أنهوا المعركة فى رضا وأغلقوا عيونهم متلمسين النصر قبل الشهادة، انتقلت أرواحهم إلى السماء فى يوم الكرامة قبل 40 عاماً كاملة، بينما انتقلت أسماؤهم على لافتات زرقاء بين تفاصيل المدينة المزدحمة، بعضها احتفظ بمكاناً ثابتاً للرؤية والبعض الآخر طمست معالمه السنوات التى تركت لشهداء يوم الكرامة علامات على شوارع لا يعرف أصحابها سر تسميتها بهذا الاسم، حياة معظمهم هى سلسلة من الانجازات التى حفرت لنفسها مكاناً فى كتب التاريخ وانتهت داخل قطعة حديدية مربعة استقرت على جدران لا تنتهى تمر بها يومياً أثناء بحثك عن العناوين وسط الزحام، هنا شارع "أحمد حمدى"، فى شوارع متفرقة، كرمت الدولة شهداء حرب أكتوبر على لافتات تحدثك بحكاية بطل مصرى انهى حياته دون انتظار تكريم اللافتات الزرقاء.
محور الفريق سعد الدين الشاذلى.. عبقرية عسكرية انتهت على الطريق الدائرى
لا يمكن اختزال حيات فى عدد من الكلمات أو فى اسم لمحور أو شارع مهما بلغت أهميته المرورية، الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر المجيدة الذى لم يحصل على أى تكريم فى حياته سوى اسمه المعلق على لافتة زرقاء على المحور الذى يربط الطريق الدائرى بطريق مصر إسماعيلية، دبر لعملية اختراق خط بارليف التى كانت الخطوة الأولى للعبور، حياته العسكرية الصارمة وانجازاته الناجحة كأحد أهم أبطال الحرب بدأت منذ شهرته فى الحرب العالمية الثانية وحتى "خطة المآذن العالية" وهو اسم عملية اقتحام قناة السويس والتى دخل بعدها الفريق سعد الدين الشاذلى فى خلافات مع الرئيس الراحل أنو السادات قبل أن يقيله من منصبه ويعينه سفيراً لمصر فى إنجلترا، وبقت انجازاته محفورة فى التاريخ حتى انتهت بلافتة كبيرة تحمل اسمه على الطريق الدائرى.
المشير أحمد إسماعيل..
على لافتة فى شارع النزهة يستقر اسمه الذى كان له دوراً خالداً فى حرب الكرامة، المشير أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة فى حرب أكتوبر الذى لم ينته تاريخه بلافتة زرقاء تشير لاسمه على أحد الشوارع الكبرى، بجانب اللافتة تستطيع استعادة تاريخ كامل من بطولات حربية خاضها البطل بداية من الحرب العالمية الثانية مروراً بحرب فلسطين والعدوان الثلاثى ونكسة 67 وحتى نصر أكتوبر 1973 التى أنقذ خلالها الجبهة المصرية من الانهيار، وكان له دور فى تخفيف الضغط على الجبهة السورية، ومنحه السادات لقب مشير اعتباراً من تاريخ السادس من أكتوبر 1973 وهو ثانى ضابط مصرى يحصل على هذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر.
شارع الشهيد "إبراهيم الرفاعى".. قائد عمليات إرهاب العدو
لافتة قديمة طمست معالمها السنوات على إحدى نواصى الحى الثامن بمدينة نصر، كتب عليها شارع "إبراهيم الرفاعى"، لم يتوقف المارة يوماً للتساؤل عن اسم الشارع الذى حمل اسم قائد المجموعة 39 قتال صاعقة فى حرب أكتوبر المجيدة، والذى بدأت بطولاته فى السنوات السابقة للحظة الحاسمة منذ عام 1967 وكانت نيران فرقته هى أول نيران مصرية تنطلق فى سماء العدو بعد نكسة 1967، وكانت هى الفرقة المسئولة عن عمليات إرهاب العدو أثناء الحرب التى استشهد فيها خلال مواجهة مباشرة على حدود الإسماعيلية لتنتهى بطولاته كاسم لأحد الشوارع بجانب ما تحمل حياته من نياشين وأوسمة لا تنتهى.
نفق الشهيد "أحمد حمدى".. بطل مشهد كبارى القنال قبل العبور
لا يتعدى كونه نفقاً يربط سيناء بمصر، يحمل ورائه حكاية أحد أبطال الحرب الذى كان له الفضل فى تصنيع وحدات لواء الكبارى لتتناسب مع ظروف قناة السويس فى يوم العبور، فهو الجندى المجهول لمشهد الكبارى التى تعبر عليها القوات قبل لحظة اختراق خط برليف، وأصر على المشاركة فى إسقاط الكبارى على القنال للحاق بموعده مع الشهادة، ليتحول يوم وفاته إلى ويم المهندس المصرى، ويستقر اسمه على محور "الشهيد أحمد حمدى" بين مصر وسيناء.
الشهيد سيد زكريا من النسيان إلى التخليد على لافتة بمصر الجديدة..
طوال ثلاثة وعشرون عاماً ظلت حكايته طى النسيان حتى اعترف بها قائد إسرائيلى للسفير المصرى بألمانيا عام 1996، ليحصل على لقب "أسد سيناء".. الشهيد سيد زكريا خليل هو أحد الرموز التى ظلت منسية حتى انتلقت لواحدة من لافتات التكريم بمصر الجديدة، صعد إلى جبل الجلالة بمنطقة "رأس ملعب بسيناء" مع فرقته المكونة من ثمانية أفراد، استشهدوا جميعاً وبقى يقاتل وحده حتى قتل 22 جنديا إسرائيليا، ثم استشهد بشجاعة تاركاً اسمه على أحد الشوارع كرموز خالدة لن تموت، ربما تمر بجوارها دون معرفة تاريخها ولكنها أعلنت البقاء هناك على لوحات التاريخ التى ضمت أسماء أخرى نساها المارة وتذكرها التاريخ.
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة