فى هذا الوقت من كل عام، لم يكن بهذه المنطقة مكانًا لقدم، فالمساحة التى لا تشغلها الأغنام يشغلها التجار والمشترون الذين يحاولون اختيار الأضحية التى يرتضونها، وتتناسب مع ميزانيتهم مهما اختلفت مستوياتهم الاجتماعية، وفى المساحة الباقية نرى الذبائح المعلقة فى "شوادر اللحم" إلى جوارها المحلات التى تبيع كافة اللوازم المتعلقة بعيد الأضحى، بدءًا من السكاكين والسواطير ولوازم الجزارة، وصولاً إلى الشواية والهواية والأسياخ وغيرها من لوازم شواء اللحم.
هكذا كانت تستقبل منطقة السيدة زينب عيد الأضحى المبارك كل عام، ولكن الحال تغير كثيرًا هذا العام، فأصبحت ترى غالبية "شوادر اللحم" خالية، بينما يصارع أصحاب الأغنام الملل والتفكير فى وقف الحال فى انتظار الزبون الذى أصبح نادرًا.
ويقول الحاج عبدالله محفوظ بائع الأغنام بالمنطقة "السوق مريح أوى والسعر غالى، تقريبًا فى فرق 5 جنيهات لكل كيلو السنة دى عن اللى قبلها، بسبب ارتفاع سعر العلف، وكمان أحوال البلد اللى ما تسرش عدو ولا حبيب".
ويشرد لثوانٍ ثم يضيف بأسى "دا غير تكاليف النقل، أنا مثلاً جايب الغنم دى من المنيا، هناك بيكون أحسن غنم، فوق سعرها الغالى كمان بتحمل تكلفة النقل، وفى الآخر مافيش زبون".
أما سيد محمود فهو ليس مجرد بائع للغنم، وإنما يربيها أيضًا ويقول "ببدأ فى تربيتها بعد العيد الكبير علشان أبيعها فى العيد اللى بعده، وأنا بربيها لأنى غاوى تربية، بحب مهنتى اللى ورثتها من جدى وأبويا دا غير إننا كمان بنشتغل فى الجزارة".
ويرى محمود أن "الأسعار السنة دى أغلى، وبيتراوح الفرق بين السنة دى واللى فاتت بين 2 جنيه وسبعة جنيهات، وطبعًا الكام جنيه دول لما نضربهم فى الوزن بيعملوا مبلغ كبير فى الآخر" ولكن مع اختلاف الأسعار إلا أن الحال واحد فيقول محمود "الحال السنة دى نايم عن قبل كده، زمان فى الوقت دا بكون علمت على كل الغنم اللى قدامى دا، يعنى فى ناس حاجزاه وتيجى تاخده يوم العيد، وساعات تدبحه عندنا كمان فى الجزارة، لكن السنة دى فين وفين لما حد يجى لنا، ولما يجى حد كتير بيسألوا ويمشوا".
أما عن الدعوات التى أطلقها الإخوان بعدم ذبح أضحية هذا العام للتأثير على سوق المواشى والأغنام فيقول محمود "بناقصهم مش عايزين منهم حاجة، هى الأضحية دى للناس؟ دى لربنا، واحنا مش عايزين منهم حاجة بعد ما خربوا البلد منهم لله".
ورغم الركود إلا أن "أم أمل" لم تتخلى عن عادتها السنوية، فكل عام مع اقتراب عيد الأضحى تنزل إلى السوق لتبيع "الممبار" وتقول "أنا طول السنة ما بشتغلش، مستكفيين باللى جوزى بيجيبه من شغله سواق، لكن المصاريف فى العيد بتكتر، وفى نفس الوقت بيكون موسم، فبنزل أبيع الممبار فى الفترة دى بس"، وتضيف بأسف "لكن شكل ما فيش فايدة السنة دى السوق شكله نايم، ودا طبيعى لأن البلد كلها حالها واقف".
الأحداث السياسية والغلاء يؤثران سلبًا على سوق الأغنام بالسيدة زينب
الخميس، 03 أكتوبر 2013 06:08 م