هو نفس الميكروباص الـ"14 راكب" يقطع به مسافات طويلة فى حوارى و شوارع شبرا نهارا، ويتحول ليلا بقدرة قادر إلى "فاترينة"، لعرض الأحذية فى أرقى مناطق القاهرة .
"محمد" الشاب الثلاثينى، قرر أن يحذف كلمة "غير قاد" من قاموس حياته و ألا يستسلم لشماعة الظروف، حيث يبدأ يومه من الساعة السادسة صباحا حتى الثالثة عصرا سائقا على عربة ميكروباص فى حى شبرا الشعبى، ليعاود العمل بعدها بساعة على بضاعة من الأحذية المستوردة يفرشها أعلى شبكة عربته بمنطقة المهندسين.
يمارس محمد هذا العمل منذ خمس سنوات بعد فترة كبيرة قضاها فى المنزل بعد تخرجه من كلية الشريعة والقانون، انتظارا لوظيفة الأحلام، حيث قرر "أن يحب ما تعمل حتى يعمل ما يحب"، و لأنه لا يملك من حطام الدنيا سوى هذا الميكروباص الذى اشتراه بالتقسيط المريح، استغل مكسبه بعد انتهائه من سداد الأقساط فى شراء بضاعة من الأحذية يبيعها بعد انتهاء عمله على الميكروباص.
"تعالى قرب.. مش هتندم لو تجرب" هكذا ينادى "محمد" على بضاعته المرصوصة بشكل مهندم على عربته الواقفة على أطراف شارع السودان، ويقول:"هعمل أيه أكل العيش ُمر ولازم أكون مستقبلى كفاية اللى ضاع من عمرى.. مفيش حد دلوقت بيلاقى شغل مناسب لمؤهله"، ويضيف "محمد": "الشغل مش عيب ولكن العيب أنى أقعد مستنى الشغل والبلد مش هتعلمنا وتأكلنا وتشغلنا"، ملقيا باللوم على الشباب الذى لا يستغل عمره و طاقته فى عمل مفيد لنفسه ووطنه، على حد قوله.
رحلة "محمد" اليومية لا تخلو من المشكلات فقد يتعرض خلال عمله على الميكروباص إلى سحب الرخصة أو التدخل لفض "خناقة " محتدمة بين بعض الزبائن، ولا يسلم بالطبع من مطاردات البلدية أثناء وقوفه لبيع بضاعته.
ميكروباص محمد: توصيلة "ماشى" و فاترينة "مفيش مانع"
الجمعة، 04 أكتوبر 2013 10:17 ص
ميكروباص على هيئة "فاترينة" لبيع الأحذية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة