"الشخصية النرجسية" مصطلح يفتح المجال لعرض أكثر الاضطرابات الشخصية خطورة، نظراً للتعقيدات النفسية التى يعانى منها الشخص النرجسى الذى يشتهر باهتمامه بنفسه وتوقعاته باهتمام الآخرين وثنائهم المستمر على شخصيته وتصرفاته، كما توضح الدكتورة "هبة عيسوى" أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس.
تتحدث عيسوى عن الشخص النرجسى قائلة: الشخص النرجسى معروف باهتمامه الشديد بنفسه وبمميزاته الفائقة التى ينتظر ذكرها من الجميع بين لحظة وأخرى، وهى الحالة التى تعرف بـ"الانعكاس"، كما يشعر النرجسيون بحساسية مفرطة إزاء تعرضهم للتجاهل أو الإهمال فيعانون من الحزن والإحباط سريعاً، وغالباً ما يرتبط هذا المرض بأوهام العظمة.
وتحدد "عيسوى" سمات الشخص النرجسى فى مجموعة من النقاط أبرزها التكبر وحب الظهور فى التعامل مع الآخرين، وعدم الرضا بقيادة الآخرين له، إضافة إلى الميل للظهور والشهرة على حساب الآخرين.
ويتسم أيضًا بالأناقة فى اختيار الملبس والاستخدام المفرط فى العطور أو الماكياج، مع فرط الحيوية والحركة والسلوك المستبد، وكثرة الثرثرة.
كذلك لديه ميل نحو انتفاص قيمة الآخرين، ولديه إفراط عاطفى مثل الغضب أو حب الانتقام أو الحماس الزائد، وكذلك يتسم بالنقد اللاذع للمختلفين معه بالرأى بهدف الانتقاص من الآخرين.
وتضيف، أن النرجسى فى حالة تحفز دائم للشك، إلى جانب اليقين أنه على صواب، ودائمًا ما نلاحظ عليه الشرود عند محادثة الآخرين وتحويل الحديث إلى الذات.
كذلك هو عنيد فى الرأى وكأنه ملزم على هذا العناد ولا يقتنع بوجهة نظر الآخرين بسهولة، ولا يتساهل مع الغير.
وتقدم "عيسوى" مجموعة من التوصيات لمساندة الشخص النرجسى ودفعه لتصديق مرضه وبداية علاجه، وتتلخص هذه الخطوات فيما يلى:
- حس النرجسى على قراءة المقصود باضطراب الشخصية النرجسية لأن الاستبصار بالمشكلة أول خطوات العلاج.
- فى حالة هدوء النرجسى يجب على المقربين الإشارة للأعراض ومسارات التفكير ومساعدته فى التعرف على مسبباته وعواقبه.
- إذا كانت علاقتك بالنرجسى قوية، فقد تجد نفسك فى مشكلة معه فلا داعى للهجوم عليه والدفاع عن نفسك، ولكن التعامل معه بهدوء وتفهم تجعله يتراجع عن اتهاماته.
- لا داعى للمبالغة فى الوعظ ويجب على المقربين التعليق البسيط على سلوكيات النرجسى حتى لا يصاب بالإحباط والانفعال.
- يجب الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والتوازن النفسى فدائماً ما ينفر الأصدقاء من الشخصية النرجسية فالشعور بالانعزال مؤلم جداً بالنسبة له.
- ساعده فى تحمل المسئوليات تجاه نفسه وتجاه الغير وشجعه على ذلك، ولكن تجنب أن يكون ذلك بشكل مباشر.
د. هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة