عم مصطفى صاحب الخمسين عاما قضى حوالى 45 عاما فى هذه المهنة يقول "شغال فى المهنة دى من وأنا عندى خمس سنين، أبويا الله يرحمه لقانى مش نافع فى تعليم ومليش فى المدارس راح مطلعنى من المدرسة وجانبى المحل أشتغل معاه وعلمنى أصول الصنعة".
وبالرغم من أنه عاش فى جلبات أبيه إلا أنه يرفض أن يلقى أبناءه نفس المصير "أنا مرضتشى أعلم ولادى المهنة دى علشان شغلها متعب، مش عاوزهم يتعذبوا زى ما أنا اتعذبت، عاوزهم يرتاحوا ويركزوا فى تعليمهم علشان بكره يبقوا حاجة فى المجتمع".
متابعا حديثه "أنا متعلمتش القراءة والكتابة بس الدنيا علمتنى، ومش هرضى أن ابنى يشتغل زيى ويشوف اللى أنا شايفه، بالرغم من أنى معروف وعملت شغل كتير لناس مشهورة قبل كده."
يشير متفاخرا "أنا اللى عملت الخيمة اللى كان قاعد فيها الرئيس المخلوع يوم الاحتفالية بالألفية الجديدة اللى كانت فى الهرم، فضلت شهر أعمل فيها لحد ما خلصتها."
ويوضح عم مصطفى سبب نجاحه فى المهنة "الرسومات دى ملكة من عند ربنا بيديها ربنا لبعض الناس، وأنا الحمد لله بقدر أرسم بنفسى على القماش مباشرة من غير ما أعمل أسطمبات، وحتى لو عملت أسطمبات بصممها أنا لوحدى بس أهم حاجة أكون مهيأ ومستعد نفسيا، علشان أقدر أبدع والحمد لله أن إيدى لوحدها عارفة طريقها على القماش."
لكن عم مصطفى يشكو الحال المتردى الذى وصلت إليه المهنة: "المهنة دى ليها أسس وقواعد ولازم اللى يشتغل فيها يكون متعلمها من الصغر، ولازم يكون حاببها، لأنها مش خياطة وخلاص، دى حاجة أكبر من كده بكتير، عاوزه إبداع."
يتوقف ليستكمل خياطة قطعة الموجودة بين يديه وهى عبارة عن لوحة من الفن الفاطمى ثم يستكمل حديثه" زى ما بفتح المحل الصبح زى ما بقفل، والحال نايم على الآخر، وساعات بنبيع الشغل بأقل من سعر التكلفة علشان العملية تمشى."



