"واتجمعوا العشاق" فى الدرب الأحمر على حب "الأرابيسك"

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013 08:30 م
"واتجمعوا العشاق" فى الدرب الأحمر على حب "الأرابيسك" عمال الأرابيسك
كتبت سارة درويش ومؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المكان يبدو عاديًا، وكذلك الضجيج القادم من خلف الباب الخشبى الباهت، تظنها ورشة نجارة تقليدية كالتى تنتشر فى منطقة الدرب الأحمر، وحتى حين يخبرونك أنها ورشة "أرابيسك" تتوقع أن ترى داخلها "صنايعية" تقليديين، توارثوا المهنة عن أجدادهم ويكملون فيها لأنهم لم يتعلموا غيرها، يشكون كالعادة أن صناعة وفن "الأرابيسك" "راحت عليها"، ولكن ما إن ينفتح الباب قليلاً وتخطو داخل الورشة خطوة أو اثنتين، ستطرح كل أفكارك خارجها، وتندمج فى عالمهم، تنصت إلى حديثهم عن عشقهم لفن الأرابيسك، بينما تمتع عينيك بأعمالهم التى هى خير دليل على عشقهم ذلك.

"تعرف إيه عن الأرابيسك" سؤال يواجهك به "أحمد عودة" فور أن تطأ قدمك الورشة، ترتبك قليلاً محاولاً استرجاع معلوماتك عنه، فينقذك هو ويخبرك "على عكس ما هو سائد بين الناس، فن الأرابيسك دا أول ناس عملوه المصريين والسوريين، وهم اللى نقلوه للأتراك، وقت الدولة العثمانية، وكانوا اللى يعرفوا إنه صنايعى أرابيسك بياخدوه من مصر كأنه أسير، يودوه القسطنطينية ويتفرغ بس طوال الباقى من حياته للعمل فى الأرابيسك وتعليمهم أسراره".

تندهش من ثقافته وسعة معلوماته، وحين يلمح دهشتك يوضح "أنا أصلاً مهندس بحرى، لكن الأرابيسك هوايتى وانا بعشقه علشان كده أنا هنا"، ثم يحكى قصة ورشة "عشاق الأرابيسك" فيقول عودة (40 سنة) "إحنا كلنا هنا غاويين الأرابيسك، وواخدينه هواية، واللى عمل فكرة الورشة هو شاب قريب لى، مهندس بترول اسمه ياسر ندى، يعشق الأرابيسك بشدة فقرر أن يمارسه رغم عمله فى البترول، وهو اللى جمعنا، أنا وحمدى أسعد ومحمد السورى".

يضيف "إحنا مش واخدين الأرابيسك تجارة، علشان كده شغلنا بيطلع مميز، وعلى عكس أى ورشة تانية إحنا بنصنع أعمالنا من الألف للياء"، يشير إلى الأعمال الفنية التى تملأ المكان ويواصل "شغل الأرابيسك دا كله كان خشب خام، كان شجر، وإحنا هنا اللى حولناه لأرابيسك".

ومثلما لكل قطعة أرابيسك فى المكان قصة، أيضًا لكل شخص فى المكان من عشاق الأرابيسك قصة، فيحكى محمد السورى (28 عامًا): "أنا جيت من سوريا من سنتين تقريبًا، وكنت بشتغل فى الأرابيسك هناك من 15 سنة تقريبًا، وحبيت أمارسه تانى هنا، ولما وصلت مصر وصلت للورشة هنا عن طريق صفحتهم على "فيسبوك"، رحت قابلتهم وعجبنى شغلهم جدًا وحبيت أكون معاهم".

ولأن لسوريا باع طويل فى عالم الأرابيسك أيضًا، كان لمحمد بصمته فى الورشة، يحكى فودة "محمد أضاف لنا زى ما اتعلم مننا، هناك فى سوريا بيستخدموا خامات تانية غير اللى بنستخدمها فى مصر، بتطلع الشغل شيك وبيكون أسهل، زى الأزّير والمعادن مثلاً، فدخلنا الفكرة دى مع شغلنا وطورناها"، أما عن ما تعلمه فى مصر يقول محمد "إحنا فى سوريا بنشتغل الأرابيسك قطعة واحدة، لكن اتعلمت من مصر إننا نقسمها قطع علشان نتمكن أكثر من الإبداع فى كل جزء".

أما حمدى أسعد (48 عامًا) فهو عاشق قديم للأرابيسك وفنونه القديمة حتى أنه يطلق عليه لقب "فرعون" ويقول أسعد "أنا بشتغل فى الأرابيسك من سن 10 سنين، كنت شغال مع ناس أكبر منى، وكنا بنستمتع بالشغل، كل قطعة فنية بالنسبة لنا تحدى إزاى نعملها بأحسن طريقة ممكنة، ومن أول ما اشتغلت أرابيسك لحد دلوقتى عمرى ما فكرت أسيب المهنة، لكن اضطريت أنقطع عنها 5 سنين وأمارس النجارة العادية، لأن ما كانش فى حد بيطلب شغل، لحد ما اتجمعنا تانى فى ورشة المهندس ياسر".

ورغم تأكيدهم على أنهم "هواة" إلا أنهم يصرون على عمل "الشغل العربى على أصوله" كما يقول فودة مشيرًا إلى أن "فن الأرابيسك له قواعد، ولازم يتعمل صح، وإلا يبقى زخرفة وخلاص مش أرابيسك"، يشير إلى "البرجل" و"المثلث العملاق" ويضيف "إحنا بنحب نشتغل صح لأننا بنحب الشغلانة بجد، مش مجرد أكل عيش" ويتابع بحسرة "لكن للأسف المهنة هتنقرض، لأن الجيل اللى طالع بيستسهل أى طريقة للمكسب يشترى توك توك أو يسوق عربية، لكن ما بيحبش يتعب ولا يتعلم صنعة عريقة زى الأرابيسك، علشان كده إحنا مش لاقيين حتى حد نعلمه".

يواصل فودة "لأننا بنحب شغلنا بردو بنكون دايمًا مميزين، ما بنعملش أى قطعة مكررة أو اتعملت قبل كده، بنتابع دايمًا أحدث الكتالوجات والأفكار فيها نحاول نطورها، والمهندس ياسر بيطوف مساجد مصر العريقة ويتمعن فى النقوش والزخارف ومن خلالها يستلهم فكرة جديدة، علشان كده الجديد دايمًا عندنا".




































مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

عاوز اتعلم

والله الشغل اليدوي حاجة جميلة جدا وخصوصا الارابيسك لو عاوز اتعلم ممكن ؟ عاوز اتواصل معاكم ازاي ؟؟؟ رجاء التواصل 01004874477

عدد الردود 0

بواسطة:

بهاء الدين

ارابيسك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة