يا ترى هل هناك فرصة حقيقية لنتناقش مع هؤلاء المسلمين المصريين الإخوان، نحن المسلمين المصريين غير الإخوان، حول الإسلام الجميل المضىء، لننضم معا إلى المصريين غير المسلمين غير الإخوان، سعيا إلى وجه الله وتغيير نوعية الحياة عبر العالم؟
أم أن اتجاهات المصالحة سوف تستمر لا تتعدى التسكين والتسطيح والتأجيل والحلول الوسط بين المسلمين المصريين وبعضهم البعض، ثم بين المسلمين وغيرهم، بالأحضان والكلام عن المواطنة والوسطية والشرعية والشريعة والصناديق والقبول بالمبادرات حسنة النية للتأجيل فالاستعداد لجولات قادمة أغلب تفاصيلها سرية؟
تصورت فى كلمة أمس أن مسألة "مصر الوطن " لا تهم الإخوان فى عمق وجودهم، وصميم قيمهم إلا مسايرة للجارى فى السياسة حسب التعود والبدع الجديدة، فهل يا ترى يهمهم أمر الإسلام ثم المسلمين ثم غير المسلمين فى مصر وغير مصر ليقوم الإسلام بدوره فعلا فيما آل إليه حال مصر ثم حال العالم بالذات فى مجالات العدل والاقتصاد والإبداع، بحضور الله فى الوعى البشرى طول الوقت إلى مطلق ما ليس كمثله شىء بالعبادة والعدل والاستقلال الاقتصادى، مع الندّية والاحترام الحقيقيان المتبادل؟
أغلب المسلمين المعاصرين، ومن بينهم أغلب الإخوان، لا يعرفون إسلامهم الجميل المختلف تماما عن ثقافة السوق، وعن النظام العالمى الجديد، وعن ديمقراطية الصناديق، وعن حقوق الإنسان التى لا تختلف عن حقوق الله فى السر والعلن فرادى وجماعات، إسلامهم الوسيلة إلى الإيمان، إلى الدخول فى العباد إلى وجه الله.
مرة أخرى: أتصور أن المجتهدين المبدعين إذا غامروا وخاطبوا الطيبين من الإخوان شيوخا وشبابا ليحركوا فيهم الكدح إلى وجه الله لتقديم الإسلام الحضارى، والإسلام التحريرى، والإسلام الاقتصادى العادل الشريف، والإسلام الطريق للنبل والرقى والخير، لسائر البشر دون أن يسلموا، فإنهم سوف يجدون آذانا صاغية، تتحرك فى اتجاه رب العالمين لتعمير الأرض بدءا بأرضنا الطيبة، نموذجا للإنتاج والإبداع والعدل وحمل الأمانة طول الوقت، متجاوزين بشجاعة المبدعين كل التسويات التوفيقية السطحية، والوصايا التراثية المتجمدة إلى عطاء دين الله الحقيقى لصاح خلق الله الأولى به.
أتصور أننا لو نجحنا فسوف نلفت نظر ناس أمريكا وإسرائيل وروسيا وكل الدنيا إلى أن الحياة عادت تستأهل الاستمرار، وأن الكائن البشرى المسمى الإنسان ما زال قادرا على أن يعيش بهدى ربه يحافظ على ما أكرمه الله به بدلا من كل هذه المناظر البراقة المستوردة، التى انتهى عمرها الافتراضى، وسوف نكون بذلك نستأهل هذا الإسلام الجميل، إخوانا وغير إخوان، مسلمين وغير مسلمين، بالقدوة لا بالشعارات والتخريب والقاعدة، نكون قدوة فى نوعية حياة متكاملة، كما أصبحت الصين قدوة فى نوعية الإنتاج الكمى المنافس المغير.
ما رأيكم لو حاولنا مع المسلمين إخوانا وغير إخوان أن نكون مؤمنين مختلفين عن الجارى، فيظهر الإسلام للكافة طريقا إلى الإيمان إلى خير الناس إلى وجه الله بدلا من استعماله هكذا وسيلة إلى عكس ما أنزل له؟ فينفع الإسلام كل الناس ويمكث أثره فى الأرض، ويذهب الزبد جفاء بعد أن انتهى عمره الافتراضى.
لست حالما، والله على ما أريد قدير.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشريف
كاتب المقال قال الكلام الذى يريد ان يقولة كل شعب مصر بل كل شعوب بلدان المنطقة العربية أفضل
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مقال رائع وافكار بناءه وربنا يهدينا جميعا لحسم هذه الملفات الساخنه التى اخذت من اعصابنا
الكثير الكثير
عدد الردود 0
بواسطة:
م/احمد
مثل المؤمن
عدد الردود 0
بواسطة:
الأزهري / متولي إبراهيم متولي صالح
الله المستعان
الله المستعان
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان روميو
اوجزت فأنجزت يا دكتور بارك الله فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
شكري نجم
تسلم الأفكار
لست حالما، والله على ما أريد قدير