منازل محترقة هنا وبقايا عربات طالتها ألسنة النار هناك وغيرها من التفاصيل التى تشعرك بأن هذه البلدة خرجت توا من حرب شعواء، هذا المنظر البائس لم يتغير على الرغم من مرور أسابيع على أحداث كرداسة، إلا أن العربات المحترقة لم تفارق أماكنها وكأنها تركت لهدف ما ربما لتوثيق ما جرى أو لتظل القرية شاهدة على الذنب الذى اقترفه بعضهم وكان هو السبب الرئيسى فى حالة التأهب الأمنى غير المسبوقة التى تعيشها تلك البلدة.
وتطبيقًا لعبارة "المتنبي" الشهيرة مصائب قوم عند قوم فوائد"، حول أهالى كرداسة هذه العربات المحترقة ومدرعات الشرطة التى نساها وتناساها المسئولين فى محافظة الجيزة إلى مقالب للقمامة وكأن ذلك الاستغلال الأمثل لها طالما أن البلدية تتجاهل تخصيص أماكن لإلقاء القمامة.
وأكد محمد الكردى أحد أهالى كرداسة أنهم لا يعرفون سبب ترك وزارة الداخلية أو المحافظة هذه العربات المحترقة هنا وأضاف أنها تتحول فى الصباح الباكر إلى ملهى للأطفال على الرغم من أن هناك تأمين حول هذه المنطقة لاقترابها من القسم إلا أن الأطفال يصلون إليها ويحولنها لملهى.
أما عم محمد صلاح فأكد هذه العربات تحولت إلى مقالب زبالة نتيجة لعدم وجود مكان مخصص لإلقائها فكان الطبيعى أن يستغلها الأهالى فى مثل هذا الأمر طالما لم يأتى أحد ليخلصنا منها، وأضاف نحن نتضايق من هذا المشهد الكئيب فلا نعرف سبب وجود هذه المدرعات المحترقة حتى الآن، فأنا أرى أن ما فعله الأهالى هو أفضل استغلال لها.
وبوجه مبتسم علق أحمد حسين الشعب المصرى يستغل أى شىء ويحوله من شىء ليس له فائدة لشىء يمكن الاستفادة منه، يضيف لا نعرف سر وجود هذه الأشياء هنا إلى الآن على الرغم من مرور فترة طويلة على أحداث كرداسة إلا أنها مازالت موجودة لذلك فضلنا استخدامها كمقالب للقمامة بدلا من إلقائها فى عرض الطريق.
وفى سياق متصل أكد أحمد الشربينى أحد العاملين بمجلس مدينة كرداسة أنهم لا علاقة لهم بهذا الأمر ولا دخل لهم بها فهذه ممتلكات وزارة الداخلية حتى بعد ما تعرضت له ولا نستطيع أن نقترب منها إلا بأوامر من الوزارة وأضاف ربما بعد أن تنتهى حالة التأهب التى تعيشها كرداسة نستطيع إزالة هذه الأشياء من أماكنها.
عربات الشرطة والمدرعات التى حرقها إرهابيو كرداسة حولها الأهالى إلى "مقالب زبالة"
الأحد، 06 أكتوبر 2013 08:58 م
عربات الشرطة والمدرعات المحترقة