شاهد أحداث السفينة كونكورديا: الربان اعترف بإحداث "حالة من الفوضى"

قال شهود لمحكمة إيطالية أمس الاثنين إن ربان السفينة المنكوبة كوستا كونكورديا مرر يديه خلال شعره وقال: "لقد أحدثت حالة من الفوضى " وذلك بعد أن تحطمت السفينة إثر اصطدامها بصخور فى أعقاب مناورة محفوفة بالمخاطر.

وكانت السفينة كونكورديا قد جنحت وانقلبت قرب جزيرة جيجليو فى 13 يناير 2012، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا. واتهم الربان فرانشيسكو شيتينو بالاقتراب بالسفينة من الجزيرة بغرض القيام بمغامرة مثيرة.

وقال ضابط أول السفينة جيوفانى إياكارينو: "نظرت إلى الخريطة البحرية ورأيت أننا.. . بالقرب من سلسلة صخور على جزيرة جيليو. نظرت إلى اللوحة فوجدتها مليئة بأضواء حمراء. حينئذ مرر ربان السفينة شيتينو يديه خلال شعره وقال 'أحدثت حالة من الفوضى'".

وكان إياكارينو، الذى استدعاه الإدعاء، هو أول الشهود الذى يبلغ عددهم أكثر من ألف شخص فى محاكمة ربان كونكورديا المتهم بالقتل الخطأ والتخلى عن السفينة وجرائم أخرى.

وقد يتعرض شيتينو الذى كان حاضرا فى الجلسة إلى عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عاما، وفقا للادعاء العام. ورد محاموه بقوة قائلين إنه يجرى التضحية به ككبش فداء، فى حين يتم التغاضى عن أوجه قصور تنظيمية وأمنية على متن السفينة.

وقال ضابط أول السفينة إياكارينو للقضاة فى جروسيتو إنه فى ليلة الحادث، أمر الربان طاقم السفينة بالإبحار على مسافة نصف ميل بحرى من جزيرة جيجليو، وليس خمسة أميال وهى المسافة المعتادة.

وأضاف أن شيتينو أراد القيام بهذا العمل المثير قبالة جيجليو خلال رحلة سابقة قبل الحادث بسبعة أيام "ولكن ذلك لم يكن ممكنا نظرا للظروف غير المواتية، حيث كانت الامواج عاتية، وتخلى عن الفكرة".

وقال إياكارينو إنه لم يكن فى الخدمة بل كان فى قمرته عندما جنحت السفينة. وقال للمحكمة إنه كان "يلعب بلاى ستيشن " مع رسام الخرائط سيمونى كانيسا. وأضاف: "اعتقدت أننا إما اصطدمنا أو علقنا".

وعندما تحطمت السفينة تفقد اياكارينو غرفة المحركات المتضررة بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الطاقم. وقال إن شيتينو لم يبد رد فعل عندما أبلغوا برج الاتصال أن السفينة لم يعد من الممكن إنقاذها.

وقبل أسبوعين استأنف عمال الإنقاذ البحث عن اثنين فى عداد المفقودين بعد أن تم تعديل السفينة المحطمة من وضعية نصف المقلوبة التى أصبحت عليها بعد اصطدامها بالصخور إلى الوضع الطبيعى.

وجار إجراء اختبار الحمض النووى للتأكد مما إذا كانت العظام التى عثر عليها بالقرب من الحطام فى السادس والعشرين من سبتمبر الماضى تعود إلى النادل الهندى راسل ريبيللو والراكبة الإيطالية ماريا جراتسيا.