هل وجودك فى مدرسة مخصصة للفتيات أمر جذاب بالنسبة لك؟.. تختلف الإجابة على هذا السؤال من فتاة لأخرى، بحسب البيئة التى نشأت فيها والتقاليد التى تربت عليها التى قد تعتبر الاختلاط بين الجنسين أمرا صحيا وطبيعيا وقد تعتبره رجسا من عمل الشيطان وفاتحة للمعاصى والمنكرات!
الكثير من الفتيات يحبذن فكرة المدارس والفصول المخصصة للبنات حتى يكن على سجيتهن وينطلقن ويتعاملن بحرية دون أن يقيدهن وجود الصبيان، بينما على العكس هناك فتيات يتمردن على فكرة عزلهن فى معسكر للفتيات دون أن يسمح لهن بالتحدث مع أقرانهن فى إطار الزمالة والصداقة المحترمة، وبدرجات متفاوتة ينطبع تأثير ذلك الفصل على شخصياتهن فى المستقبل فإما أن يؤدى ذلك إلى انطوائيتهن وإصابتهن بالتلعثم حين يتحدثن مع الطرف الآخر أو يأتى تمردهن على ذلك بشكل عكسى ومنفلت فى إطار علاقات غير شرعية وقد لا يكون له ذلك التأثير الخطير وتتخطى الفتاة بمساعدة من الأهل والأصدقاء ذلك حين تدخل إلى الجامعة وتمارس حياتها بشكل طبيعى ومنفتح.
بسمة عبد الغنى، طالبة فى مدرسة الأقصر الثانوية بنات، قالت لليوم السابع إنها تفضل أكثر المدرسة المخصصة للبنات عن المدارس المختلطة وتبرر ذلك بقولها: " نأخذ راحتنا أكثر فى الفصل ولا نشعر بالحرج إذا لم نستطع الإجابة أو عاقبنا المدرسون، حتى عندما نأخذ دروس خصوصية نطلب من المدرسين أن تكون المجموعة كلها بنات".
بسمة أكدت أنها ليست لديها مشكلة من الحديث مع الأولاد لكنها لا تحبذ فكرة المدرسة المشتركة لأنها لا تريد أن تصبح طوال فترة وجودها فى المدرسة أن تكون مقيدة بوجود الصبيان، مؤكدة على ذلك بأنها حين كانت فى مرحلة الإعدادية اشتركت فى فرقة مسرح وكان فيها صبيان وبنات وكانت تتحدث معهم بشكل طبيعى دون أن يكون لديها عقدة الخجل والتلعثم فى وجودهم، لكنها قالت إن هناك الكثير من الفتيات لا يفضلون فكرة فصلهن عن الصبيان فى المدرسة ويتمنين لو كن فى مدارس مختلطة، لافتة إلى أنها حين تذهب للجامعة فستتعامل بشكل طبيعى مع الشبان فى إطار علاقة الزمالة وأن وجودها فى مدرسة للفتيات فى مرحلتى الإعدادى والثانوى لم يتسبب لها فى أى نوع من العقد النفسية لأنها كسرت حاجز الخجل حين تعاملت مع الفتيان فى فرقة المسرح والمشاركة بعدها فى عدد من الأوبرتات الغنائية والكورال.
إلا أن الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الصحة النفسية فى جامعة قناة السويس، يؤكد أن الحياة خلق فيها الذكر والأنثى مجتمعين ولم يتم الفصل بينهما لأن الآثار السلبية الناتجة عن منع الاختلاط أشد خطرا من التى قد تنشأ نتيجة اختلاطهما، مدللا على ذلك بقوله "الكلام الخارج الذى يقوله الشبان والفتيات فى المدارس يقل حين تكون المدارس مختلطة لأن وجدهما معا يضطرهما لانتقاء ألفاظهم ومراقبة تصرفاتهم، كما يتيح لهم الفرصة بالتعرف على بعض، حتى تتكون لديهم خبرة التعامل مع الجنس الآخر".
فى المقابل هناك أضرار نفسية شديدة قد تنتج من منع اختلاطهم كالإصابة بالانطواء والخجل الاجتماعى والتلعثم عند الحديث مع الجنس الآخر والمراهقة المتأخرة وسهولة الانخداع نتيجة عدم وجود خبرة سابقة فى التعامل وعدم القدرة على الحكم الصائب على الطرف الآخر، والانشغال الشديد بالتفكير فى الجنس الآخر بدون ممارسة وهذا من الممكن أن يعيقهم عن المذاكرة والتفكير والإبداع، بينما من الممكن أن نحاول أن نتفادى الآثار السلبية التى من الممكن أن تحدث بسبب الاختلاط بقليل من الحذر وحسن التنشئة.
أستاذ الطب النفسى أضاف"إذا كنا نفكر فى المستقبل الذى للمرأة فيه دور كبير فعلينا آلا نخضع لتقاليد عتيقة وعادات عفا عليها الزمن فالأصل هو الاختلاط بين الجنسين بعد أن أثبتت تجربة مدارس البنات فشلها".
فصل الصبيان عن البنات فى المدارس يؤدى للانطوائية
الخميس، 24 أكتوبر 2013 02:21 ص