأن المستقبل بيد صاحبه، سبحانه !! الذى يقول فى محكم أياته :( ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( 155 ).
معظم مخاوفنا أوهام، ومجرد طوق طوقنا به أنفسنا، وزرع غرسناه داخل ذواتنا، ونسجناه فى قلوبنا، حتى أصبحنا نخاف من أى شىء وكل شىء.. إن من يشعر بالخوف يدرك تمامًا إن مخاوفه لا أساس لها، ولكنه يمضى قدماٌ ولا يستطيع أن يكف عن الخوف الذى يلازمه. فالخوف يمنع العقل عن التفكير السليم للاستنتاج والتحليل وإيجاد الحلول للمشكلات، فسيطرة الخوف على الإنسان يقضى عليه قبل أن يواجه الواقع الذى يخشاه.
الحياة ليست اختيارًا، ولكل شىء وجهان متناقضان كالخير والشر، السعادة والشقاء، ولا يجب أن تكون وجهتنا إلى جانب واحد من الحياة، فإن النظرة النصفية درب من دروب الفشل، وتسبب لنا خيبة الأمل وتقتل الطموح.
فعندما يسيطر الخوف على الإنسان، نجد إن الأم تخشى على أولادها من الفشل فى الدراسة إذا أخفق فى إحدى المواد الدراسية، وتخاف من أن يصيب أولادها مكروه، والأب يمتلئ قلبه خوفاٌ من ضيق الرزق أو الفشل فى العمل.
وتأتى العقيدة الإيمانية التى يفتقدها الكثير، كمحرك أساسى للقضاء على الخوف، فأقصى ما يتمناه البشر، هو الشعور بالأمان النفسى والاجتماعى وهو مقترن بالإيمان بالقضاء والقدر، وهو مبعث الطمأنينة بالنفس، ويزيد التخوف ويغيب الأمن كلما نقص الإيمان، كما قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾ سورة النساء: الآية 79. . فالإيمان عمل وجدانى يخرج من الأحاسيس، بعقيدة ثابتة وراسخة محلها القلب.
لذا فإن التخلص من الخوف يتطلب إعادة التفكير فى صحة ما نخاف منه من خلال تغيير طريقة تفكيرنا ومفاهمنا، لهذا يتطلب الأمر إعادة التأمل فى حقيقة الخوف والتأكد من صحة رؤيتنا، فقد يتحتم الأمر إعادة صياغة لأفكارنا ومفاهمنا، بعقول جديدة قادرة على نسف كل الأفكار البالية التى تدفعنا للشعور بالخوف دون مبرر.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
متفكر
الخوف من الفقد والحرمان !!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ليلــــــــــــــــى سما الخريف
متفكرة
عدد الردود 0
بواسطة:
مرثا ممدوح
رأس الحكمة مخافة الله