مسجد "عماد الإسلام" بالعتبة "مؤقت" من 4 سنين إلى أن يشاء الله

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013 06:15 م
مسجد "عماد الإسلام" بالعتبة "مؤقت" من 4 سنين إلى أن يشاء الله مسجد عماد الإسلام المؤقت
كتبت - سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما إن تنتهى من صعود سلالم محطة مترو العتبة المؤدية إلى الأزبكية وميدان العتبة، حتى ترتطم عيناك بلافتة "مسجد عماد الإسلام المؤقت"، تدقق النظر لتتأكد هل هو "المؤقت" فعلاً أم عيناك خانتك بفعل إرهاق صعود السلم، لكن لا شىء يتغير، يؤكد لك الباعة المنتشرون فى المنطقة المحيطة بالمسجد، إنه بالفعل "مؤقت" منذ 4 سنوات، ولكن لا أحد يعلم إلى متى؟

تحاول دخول المسجد للوصول إلى المسؤولين عنه، فيخبرونك أن الإدارة فى نهاية الشارع، فى طريقك إليها تمر بالكثير من الباعة حتى تنسى ما تبحث عنه، وتشك أنك ضللت الطريق، ولكن فى النهاية تصل، فى مساحة لا تتعدى مترا فى متر تجد مكتب رئيس مجلس الإدارة.

"كتبنا المؤقت علشان نفكر الحكومة ونفكر الناس ونفكر حتى نفسنا إن دا مش مكانه الحقيقى"، هكذا يوضح طارق عتمان رئيس مجلس إدارة المسجد السر وراء تسميته بـ"المؤقت".

ويضيف "عماد الإسلام" ما كانش بس مسجد، يشير بحسرة إلى مبنى سنترال العتبة ويتابع " كان هناك كده، مبنى من 6 أدوار على مساحة 2700 متر، مسجد فى الدور الأرضى فوقه جمعية باسم المسجد تضم مدرسة للمرحلة الابتدائية، ومستشفى وحضانة ومركز كمبيوتر ومشغل لتعليم الفتيات الخياطة ومكان للإدارة وفصول تقوية ومعهد لتحفيظ القرآن، إضافة إلى جمعية للحج والعمرة، دلوقتى بقى على الأرض".

ويواصل "هدمته محافظة القاهرة بنزع الملكية فى العام 2007، بقرار رقم 1506 لسنة 2006 بسبب مشروع خط مترو العتبة - العباسية، قالوا وقتها إنهم محتاجون مكان المسجد علشان يشونوا مواد البناء فى مكانه رغم إن المسجد مبنى من عام 1960 يعنى يعتبر تاريخيا، وبعد منازعات وعدونا بأن يعاد بناؤه بعد انتهاء المشروع، لكن دا ماحصلش".

ويتابع "المشروع انتهى، لكن المحافظة بقالها سنتين بتقول لنا مش قادرين نبنيه تانى لدواع أمنية، ولأنهم مش قادرين ينقلوا البياعين من المكان، ومش عارفين الدواعى الأمنية هتستمر لحد إمتى فى الظروف اللى احنا فيها دى".

ويشير عتمان إلى أن الضرر لم يقتصر على هدم المسجد الذى يرجع تاريخه إلى العام 1960 فقط، بل تضرر من هدمه أكثر من 360 موظفًا فى المسجد والمستشفى ودار الحضانة وباقى المشروعات، ويضيف "كنا بنساعد 1200 أسرة فقيرة، و2500 طفل يتيم من نتاج مشروعات المسجد، وطبعًا كل دا توقف ومعتمدين على تبرعات أهل الخير لكنها مش بتغطى كل المصروفات دى".

وتسترجع الحاجة أمال فهمى طاهر (54 عامًا) بالدموع ذكرياتها مع المسجد الذى عملت به طوال 30 عامًا، تمكنت من خلال عملها به من تربية أبنائها، وتقول "كان أكثر من بيتى، كنت فعلا بقضى فيه وقت أكتر من بيتى، زيادة عن مواعيد عملى الرسمية لأنهم كانوا بيوفروا لى تسهيلات كثيرة جدًا، كنت بقعد فى الشغل من 9 صباحًا لـ 8 مساءً، لأنهم كانوا بيسمحوا لى بعمل شغل لحسابى الخاص بدون مقابل".

وتحكى عن أنشطة المسجد "المشغل دا كان جزءا من أنشطة المسجد الكثيرة، والمشغل لوحده كان بيساعد ناس كتير جدًا، كنا بنعلم الفتيات مجانًا من غير مقابل، وكانوا بيجيبوا السيدات اللى أزواجهم مسجونين نعلمهم ونديهم مكن خياطة مجانًا، ونساعدهم كمان فى تسويق الإنتاج".

تبكى الحاجة أمال حين تتذكر يوم الهدم وتقول "لو كان بيتى ماكنتش هبقى زعلانة عليه كده، كلنا زعلنا عليه، حتى أم محمد زميلتى فى المشغل جاتلها حالة نفسية من يوم هدمه، كلنا نفسنا يرجع تانى ومستعدين نعمل أى حاجة علشان يرجع".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة