أصوات أقدامهم المسموعة فى الشوارع الواسعة تعلن عن مرور أكثر من ثلاث ساعات على موعد حظر التجوال ليوم الجمعة، أسلاك شائكة تمتد بين الطرق وجنازير الدبابات حفرت موقعها فوق الأرض بوضوح لتقف فى طريق كل من يحاول العبور، بهدوء تنقلوا بين الشوارع، أو وقفوا بابتسامه يطلبون من ضابط المرور، أو بحثوا عن أقرب قهوة سارت على دربهم معلقه لافته "إنما للحظر حدود" لاستقبال عودة "باسم يوسف" مثلما اعتادت قبل توقفه بين ضربات الشيش والبيش وصحبه القهاوى، وصلوا أخيرا كل إلى موقعه قبل دقائق من البرنامج ليصطفوا أمام الشاشات بعيدا عن حوائط المنازل ولمه العائلات الصغيرة فى استقبال برنامج "البرنامج".
أمام الكردون الأمنى بميدان لبنان وقف مصطفى هشام صاحب التسعة عشر عام مع مجموعة من أصدقائه لطلب العبور، قلشات خفيفة عن الطريق الذى قطعوه من أرض اللواء إلى ميدان لبنان للوصل إلى أحمد عرابى حيث اعتادوا مشاهدة البرنامج انتهت كما يحكي: "الضباط قرروا يعيدونا فى الآخر بس بشرط التفتيش، أحنا أتعودنا نتفرج على باسم فى قهوة معينه ليها لمه بنحبها ومكناش هنحس بطعم لو أتفرجنا فى البيت، نزلنا وعدينا واتفرجنا".
يلتقط منه صديقة إسلام، صاحب العشرين عام أطراف الحديث ويقول: "بصراحة الجيش قليل لما بيوقف حد ويمنعه إنه يعدى، لكن فى نفس الوقت الحظر طول قوى وكده كفاية، وخصوصا يوم الجمعة اللى تقريبا مبقاش موجود، وأتأثر بيه أكثر الناس اللى شغلهم بليل".
بين صفوف كافيتريا "قهوة تركى" التى تقع فى أحد الشوارع الموازية لشارع السودان، تجمع أحمد كلحى، 24 عام، مع شلته بعد أن قطع طريقة من إمبابة للاستمرار فى متابعة "البرنامج" مثلما تعود قبل الحظر، يقول: حاولت ما أعديش على اللجان أو أقف فيها من الأساس، أنا متعود أقعد هنا دايما وحافظ الطرق كويس فبقدر أشوف طرق بديلة للى الجيش بيقف فيها، وأكيد مكنش هينفع نتفرج على البرنامج كل واحد لوحده المكان هنا يعتبر فى منتصف الطريق بينى وبين أصحابى وبنقدر كلنا نتجمع فيه.
"باسم ذى ماتش الأهلى والزمالك بالضبط، لو مكنش وسط أصحابك على القهوة يبقى مالوش طعم".. هكذا برر حامد رجب، صاحب السبعة عشر عام رحلته من "ميت عقبة" إلى شوارع المهندسين لمتابعة "البرنامج"، حول طاولة مستديرة تجمع مع خمسه من أصدقائه لم يلتفتوا حولهم منذ الكلمة الأولى التى أعلنت عن بداية البرنامج، وفى أول فاصل عاد ليكمل حديثة "عدينا من كمين واحد عشان نوصل، الطريق كالعادة بترمى الأبره ترن، إلا لو عربيه أو أثنين عدوا بالصدفة جنبنا، لكن بداية الحلقة حسستنا أن المشوار كان يستاهل".
إلى الجوار يقف "عبده"، مالك قهوة النخيل الواقعة خلف نادى الترسانة الرياضى، يتدخل فى الحديث على الفور ويقول: "الناس نزلت حتى فى الحظر عشان تشوف البرنامج، الدنيا هنا كانت بتبقى فاضيه جدا خصوصا يوم الجمعة لكن الحلقة مشتها شويه، قبل الحظر كنا بنعمل شاشة عرض عشان اليوم ده وبنتعامل معاه زى ماتشات الكورة المهمة بالضبط".
وعلى بعد خطوات يتابع وائل رمضان، أحد العالمين فى القهوة المجاورة له "النهاردة أكثر يوم اشتغلنا فيه والحظر موجود، مش ذى لما باسم كان شغال قبل كده طبعا بس اشتغلنا" يوزع المهام على زملائه الذين يديرهم بينما يزداد ضغط العمل ويقترح "المفروض البرنامج يتغير معاده للسبت بدل الجمعة، أجازة بارضوا بس هيبقى بعيد عن الحظر".
"إنما للحظر حدود".. عشاق باسم يستقبلون البرنامج على القهاوى
الأحد، 27 أكتوبر 2013 06:19 م
باسم يوسف
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد قنديل
الجيش خارج نطاق الديموقراطيه يا باسم
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى
جيش مصر