نقلا عن اليومى :
اعتزل عدد من الفنانين حياة الفن وودعوا كاميرات التصوير فى الفترة الأخيرة لأسباب متعددة، وأثارت قراراتهم الكثير من الجدل واللغط فى الوسط الفنى، فمنهم من ترددت حوله شائعات تفيد بابتعاد المنتجين عنهم وأنهم أصبحوا غير مطلوبين فنيا، وآخرون تردد عنهم أنهم معترضون على ما يقدم الآن من أعمال فنية.
وتعد الفنانة آثار الحكيم واحدة من أبرز النجوم الذين اتخذوا قرارا بالاعتزال حيث أكدت لـ«اليوم السابع»، أن اعتزالها المفاجئ للفن جاء لتدهور الحالة الفنية بجميع عناصرها، فأصبحت مهنة من لا مهنة له، وأصبح يدار بشكل سيئ وبعيد عن الاحترافية، موضحة أن المسألة لا تتلخص فى مساوئ القصص والحكايات التى أصبحت تقدم على الشاشة، ولكن بسبب الشكل الذى تدار به الحياة الفنية الآن، وهو ما أصبح يظهر على الشاشة من خلال السينما الرخيصة التى نراها، والألفاظ الإباحية المباشرة التى تمتلئ بها هذه الأفلام، فضلا عما نراه أيضا فى المسلسلات الدرامية، موضحة أن الأمر تغير 180 درجة، حيث علقت الحكيم قائلة: كنا أيام المسلسلات الجادة والتى تعبر عن شعوب بأكملها مثل مسلسل «ليالى الحلمية»، للكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة والمخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ، نجلس على السيناريو المكتوب أسابيع طويلة لإجراء جلسات البروفة والتعلم مما هو مكتوب حتى نشعر بما نلقيه للجمهور عبر الشاشة، وكنا نستعد قبل الموسم الرمضانى بـ8 أشهر على الأقل حتى يخرج المسلسل للجمهور بشكل مبهر، أما الآن فأصبح هناك نوع من الرغبة فى المكسب أكثر من الاهتمام بقيمة ما يقدم، وأصبح هناك نوع من «الكروتة»، لظهور العمل على الشاشة، فالعمل الذى يستحق أن يصور فى 6 أشهر، أصبح صناعه يقدمونه فى شهرين فقط لتوفير أيام التصوير.
وأوضحت الحكيم أنها حرصت على الاعتزال وهى فى كامل صحتها وتعرض عليها سيناريوهات كثيرة، مثلما فعلت النجمتان القديرتان هند رستم وليلى مراد، اللتان اعتزلتا الفن وهما فى كامل صحتهما.
أما الفنانة تيسير فهمى فأكدت أن اعتزالها للفن جاء بسبب انشغالها بالعمل السياسى منذ اندلاع ثورة 25 يناير، حيث أوضحت أن بعد هذه الثورة مباشرة وجدت نفسها مشغولة بأحوال البلاد مثل باقى المصريين حتى قامت ثورة 30 يونيو والتى صححت مسار البلاد، وأنها ركزت جهودها فى تأسيس حزب سياسى، لافتة إلى أن الفن أعطاها الكثير وهو حب الناس، ولابد أن تكون مقدرة لهذا وتسعى للتعبير عن آرائهم وعما يريدون من خلال الطريق الجديد الذى اختارته وهو طريق السياسة وخدمة قضايا الوطن.
ويقول الفنان القدير توفيق عبدالحميد، إن اعتزاله المفاجئ للفن جاء بسبب العشوائية التى شهدها الوسط الفنى والصبغة التجارية التى فرضت نفسها على المنتجين، وعدم وجود السيناريو الذى يعبر عن طاقته كممثل أو يتلامس مع كيانه وميوله الفنية، موضحا أن القائمين على الفن انصرفوا عن القضايا الهامة التى من المفترض أن تكون محل الاهتمام الأول للفن، وانشغلوا بالربح المادى وقدموا العديد من الأعمال التى لا تعبر عن هويتنا كعرب أو مسلمين، مشيرا إلى أنه حرص خلال حياته الفنية وأثناء عمله بالمسرح والسينما والتليفزيون على مدار عقود طويلة على التعرض لقضية تمس المجتمع المصرى فى كل عمل يقدمه، وأضاف عبدالحميد قائلا: عشقى للتمثيل قد يُعيدنى ولكن لا أعرف متى، ربما تكون هذه العودة بعمل أراه مناسبا لى، وقد أظل مبتعدا حتى لا أقدم شيئا غير راضٍ عنه، ويكون الاعتزال هو القرار الصحيح الذى اتخذته ولا أندم عليه.